جزر القمر أين تقع
نبذة تاريخيّة عن جُزُر القمر
إنّ أوّل من سَكَن جزر القمر هم الأفارقة، والقادمون من جنوب شرق آسيا، وأوقيانوسيا، وذلك يعود إلى القرن السادس الميلاديّ، ولم تتطوَّر جُزُر القمر إلّا ما بين القرنَين: التاسع، والعاشر الميلاديَّين، حيث انتعشَت الجُزُر، وأصبحت مركزاً تجاريّاً مُهمّاً؛ بسبب ظهور طُرُق التجارة بين القرنَين: الحادي عشر، والخامس عشر الميلاديَّين؛ وذلك لاحتواء الجُزُر على الشِّعاب المرجانيّة، ونبات الإيلنج، والخرز، والتوابل، والذهب، وغيرها وفي القرن التاسع عشر الميلاديّ، وممّا يجدر ذِكره أنّ الجزر خضعَت للاستعمار الفرنسيّ، ولم تحصل على استقلالها إلّا في عام 1975م، بعدَ محاولاتٍ تدريجيّة للتخلُّص من الاستعمار، وبالرغم من حصول الجُزُر على استقلالها، إلّا أنّها لم تستقِرّ سياسيّاً؛ إذ وقعت العديد من الخلافات بينها، وحدثَ 20 انقلاباً سياسيّاً فيها، ونتيجة لذلك، فقد حاولت جزيرتا أنجوان، وموهيلي، العودة إلى الحُكْم الفرنسيّ، ولكنّ فرنسا رفضت مطالبَهم، وأدّى ذلكَ إلى حدوث صراعات بين القوّات، والمُتمرِّدين.[1]
موقع جزر القمر
تُسمَّى جُزُر القمر بجمهوريّة جُزُر القمر الإسلاميّة؛ وهي أرخبيل يَتكوَّن من مجموعةٍ من الجُزُر الواقعة في قلبِ المحيطِ الهادي، بين الساحل الشرقيّ لقارّة أفريقيا، ومدغشقر، وعند المدخل الشماليّ لقناة موزمبيق، يَمتدُّ الأرخبيل لمسافة 180كم من الشمال الغربيّ للجنوب الشرقيّ في المحيط الهادي، ومسافة 100كم من الجنوب الغربيّ للشمال الشرقيّ، ويَصل طول شواطئه إلى 340كم، وهو يتألّف من 4 جُزُر رئيسيّة ذات طبيعة بُركانيّة، ومجموعة من الجُزُر الصغيرة غير المأهولة، حيث تبلغ مساحة الجُزُر الأربعة مُجتمِعة 2،170كم، علماً بأنّ عاصمة الجُزُر هيَ موروني، الواقعة على الحافّة الغربيّة لجزيرة القمر الكُبرى،2،[2][1] وهذه الجُزُر هيَ:[2]
- جزيرة القمر الكُبرى: تقع إلى الشمال، بمساحة تبلغ 1،148كم2، وبذلك تُعَدّ أكبر الجُزُر في الأرخبيل.
- جزيرة موهيلي: تقع الجزيرة جنوب جزيرة القمر الكُبرى، وتبلغ مساحتها 290كم2.
- جزيرة مايوت: تُعَدّ إحدى جُزُر القمر، بمساحة 374كم2، إلّا أنّها تابعة للإدارة الإقليميّة الفرنسيّة.
- جزيرة أنجوان: تبلغ مساحة هذه الجزيرة 424كم2.
الحياة في جُزُر القمر
يَقطُن جُزُرَ القمر ما يُقارب 794,678 نسمة،[1] وهم يُشكِّلونَ مزيجاً من الأصول العربيّة، والفارسيّة، والأفريقيّة، ويتركَّز معظمهم في الجزيرتَين الأكبر مساحةً؛ إذ يَقطنُ حوالي نصف عدد السكّان في جزيرة القمر الكُبرى، وخاصّةً في العاصمة موروني التي تُعَدّ الأكثر اكتظاظاً بالسكّان، أمّا جزيرة أنجوان فيعيش فيها خُمس عدد السكّان، أمّا فيما يتعلَّق بجزيرة موهيلي فإنّ عدد السكّان الذين يعيشون فيها أقلّ من العُشْر، كما يتَّخِذ الناس في جُزُر القمر لغةً خاصّة بهم تُسمَّى (البانتو)؛ وهي لغة مكتوبة بحروف اللغة العربيّة، أمّا اللغات الرسميّة في البلد، فهيَ: البانتو، والعربيّة، والفرنسيّة، ومن الجدير بالذِّكر أنّ العديد من السكّان في الجُزُر لا يتلقَّون فُرَصاً للتعليم؛ نظراً لقِلّة التمويل الخاصِّ بالجانب التعليميّ، أمّا الدين الرسميّ للجُزُر فهو الإسلام.[3]
الحياة الاقتصاديّة في جُزُر القمر
يُعَدّ الفرنك العُمْلة الرئيسيّة للبلاد، ويُعتبَر الاقتصاد في جُزُر القمر قِطاعاً ضعيفاً؛ إذ إنّها إحدى الدُّول الأكثر فقراً في العالَم، وهي تَعتمِد على المُساعَدات الدوليّة، كما أنّها دولة تُعاني من البطالة، وفيما يتعلَّق بالقطاع الزراعيّ في الجُزُر، فإنّنا نجد أنّ المواطنين يزرعون الذُّرة، وجوز الهند، والكاسافا، والبطاطس الحلوة، والموز، والقهوة، والقرنفل، والكاكاو، كما أنّهم يُرَبُّون الدواجن، ويُنتجون الجُبن، ومع ذلك فإنّ الدولة لا تُحقِّق الاكتفاء الذاتيّ من الغذاء، وبالرغم من وجود العديد من السواحلِ للجُزُر الأربع، إلّا أنّ صيد السمك لا يَدعم اقتصاد الدولةِ؛ فهو لا يُحقِّق سوى بعض الدخل لصائدي أسماك الكويلاكانث، ومن ناحية أخرى، تستوردُ الدولة الأرز، والبترول، واللحوم، والحديد، والصلب، والإسمنت، وهيَ مُنتَجات ذات قيمة أعلى من صادراتها؛ إذ تنحصرُ الصادرات بالفانيلا، والقرنفل، والجوز، والزيوت الأساسيّة، والأعمال الخشبيّة، ولا يُعتبَر القطاع الصناعيّ أفضل حالاً في البلاد؛ فهو جانب ضعيف ومحدود.[3]
السياحة في جُزُر القمر
تمتلكُ جُزُر القمر مناطقَ وشواطئ غايةً في الجمال، كما أنّ درجات الحرارة في الجُزُر استوائيّة، يتخلَّلُها نسيم عليل، ولكلِّ جزيرة من الجُزُر الأربع مناطقُ، وأجواء، وأنشطة سياحيّة تُميِّزها،[4] وهيَ كما يلي:[4]
- السياحة في جزيرة القمر الكُبرى: تمتلك هذه الجزيرة تنوُّعاً في المناطق التي يُمكِن أن يذهب إليها السائح، ويُمكِن تصنيفها إلى خمس مناطق، هيَ:
- السياحة في جزيرة موهيلي: تُوجَد في الجزيرة مُنحدَرات حُرجيّة، ومُتنزَّه وطنيّ بحريّ ضَخم، وأكثر ما يُميِّزها هي السلاحف التي يُسافر السيّاح خصِّيصاً؛ لمشاهدتها على الشاطئ، أو يُمارسون الغَطْس؛ لرؤية بَيْضها وهو يفقسُ، إضافة إلى إمكانيّة الجلوس على الشاطئ ليلاً، والاسترخاء، والاستمتاع بسماءِ الجزيرة.
- السياحة في جزيرة أنجوان: تتميَّز هذه الجزيرة بخفافيش ليفينجستون المُهدَّدة بالانقراض؛ وهيَ خفافيش ضخمة، تعيش في مُستعمَرات صغيرة عالية في الجبال، علماً بأنّ أحد أجملِ الشواطِئ في الجزيرة هو شاطئ مويا الجنوبيّ.
- العاصمة موروني: على الرغم من اكتظاظ المدينة، إلّا أنّها وجهة أثريّة للسيّاح؛ فهي مدينة تتَّخِذ طابعاً قديماً، وتحتوي على تفاصيلَ لأبوابٍ جميلةٍ منحوتةٍ، وممرَّاتٍ صغيرةٍ مُتعرِّجةٍ، ومآذن تَصلُ إلى أعلى الأُفُق.
- بركان القرطالة الكبير: هو أحدُ البراكين الأكثر نشاطاً في العالَم، إذ يُمكِن للسائح قضاء رحلةٍ إلى جبل البركان، تتضمَّنُ التخييم، والمَشي عَبْر الغابات الكثيفة، وصولاً إلى فُوَّهة البركان التي تتَّخِذ شكلَ هلال.
- المسارات البُركانيّة: يتميَّز الطريقُ بينَ العاصمةِ والساحلِ الشرقيّ بوجود مناظرَ جذّابةٍ للجبال البُركانيّة ذاتِ الصخور السوداء، ولدى الاقترابِ من الشاطئ، نَجدُ أنّ الصخور السوداء، ورمال الشاطئِ البيضاء، ومياه المحيط الزرقاء تُشكِّل لوحةً بصريّة طبيعيّة وجميلة، كما أنّه يُمكِن رؤية سلسلة من التشكيلات الصخريّة الموجودة في شبه جزيرة مُقوَّسة الشكل، حيث تبدو وكأنّها مسامير خياليّة على ظَهر تِنّين.
- الشواطئ: تُوجَد بعض الشواطئ المَحميّة، والمُخصَّصة للسباحة.
المراجع
- ^ أ ب ت "Comoros", www.worldatlas.com, Retrieved 18-7-2018. Edited.
- ^ أ ب Thomson Gale (2007), "The Comoros"، www.encyclopedia.com, Retrieved 18-7-2018. Edited.
- ^ أ ب Martin Ottenheimer, Harriet Ottenheimer (14-3-2018), "Comoros:Culture, History& People"، www.britannica.com, Retrieved 18-7-2018. Edited.
- ^ أ ب Emilie Filou (2013), "Comoros Islands: tropical charm off the beaten path"، www.lonelyplanet.com, Retrieved 18-7-2018. Edited.