شروط إفطار الحامل في رمضان
إفطار الحامل في رمضان
من المعروف أن صيام شهر رمضان المبارك ثالث أركان الاسلام الخمسة، وهو فريضة على كل مسلم بالغ عاقل راشد، ولكن الله جل وعلا لطيف بعباده خبير عليم، وأنزل الشريعة الاسلامية وجعلها صالحة لكل زمان ومكان، فرخص للحامل الإفطار في هذا الشهر، مما يضمن الحفاظ على صحتها وصحة جنينها، وبما يحول دون ولادة طفل مشوه أو مريض، فالقاعدة الشرعية تقضي بأن لا ضرر ولا ضرار، ولكن قيد الله سبحانه وتعالى إفطار الحامل بشروط وظروف معينة سنتعرف عليها في هذا المقال.
حالات إفطار الحامل في رمضان
لا بد من التنويه إلى أن مَن يعطي المرأة رخصة الإفطار هو الطبيب المختص شريطة أن يكون موضع ثقة وأمان، ويباح الفطر للمرأة أثناء الحمل في الحالات التالية:
- انخفاض نسبة السائل الأمينوسي حول الجنين، وبالتالي انخفاض وزنه عن الحد الطبيعي، مما ينذر بخطر حقيقي على صحته، وخاصة في الشهور الثلاثة الأخيرة؛ أي بدءاً من الشهر السادس.
- إصابة الحامل بأمراض المسالك البولية أو الكلى، فمن المعروف أنّ مثل هذه الحالات تتطلب شرب الكثير من السوائل، مما يصعب الامتناع عنها طوال فترة الصيام والتي قد تصل إلى ست عشرة ساعة.
- إصابة الحامل بمرض الربو الشعبي، ومرض التهابات الرئة المزمنة التي تطلب استخدام بخاخات الاستنشاق خلال النهار.
- إصابة الأم بتسمم الحمل، ويستدل عليه بأعراض عديدة منها زيادة الوزن، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الزلال في البول.
- تعرض الأم في وقت سابق لأي من جلطات الأوعية الدموية.
- الحمل بطفلين أو أكثر.
شروط إفطار الحامل في رمضان
الحالة الصحية للحامل
مسألة إفطار الحامل في شهر رمضان المبارك منوطة بالوضع الصحي الخاص بالأم والجنين، فإذا صَعُب عليها الصيام بسبب أعراض الحمل من نعاس واستفراغ، واحتاجت إلى مقويات، فإن إفطارها جائز، وعليها بعد أن تضع مولودها قضاء ما أفطرت حسب عدد الأيام، أما إذا خشيت الصيام خوفاً على طفلها فيجوز لها الإفطار ويلزمها القضاء ودفع فدية، وهي إطعام مسكين حسب عدد الأيام التي أفطرتها الحامل.
رأي جمهور العلماء
يرى الجمهور الأرجح من العلماء أن إفطار الحامل بغض النظر عن السبب يتطلب دفع فدية قال تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) [البقرة: 184[ وذلك دون قضاء فقد روى أنس بن مالك الكعبي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله وضع شطر الصلاة أو نصف الصلاة والصوم عن المسافر وعن المرضع أو الحبلى) [حسن].
فسّر العلماء مسألة عدم قضاء الحامل ما أفطرت من أيام رمضان بأن المرأة عموماً تقضي نصف عمرها ما بين حيض، ونفاس، وحمل، وإرضاع، فإذا ألزمت بقضاء كل ذلك فإنها ستشعر بالتعب وبتراكم الأيام الواجب عليها الصيام فيها، ولذلك استكفى الشارع بالفدية دون القضاء.