شروط سجود التلاوة
سجود التلاوة
سجود التلاوةِ عبارةٌ عن سجدةٍ واحدةٍ يسجدها قارئ القرآن الكريم عند مرورهِ بكلمةٍ تكون فوقها علامة السجدة وهي خطٌّ مستقيم طويل(____) وهي معروفةً في المصحفِ الشريف، وسجدة التلاوة سنّةٌ عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلّم لا يؤثم من لم يقُم بها؛ بل إنّها تقرّبٌ إلى الله كغيرها من أعمال الخير التي يمارسها المؤمن طمعاً بمغفرةٍ من الله.
قال بعض العلماء إنّ سجود التلاوة سُنّة على المستمعِ لتلاوة القرآن كما هي سنّةٌ على القارئ؛ فقد روى لنا البخاري أنّ عمر بن الخطاب رضي الله عنهما " قرأ يوم الجمعة على المنبر بسورةِ النحلِ حتى إذا جاء السجدة نزل فسجد وسجد الناس، حتى إذا كانت الجمعة القابلة قرأ بها حتى إذا جاء السجدة قال يا أيها الناس إنّا نمرّ بالسجود فمن سَجَد فقد أصاب ومن لم يسجد فلا إثمَ عليهِ ".
مواضع السجود في القرآن الكريم وحُكمها أثناء الصلاة
يوجدُ في القرآن الكريم خمسة عشر موضعاً للسّجدة تتوزّع على سوره وآياته الكريمة، يجوز للإمام والمنفرد إذا قرأها أن يسجد في الصلاةِ الجهرية أو السرية، وليس لسجدة التلاوة تشهّدٌ ولا تسليم بل يقول أثناء سجودهِ كما يقول في سجود الصلاة إلا أنّ عليه أن يُكبّر قبل السجدة مباشرةً ليتنبّه المصلون للسجود.
شروط سجود التلاوة
- ورود كلمة تعلوها علامة السجدة، وتكون موضّحةً في المصاحف الحديثة كجميع العلامات الأخرى.
- سجود التلاوة ليس له حكم الصلاة؛ فيُمكن للمرأة أن تسجد إذا مرّت على كلمة العلامة ولو كانت غير مخمّرةٍ كون السجدة عبارة عن خضوع ٍلله وتقرّبٍ إليه كبقيّة الأذكار وأعمال الخير الأخرى التي يقوم بها المسلم.
- قول المسلم في سجدتهِ ما يقول في سجود الصلاة " سبحان ربي الأعلى " ثلاث مرات، ويستحبّ الدعاء أثناء السجود لأنّ المؤمن يكون قريباً من خالقه أثناء سجوده، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في سجود القرآن" سجد وجهي للذي خلقه وشقّ سمعه وبصره بحوله وقوته".
- لا يشرع للمستمع لقراءة القرآن السجود إلا إذا سجد القارئ؛ لأن النبي الكريم صلى الله عليه وسلّم قرأ عليه زيد بن ثابت رضي الله عنه سورة النجم ولم يسجد فلم يسجد النبيّ صلوات الله عليه.
- لا تُشترط لسجود التلاوة الطهارة كما هو الحال في الصلاة المكتوبة؛ فقد كان النبي الكريم يقرأ القرآن في مجلسه بين أصحابه، وعند مروره بآية السجدة سجد صلى الله عليه وسلّم وسجد الصحابة معه، فلو كانت الطهارة شرطاً من شروط سجود التلاوة لنبّه النبي الكريم الصحابة على ذلك.