نقص البروتين عند الأطفال
سوء التغذية
تُعرِّف منظمة الصحة العالمية (بالإنجليزيّة: WHO) سوء التغذية بأنَّها خللٌ في التوازن بيّن الكمية المستهلكة من المُغذيّات والسعرات الحرارية من جهة، وبيّن حاجة الجسم إليّها حتى ينمو، ويتطوّر، ويقوم بوظائفه المُحدّدة من جهةٍ أخرى، بيّنما يرتبط سوء التغذية الناجم عن نقص البروتين (بالإنجليزيّة: Protein energy malnutrition) بمجموعةٍ من الاضطرابات؛ والتي تشمل مرض السغل (بالإنجليزيّة: Marasmus)، ومرض الكواشيوركور (بالإنجليزيّة: Kwashiorkor)، والحالات الوسيطة بيّنهما، ويحدث مرض السغل في الأطفال الصغار والرُضّع في كثير من الأحيان، ويُؤدّي إلى الجفاف وفقدان الوزن، وتُعدّ المجاعات من مُسببات هذا الاضطراب، بينما يحدث مرض الكواشيوركور للأشخاص الذين يُعانون من نقصٍ شديدٍ في البروتين، وفي الغالب فإنَّ الأطفال الذين يصابون به يكونون أكبر سناً من الأطفال الذين يُصابون بمرض السغل، كما قد يُؤدّي اتباع نظامٍ غذائي يعتمد بشكل أساسيٍ على الكربوهيدرات إلى هذه الحالة.[1][2]
نقص البروتين عند الأطفال
يُعدّ الكواشيوركور إحدى أشكال سوء التغذية الشديدة، والتي تحدث عادةً عند الأطفال، وهي حالة خطيرة للغاية؛ تنتج عن نقصٍ شديدٍ في البروتين، ويرتبط به نقصٌ في بعض المعادن والفيتامينات الأساسية، ويختلف عن مرض السغل الذي يحدث بسبب نقصٍ في التغذية والسعرات الحرارية، وتحدث حالة الكواشيوركور عادةً عند الأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن 4 سنوات، والذين يعيشون في المناطق الريفية؛ خاصة في أفريقيا جنوب الصحراء، وينتج غالباً بعد فطام الطفل، حيث لا يحصل على المُغذيّات والبروتينات نفسها من نظامه الغذائي، كما قد يحدث في المناطق التي تعاني من نقصٍ في الغذاء أو مجاعة، أو بسبب انخفاض مستوى ثقافة الأشخاص بالنظام الغذائي والمُغذيّات، وقد يُعاني بعض الأشخاص من هذه الحالة بعد وقوع الكوارث الطبيعية، أو الجفاف؛ الذي يُؤدّي إلى تراجعٍ في إنتاج الطعام في المنطقة.[3][4]
وتُعدّ الوذمة (بالإنجليزية: Edema) والانتفاخات من الأعراض الرئيسية التي يُعاني منها الأطفال المصابون بالكواشيوركور، وقد تخفي هذه الوذمة كم أصبح الطفل هزيلاً وضعيفاً، فقد يبدو وزن الطفل طبيعياً أو حتى أنَّه ممتلئ الجسم؛ لكنه منتفخٌ بسبب السوائل؛ وليس بسبب وجود الدهون أو العضلات، حيث تبدأ احتباسات السوائل في الأقدام، إذ تترك علامة عند الضغط عليها، وتنتشر فيما بعد الاحتباسات إلى كل الجسم حتى الوجه، ونذكر فيما يأتي بعض الأعراض الأخرى المرتبطة بهذه الحالة:[3][4]
- فقدان الشهية.
- جفاف الشعر وتساقطه بسهولة، وتغيّرات في لونه؛ فقد يبدو أصفراً أو برتقالي اللون.
- الجفاف.
- انتفاخ البطن.
- انخفاض مستوى العضلات والدهون في الجسم.
- الخمول والتعب.
- التقزُّم.
- ضعف وتشقق الأظافر.
- مشاكل جلدية؛ كالالتهابات الجلدية المتكررة، وتشققات في الجلد، وظهور بقع حمراء ملتهبة قد تُصبح داكنة اللون، وتتقشر، أو تنفتح.
- الإصابة بالعدوى بشكلٍ متكررٍ، أو الإصابة بعدوى أكثر خطورة أو طويلة المدة أكثر من المعتاد.
أعراض نقص البروتين بشكل عام
يحدث نقص البروتين عندما يكون تناول الشخص للبروتين غير كافٍ لتلبية متطلبات جسمه، ونذكر فيما يأتي بعض الأعراض المصاحبة لهذه الحالة:[5]
- الوذمة: حيثُ توصف الوذمة بأنّها انتفاخٌ في الجلد؛ وهي إحدى الأعراض المميزة لحالة الكواشيوركور، ويعتقد العلماء أنَّ سبب ذلك هو انخفاض كميات الألبومين (بالإنجليزيّة: Albumin) في الدّم؛ وهو البروتين الأكثر وفرةً في الجزء السائل من الدّم، أو ما يُعرف ببلازما الدّم، وتُعدُّ إحدى الوظائف الرئيسية للألبومين هي الحفاظ على الضغط الأسموزيّ الغرويّ (بالإنجليزية: Oncotic pressure)؛ وهي قوة تُوجه السوائل باتجاه الدورة الدموية؛ وبهذه الطريقة يمنع الألبومين تراكم كمياتٍ كبيرةٍ من السوائل في الأنسجة أو أجزاء الجسم الأخرى، ولذلك فإنَّ نقص هذا البروتين الشديد يُؤدي إلى خفض الضغط الاسموزيّ الغرويّ؛ ممّا يُسبب تراكم السوائل في الأنسجة؛ وحدوث الانتفاخات، وقد يؤدي ذلك أيضاً إلى تراكم السوائل داخل تجويف البطن؛ حيث يُعدّ البطن المنتفخ علامة مميزة للكواشيوركور.
- الكبد الدهني: إذ إنَّ من الأعراض الشائعة الأخرى للكواشيوركور هي تراكم الدهون في خلايا الكبد؛ ممّا يُسبب الالتهاب، وحدوث نُدَب في الكبد، وفشلاً محتملاً في هذا العضو، ويُعدُّ سبب حدوثه في حالات نقص البروتين غير واضح، لكن تشير الدراسات إلى أنَّ عملية التصنيع الضعيفة للبروتينات التي تنقل الدهون؛ والمعروفة باسم البروتينات الدهنية (بالإنجليزية: Lipoproteins) قد تُساهم في حدوث هذه الحالة.
- مشاكل في الجلد والشعر والأظافر: حيث تُصَّنع هذه الأجزاء من الجسم إلى حدٍ كبيرٍ من البروتينات، وغالباً ما يُؤثر نقص البروتين عليها؛ ولكن لا تظهر هذه الأعراض إلا إذا كان لدى الشخص نقصٌ شديدٌ في البروتين.
- توقُّف النمو عند الأطفال: حيث إنَّ البروتين لا يُساهم فقط في الحفاظ على كتلة العضلات والعظام، ولكنّه ضروريٌ أيضاً لنموّ الجسم، وبالتالي فإنَّ نقص البروتين يضُّر الأطفال، وذلك بسبب حاجة أجسادهم للبروتين بشكلٍ مستمر، كما أنَّ التقزُّم هو العلامة الأكثر شيوعاً لسوء التغذية عند الأطفال؛ وفي عام 2013 كان هنالك ما يقدّر بنحو 161 مليون طفلٍ يعانون من التقزُّم.
- أعراض أخرى: زيادة خطر الإصابة بكسور العظام، وخسارة الكتلة العضلية، وزيادة فرص الإصابة بالعدوى، وغيّرها من الأعراض التي قد تحدث عند الإصابة بنقص البروتين.
احتياجات الأطفال من البروتين
تتناسب كمية البروتين التي يجب على الطفل تناولها مع وزن جسمه؛ فكلّما زاد العمر يقلّ معدل النمو، وتنخفض كمية البروتين التي يحتاجها الطفل لكل رطلٍ من وزن جسمه، ويستمر الطول والوزن بالزيادة؛ لذا تزداد احتياجات الطفل من السعرات الحرارية والبروتين؛ ولا تنحصر وظيفة البروتين في النمو، ولكنه يُعدّ أيضاً ضرورياً للهرمونات والمكونات الأخرى المهمة للأطفال والمراهقين، ويوّضح الجدول الآتي الكمية الغذائية المرجعية المُوصى بها من البروتين بالغرامات لكلّ كيلوغرامٍ من وزن الشخص خلال اليوم، لمختلف الفئات العمرية من الأطفال والمراهقين، لكلٍّ من الذكور والإناث:[6][7]
نصائح تغذوية للأطفال
تعتمد تغذية الأطفال على نفس مبادئ التغذية للبالغين، ويحتاج الجميع إلى أنواع المواد الغذائية نفسها؛ كالفيتامينات، والمعادن، والكربوهيدرات، والبروتينات، والدهون، ولكن تختلف كميتها باختلاف العمر، كما يُنصح بتقليل السكريات المضافة، والدّهون المُشبعة المتحولة، ونذكر فيما يأتي بعض المواد الغذائية الهامّة التي يحتاجها الطفل: [8]
- البروتين: حيث يجب اختياره من مصادره الصحية كالمأكولات البحرية، واللحوم الخالية من الدهون، والدواجن، والبيض، والفاصولياء، والبازلاء، ومنتجات الصويا، والمكسرات والبذور غير المُملحة.
- الفواكه: إذ يجب تشجيع الطفل على تناول مجموعة متنوعة من الفواكه سواءً كانت بشكلها الطازج، أو معلبة، أو مجمدة، أو مجففة عوضاً عن عصير الفاكهة؛ وفي حال تناول العصير فإنّه يجب التأكد من أنّه طبيعيٌ بنسبة 100% دون إضافة السكريات، ومع تقليل مقدار الحصص المتناولة منه، ويُنصح باختيار الفاكهة المعلبة قليلة السكر المضاف، كما يجدر الذكر بأنّ ربع الكوب من الفواكه المجففة يُعادل كوباً واحداً من الفاكهة الطازجة؛ لذا يجدر الانتباه عند تناول الفواكه المُجففة؛ لعدم زيادة استهلاك السعرات الحرارية.
- الخضروات: حيث يجب تناول الخضروات الطازجة، أو المعلبة، أو المجمدة، أو المجففة، مع الحرص على توفير مجموعة متنوعة من الخضروات؛ بما في ذلك الخضراء الداكنة، والحمراء، والبرتقالية، بالإضافة إلى الفاصولياء، والبازلاء، والخضروات النشوية، وغيرها لكل أسبوعٍ، وعند اختيار الخضروات المعلبة أو المجمدة؛ فيجب البحث عن الخيارات الأقلّ في محتوى الصوديوم.
- الحبوب: إذ يجب اختيار الحبوب الكاملة؛ كخبز القمح الكامل، أو الشوفان، أو الفشار، أو الكينوا، أو الأرز البني وغيرها، والحدّ من الحبوب المكررة؛ كالخبز الأبيض، والمعكرونة، والأرز.
- الحليب ومنتجاته: إذ يجب تشجيع الطفل على تناول وشرب منتجات الحليب الخالية من الدهون، أو قليلة الدسم؛ كالحليب، واللبن، والجبن، أو مشروبات الصويا المُدّعمة.
المراجع
- ↑ Hadi Atassi (11-3-2019), "Protein-Energy Malnutrition"، www.emedicine.medscape.com, Retrieved 7-5-2019. Edited.
- ↑ Kelli Hansen (22-7-2016), "Kwashiorkor and Marasmus: What’s the Difference?"، www.healthline.com, Retrieved 7-5-2019. Edited.
- ^ أ ب Rachel Nall (12-7-2018), "Why does the stomach bloat when starved?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-5-2019. Edited.
- ^ أ ب "Kwashiorkor", www.nhs.uk,30-8-2016، Retrieved 8-5-2019. Edited.
- ↑ Atli Arnarson (31-10-2017), "8 Signs and Symptoms of Protein Deficiency"، www.healthline.com, Retrieved 8-5-2019. Edited.
- ↑ "Getting Childhood off to a Strong Start with Protein", www.foodinsight.org,29-10-2010، Retrieved 8-5-2019. Edited.
- ↑ "Protein", www.nrv.gov.au,9-4-2014، Retrieved 8-5-2019. Edited.
- ↑ "Nutrition for kids: Guidelines for a healthy diet", www.mayoclinic.org,15-6-2017، Retrieved 8-5-2019. Edited.