فوائد البابونج للحامل
البابونج
يُعتبر البابونج (بالإنجليزية: Chamomile) أحد الأعشاب الطبيّة القديمة المعروفة تاريخيّاً، ويندرج تحت عائلة أستيراسي (بالإنجليزية: Asteraceae)، وتحتوي الزهور المجففة منه على العديد من المركّبات التي تمتلك خصائص علاجيّة كالتيربينويدات (بالإنجليزية: Terpenoids) والفلافونويدات (بالإنجليزية: Flavonoids)، ويُستخدم البابونج عادةً في الطبّ التقليدي على شكل شاي، حيث يتمّ استخدامه في السيطرة على الكثير من الأمراض كالحُمى، والالتهابات، وتشنجات العضلات، واضطرابات الدورة الشهرية، والأرق، والقرحة، والجروح، واضطرابات الجهاز الهضمي، وآلام الروماتيزم، والبواسير، أمّا بالنسبة للمجالات الأخرى فقد تمّ استعمال زيوت البابونج على نطاقٍ واسع في تصنيع المنتجات العطريّة ومستحضرات التجميل.[1]
فوائد البابونج للحامل
للبابونج فوائد كغيره من الأعشاب النافعة، إلّا أنّ الأمر يبدو مختلفاً خلال فترة الحمل؛ فلا توجد دراسات كافية تضمن سلامة استخدام البابونج أثناء هذه الفترة.[2] وإلى الآن لا يزال البابونج في قائمة الأعشاب غير الآمنة في حال شربها بكميّةٍ غير معتدلةٍ خلال فترة الحمل، حيث لم تُقِر مؤسّسة الغذاء والدواء الأمريكيّة سلامة هذه العشبة حتى الآن،[3] وقد أشار المركز الطبيّ لجامعة ميرلاند (بالإنجليزية: The University of Maryland Medical Center states) إلى وجوب تجنُّب النساء الحوامل شرب البابونج للتقليل من خطر الإجهاض، أمّا تقارير الخدمات الصحيّة الوطنيّة لدى المملكة المتحدة سمحت بشرب الأعشاب، ولكن بكميّاتٍ معتدلة، أمّا وكالة مقاييس الغذاء (بالإنجليزية: The Food Standards Agency) فقد أوصت بعدم تناول كميّة تتجاوز 4 أكوابٍ على مدار اليوم من الأعشاب بما فيها البابونج، والشاي الأخضر، وقد أوصت كذلك باستشارة الطبيب في حال عدم التاكُّد من سلامة وأمان هذه الأعشاب أثناء الحمل.[4]
بدائل البابونج الآمنة للحامل
يُعتبر شاي الزنجبيل أول البدائل الآمنة للبابونج لامتلاكه بعضاً من خصائص البابونج؛ حيث يمكن أن يساعد على تهدئة حموضة المعدة،[4] ويُنصح باستخدام الزنجبيل لعلاج الغثيان الخفيف والقيء المصاحب للحمل، حيث يُعتبَر واحداً من المنتجات العشبيّة القليلة التي تمّ السماح باستخدامها لأمانها في فترة الحمل،[2] أمّا البديل الثاني فهو شاي أوراق التوت الأحمر، ويوصف بأنّه شايٌ مفيد لحملٍ صحي، حيث إنه يساعد على منع حدوث مضاعفات النزيف ما بعد الولادة، ولكن لا بدّ من استشارة الطبيب قبل استخدام أيّ نوعٍ من الأعشاب، وذلك من باب الحيطة والحذر.[4]
فوائد البابونج العامة
استُخدم البابونج منذ قرونٍ من قبل المصريين القُدامى، ويُعتبر البابونج الألماني أحد أكثر أنواع البابونج استخداماً بين الناس رغم وجود بعض الأنواع الأخرى كالبابونج الرومانيّ، ويمتلك البابونج بمختلف أنواعه فوائد صحيّة عديدة، حيث إنّه يحتوي على كميّةٍ ممتازة من مضادّات الأكسدة، ويساعد على النوم، ويمتلك خصائص مضادّة للالتهابات، وتأثيرات مُحسِّنة للمزاج، كما أنّه يقي من نزلات البرد وعدّة أمراضٍ أخرى، وفيما يأتي بعضٌ من فوائد البابونج:[2]
تحسين جودة النوم
يمتلك البابونج خصائص فريدة تُمكِّنه من تحسين جودة النوم، فهو يحتوي على أحد مضادّات الأكسدة الذي يعرف بالأبيجينين (بالإنجليزية:Apigenin)، حيث إنّه يُربط بمستقبلات معينة في الدماغ، ليُعزِّز الشعور بالنعاس، ويحدّ من الأرق، وكانت نتائج إحدى الدراسات أنّ النساء اللواتي تناولنَّ شاي البابونج بعد الولادة لمدة أسبوعينّ قد حصلنّ على نوعيّة نومٍ أفضل مقارنةً بالمجموعة التي لم تتناول شاي البابونج، وظهرت لديهنّ أعراض أقل للاكتئاب والذي غالباً ما يرتبط بمشاكل النوم، وتمّت الإشارة في دراسة أخرى إلى أنّ الأشخاص الذين استهلكوا 270 ملغ من مستخلص البابونج مرتين يومياً لمدة 28 يوماً، قد قلّت للثلث فترة بقائهم مستيقظين ليلاً، وصاروا يغُطّون في النوم أسرع بمقدار 15 دقيقةً مقارنةً مع الذين لم يتناولوا مستخلصات البابونج.[2][5]
تحسين صحّة الجهاز الهضمي
يُنصح عامة الناس بتناول البابونج كتقليدٍ اعتادوا على تداوله مع مرور السنين، وخاصة كحلٍّ لمشاكل الجهاز الهضمي كالغثيان والغازات، ولكن لم يتم إثبات فعاليّته في تعزيز صحّة الجهاز الهضمي، وبالتالي فهناك حاجة للمزيد من الدراسات والأبحاث التي تركّز على البشر تحديداً، ولكن هناك بعض الدراسات التي تمّ إجراؤها على فئران المختبرات، حيث لوحظ فيها أنّ لمستخلصات البابونج القدرة على وقاية الفئران من حدوث الإسهال، وذلك لامتلاك البابونج خصائص مضادة للالتهابات، كما وجدت دراسة أخرى أنّ البابونج يقي من قرحة المعدة، حيث إنّه يُقلّل من حموضة المعدة ويمنع نمو البكتيريا التي تساهم في حدوث القرحة.[5]
تقليل خطر الإصابة بالسرطان
تبين أنّ الأبيجينين كأحد مضادات الأكسدة المتوفرة في البابونج قادرٌ على محاربة الخلايا السرطانيّة كتلك الموجودة في الثدي، والجهاز الهضمي، والجلد، والبروستاتا، والرحم، وقد وجدت دراسة تمّ إجراؤها على 537 شخصاً أنّ أولئك الذين تناولوا شاي البابونج 2-6 مرات في الأسبوع كانوا أقل عرضةً لحدوث سرطان الغدة الدرقيّة من أولئك الذين لم يتناولوا شاي البابونج، ولكن لا تزال هناك حاجةً ملحّةً للمزيد من الدراسات الخاصة بذلك.[5]
تحسين صحّة القلب
تمّت دراسة مدى تأثير الفلافونويدات كأحد أنواع مضادات الأكسدة المتوفرة في البابونج في خفض ضغط الدم ومستويات الكولسترول، وبالتالي المحافظة على صحّة القلب، حيث وجدت دراسة تمّ إجراؤها على 64 مشاركاً من مرضى السكري أنّ أولئك الذين تناولوا شاي البابونج مع وجبات الطعام كان لديهم تحسُّنٌ ملحوظ في مستويات الكولسترول الكلّي، والدهون الثلاثيّة، ومستوى الكولسترول السيء أو منخفض الكثافة (بالإنجليزية: LDL) مقارنة مع أولئك الذين لم يتناولوا شاي البابونج مع الطعام.[5]
القيمة الغذائية للبابونج
يوضّح الجدول التالي الفيتامينات والمعادن الموجودة في كوبٍ واحد (237 غرام) من شاي عشبة البابونج، ولم يتم إدراج محتواه من الطاقة لكونها لا تتعدّى الـ 2.4 سعر حراري.[6]
المراجع
- ↑ Janmejai K Srivastava, Eswar Shankar,and Sanjay Gupta (1-2-2011), "Chamomile: A herbal medicine of the past with bright future"، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 14-1-2018.
- ^ أ ب ت ث Kimberly Dishman (6-9-2016), "Chamomile Tea While Pregnant: Is It Safe?"، www.healthline.com, Retrieved 14-1-2018.
- ↑ "Herbal teas during pregnancy", www.babycenter.com,1-2016، Retrieved 14-1-2018.
- ^ أ ب ت MAX ROMAN DILTHEY (14-8-2017), "Is Chamomile Tea Safe During Early Pregnancy?"، www.livestrong.com, Retrieved 14-1-2018.
- ^ أ ب ت ث Brianna Elliott (18-8-2017), "5 Ways Chamomile Tea Benefits Your Health"، www.healthline.com, Retrieved 14-1-2018.
- ↑ "chamomile", nutritiondata.self.com, Retrieved 14-1-2018.