-

شروط التوبة الصحيحة

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

التوبة

المعاصي وارتكاب الذنوب من منغّصات الحياة حتى لو كان العاصي يشعر بسعادةٍ في لحظتها إلّا أنها ما هي إلّا سعادةٌ مزيّفة تترك وراءها الهم والغم، فقد توّعد الله عز وجل من يبتعد عن الطريق القويم ويتبع الطريق الأعوج بالمعيشة الضنكى المليئة بالهموم والغم والنكد والمفتقدة للسعادة.

من فضل الله تعالى على العباد أن ترك باب التوبة مفتوحاً أمامهم ليتوبوا عمّا أذنبوه، فيبسط يده في الليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده في النهار ليتوب مسيء الليل، وربط عزّ وجل عدم قبول التوبة عند طلوع الشمس من مغربها والتي هي من علامات قيام الساعة الكبرى، وعند خروج روح العبد من جسده؛ ففي هذه الأوقات لا ينفع العبد الندم، لذلك لا بُدّ له أن يسرِع في التوبة لينعم بكل إيجابيات التوبة ونتائجها الطيبة. قال تعالى في سورة الأنعام ((لا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ))، وقال تعالى في سورة النساء: ((وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ... )).

شروط التوبة الصحيحة

للتوبة شروطٌ لا بدّ من توفرها بها ليقبلها الله تعالى من العبد - والله أعلم-، فالعبد يؤدي ما عليه ويبقى القبول من عند الله تعالى لا يعلمه سوى وحده عز وجل، وشروط التوبة الصادقة:

  • أن يقلِع الشخص عن الذنب مباشرةً ويتركه من دون ترددٍ.
  • أن يندم الشخص ندماً صادقاً على ما بدر منه من ذنبٍ، وأن يكثر من الاستغفار، وأن يكون مخلصاً في توبته لله تعالى بحيث لا يكون سبب توبته لشيءٍ دنيوي مثل خوف من الشرطة أو من المجتمع أو رياء أمام الناس، أو خوف من العقاب وإنما تنبع هذه التوبة من الخوف من الله تعالى وطلباً في رضاه وكسب نعيم الجنة، كما يجب أن ترتبط التوبة بالقلب ولا تخرج من اللسان فقط.
  • أن يعزم الشخص على عدم العودة إلى ارتكاب الذنب بينه وبين نفسه أولاً.
  • أن يعيد المستحقّات الماديّة إن وجدت إلى أصحابها ويطلب السماح ممّن يكون قد أخطأ في حقهم.

عوامل تساعِد على الاستمرار في التوبة

  • الابتعاد عن الصحبة السيئة التي قد تؤثر على الشخص التائب وتحاوِل إعادته إلى جو المعاصي والذنوب؛ بل البحث عن الصحبة الصالحة التي تزيد من إيمان العبد وتثبته على التوبة.
  • الابتعاد عن كل ما يذكِّر الشخص بالمعاصي ومحاولة تجنّب الأماكن التي تكثر فيها الذنوب.
  • الإكثار من الأعمال الصالحة؛ لأنها تغسل ذنوب العبد وتزيد من حسناته، فالاستغفار من الأمور التي حثّ عليها النبي صلى الله عليه وسلّم في جميع الظروف.