-

خصائص الشعر الإسلامي

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الشعر الإسلامي

قلَّت رواية وقول الشعر منذ ظهور الرسالة الإسلامية لأسباب عدّة أهمّها انشغال المسلمين بالقرآن الكريم، وإحساس بعض الشعراء بضعفه أمام عظمة لغة وأسلوب القرآن الكريم، كما أنّ الكثير منهم آنذاك اتجهوا إلى الجهاد في سبيل الله عزّ وجلّ مبتعدين عن كتابة الشعر.

تأثّر الشعر في عهد الإسلام تأثراً واضحاً بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، حيث وجه الشعراء شعرهم نحو مدح الإسلام والدعوة إليه وتعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم وإظهار محاسنه ومناقبه، واستمدّوا أفكارهم الشعرية من مبادئ الإسلام، وخلق الرسول الكريم وصفاته، فتحوّلت وظيفته من وظيفة ذاتية قبليّة إلى وظيفة تدعو الناس إلى الهداية وإرشادهم وتعريفهم بخالقهم ومدى قوته وما أعده للمحسنين الأتقياء.

خصائص الشعر الإسلامي

اختلف تمسك الشعراء في العصر الإسلامي بالدين؛ لذلك تنوّعت تجاربهم، ورؤيتهم، وأساليبهم الشعرية، ولكن بقي لديهم مجموعة من السمات المشتركة التي ميَّزتهم عن غيرهم من الشعراء في العصور الأخرى، كان أهمّها الالتزام، والصدق الفنّي، والشعور بالإنسان، إضافةً إلى الدعوة للتوحيد وتجنّب الألفاظ البذيئة والصور الفنية الخارجة عن أحكام الدين الإسلامي، وإلى جانب هذه السمات يوجد العديد من الخصائص الفنية التي ظهرت بشكل وأسلوب واضح في شعرهم سيتم توضيحها كما يلي:

  • القسم: يعتبر القسم أهمّ الأساليب التي استعان بها الشعراء من القرآن الكريم أو التي وردت وتمّ استحداثها أثناء حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.
  • الدعاء: تفنّن الشعراء في الدعاء والابتهال والتوجّه إلى الله عزوجل، فطلبوا العفو والمغفرة من ربهم خشية عذابه.
  • القصص: انتفع الشعراء من القصص الواردة في القرآن الكريم، فأخذوا ما فيها من مواعظ وأحكام ودلالات ووظفوها في أشعارهم معالجين قضايا مجتمعية ومشاكل انتشرت في بلادهم آنذاك.
  • التكرار: حرص الشعراء على التكرار في أبياتهم شعرية لتأكيد المواقف والمعاني وكوسيلة لإقناع الآخرين.
  • الاقتباس: نهج شعراء الإسلام أسلوب القرآن الكريم والحديث النبويّ الشريف في التلميح لا التصريح، فقام بعضهم باقتباس آيات قرآنية مع تحوير في بعض كلماتها أو ألفاظها، والبعض الآخر اقتبس أفكاراً ومعانيَ وردت في كتاب الله عزّ وجلّ، أمّا النوع الاخير اقتبس الآية نصاً صريحاً بدون تغيير أو تبديل.

أغراض الشعر في العصر الإسلامي

الفخر والحماسة

لقد ساد الفخر في شعر الإسلاميين زمن النبي صلى الله عليه وسلم فكثر فخرهم في انتصاراتهم وتأييد الملائكة لهم في المعارك والحروب، فكتبوا عن شجاعتهم، وإقدامهم، وقوّة ثباتهم وتحمّلهم الشدائد، كما أنّهم افتخروا بالمناقب والحسنات التي يدعو إليها الإسلام من مكارم أخلاق، وعزة نفس، وعفة، وبعد عن الآثام واللهو والخمر.

المديح

حرَّم الإسلام المدح المبتذل الكاذب الذي يهدف إلى الجاه، وكسب الأموال، والتقرّب من عظماء القوم، لكنّ شعراء المسلمين آنذاك مدحوا نبيّهم ودينهم دون ابتذال ومثال ذلك قصيدة كعب بن زهير التي جاءت في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم.

الهجاء

لما بدأت الدعوة الإسلامية وانقسم العرب إلى قسمين هما المسلمون والكافرون، وجّه النبي صلى الله عليه وسلم الشعراء إلى هجاء أعداء الدين الإسلامي والمسلمين، ناهياً الشعراء عن شتم الناس والخوض في أعراضهم وقذفهم.

الشكوى

ظهر شعر الشكوى في عهد الإسلام حيث أظهر الشعراء في شعرهم الظلم الواقع على فئات اجتماعية منهم بسبب دخولهم في الإسلام وترك عبادة الأصنام والشرك بالله عزّ وجلّ، فوصفوا ما قام به زعماء المشركين من تعذيب وظلم واضطهاد وانتقاص للمسلمين الذين تبعوا النبي محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته، كما وصفوا الفتن والمظالم التي عمّت البلاد الإسلامية بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم إلى زمن الخلفاء ومن تبعهم من الأولياء والصالحين، وعبَّروا من خلال شعر الشكوى عن الشدائد التي مرّوا بها كجماعات.