-

القسطنطينية وما إسمها الآن

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

القسطنطينيّة

يرجع تاريخ مدينة القسطنطينيّة إلى العصر الحجري الحديث، حيث وُجد فيها آثار تعود إلى 7000 قبل الميلاد، وتدل على أنّها كانت مأهولة بالسّكان في ذلك الوقت، وقد سُميت القسطنطيّنيّة بـ(مدينة قسطنطين) بعد أن جعلها قسطنطين الأول عام 330م العاصمة الرّسميّة للامبراطوريّة الرّومانيّة، إلّا أنه وبعد أن انقسمت إمبراطوريّة الرّومان إلى قسمين؛ إمبراطوريّة شرقيّة وأخرى غربيّة عام 395م أصبحت القسطنطينيّة هي العاصمة الرّئيسة لامبراطوريّة الرّومان الشّرقيّة، وقد أصبحت القسطنطينيّة ذات مكانة عظيمة في مختلف النّواحي السّياسيّة والعسكريّة والدّينيّة وكذلك التّجارية، فكانت تُعتبر عاصمة الرّوم المسيحيين الأرثوذكس، وكانت كنيستها آيا صوفيا من أهم الأماكن المقدسة لديهم.[1]

والقسطنطينيّة (بالإنجليزيّة: Constantinople) هي إحدى أهم المدن الضّخمة القليلة في العالم الواقعة بين قارتي آسيا وأوروبا على مضيق البوسفور، ولأنها تعتبر نقطة مرور بين القارتين فقد كان لها دور مهم في مختلف المجالات الثّقافيّة والسّياسيّة وكذلك التّجاريّة، كما أنّها كانت مركزاً رئيساً للإمبراطوريّة البيزنطية، وقد عُرفت القسطنطينيّة بالعديد من الأسماء على مرّ التّاريخ؛ كبيزنطة، والأستانة، وإسلامبول، وروما الجديدة، إلّا أنّ هذا الاسم لم يلقَ رواجاً فسميّت فيما بعد بمدينة قسطنطين (القسطنطينيّة)، وتُعرف حالياً باسم إسطنبول.[2][1]

القسطنطينية واسمها حالياً

القسطنطينيّة حاليّاً هي مدينة إسطنبول التّركية أكبر مدن تركيا وأكبر موانئها، وتبلغ مساحة المدينة القديمة فيها ما يقارب 23 كم2، أما المدينة الحاليّة فهي أكبر منها بكثير.[3] ولم تخسر القسطنطينيّة مركزها بالرغم من نقل العاصمة إلى أنقرة في عهد أتاتورك.[1] وتعتبر مدينة إسطنبول من المدن الّتي تجذب السّياح إليها نظراً لوجود العديد من المعالم الأثريّة والتّاريخيّة فيها، وتعتبر كنيسة آيا صوفيا من أهم المعالم الأثريّة في إسطنبول بالإضافة إلى وجود آثار لخمس وعشرين كنيسة تعود إلى العصر البيزنطي، ومن المعالم الأخرى المهمّة في إسطنبول البوابة الذّهبيّة الّتي بنيت عام 390م لحماية المدينة في عهد الإمبراطور الرّوماني ثيودوسيوس الثّاني، ويوجد في إسطنبول أيضاً بقايا قصر قسطنطين الّذي بني عام 1300م ويتألّف هذا القصر من ثلاث طوابق بنيت من الطّوب وحجر الجير.[3]

وتتنوع الحياة الثّقافيّة في إسطنبول ففيها نجد مجموعة من الجمعيات والمعاهد والمراكز الفنيّة بالإضافة إلى المتاحف ومن أهم المعالم الثّقافيّة فيها ما يأتي:[4]

  • مركز أتاتورك الثّقافي أحد أهم المراكز الفنيّة في إسطنبول، ويقع في ساحة تقسيم، وقد أقيمت فيه عروض مسرحيّة وعروض للباليه والأوبرا.
  • مجموعة من المكتبات العامة والخاصة، كالمكتبة الصّغيرة Köprülü التي تحتوي على كتب طبعت في العهد العثماني، بالإضافة إلى بعض الأعمال الّتي كتبت بخط اليد.
  • مجموعة من المتاحف كمتحف الفن التركي والإسلامي والمتحف الحربي والمركز الثقافي.
  • معاهد أثريّة فرنسية وألمانيّة.
  • الحدائق العامة حيث تحتوي المدينة على عدد كبير منها كما تتميز بحدائق السوق الخاصة بها.

فتح القسطنطينيّة

بُشرى سيدنا محمد بفتح القسطنطينية

لقد بشّر سيدنا محمد -صلّى الله عليه وسلم- بفتح القسطنطينيّة وبقي هذا الحلم يراود المسلمين متمنيين فتحها وتحقيق بشارة النّبي لها، وقد انطلقت الجيوش الإسلاميّة لفتح القسطنطينيّة في أكثر من محاولة كانت أولى هذه المحاولات في عهد معاوية بن أبي سفيان إلّا أنّها لم تكن ناجحة، وفي عام 98 للهجرة في عهد الخليفة سليمان بن عبد الملك كانت هنالك محاولة أخرى إلّا أنّها لم تكن ناجحة أيضاً، وقد حاول العباسيون أيضاً فتح القسطنطينية أكثر من مرّة وكانت أهم هذه المحاولات في عام 190 هجريّة في عهد الخليفة هارون الرّشيد وكانت محاولة غير ناجحة أيضاً.[5][6]

بقيت القسطنطينيّة صامدة أمام الفتوحات الإسلاميّة حتّى في عهد العثمانيين الّذين حاولوا فتحها أكثر من مرّة وكانت حملة السّلطان بايزيد (الصّاعقة) عليها عام 796 للهجرة من أهم الحملات لفتحها، حيث حاصرها وكادت أن تسقط لولا هجوم المغول على الدولة العثمانيّة من الشّرق الّذي جعل السّلطان يفك الحصار عن القسطنطينيّة لمواجهة المغول، واستمرّت المحاولات حتّى جاء عهد الأمير محمد الفاتح بن مراد الثّاني الّذي استطاع فتحها عام857 للهجرة.[5]

خطة الفتح

لم يكن فتح القسطنطينيّة سهلاً على جيش المسلمين لوجود مجموعة من العوائق أمام هذا الفتح إلّا أنّ محمد الفاتح سعى إلى إزالتها من خلال ثلاثة أمور وهي:[6]

  • استطاع محمد الفاتح خلال ثلاثة أشهر بناء حصن عظيم للمسلمين على الرّغم من أنّ بناء الحصن يحتاج إلى فترة أطول (سنة كاملة).
  • تعاون محمد الفاتح مع المهندس المجري أوربان من أجل صناعة مدافع قويّة تصل إلى القسطنطينيّة، وقادرة على اختراق أسوارها، واستطاع أوربان صناعة ثلاثة مدافع من بينها مدفع كبير الحجم في مدة قصيرة لم تتجاوز ثلاثة أشهر.
  • قام محمد الفاتح بنقل سفنه من خلال ممر أنشأه في الجبال، وقد كان هذا الممر من قضبان خشبيّة مدهونة بالزّيت حتى تنقل السّفن بسهولة إلى الخليج.

بعد أن تخلّص محمد الفاتح من كافة العوائق الّتي أمامه حاصر جيش المسلمين القسطنطينيّة مدة ثلاثة وخمسين يوماً استطاعوا أن يحققوا فيها نصراً وفتحاً عظيماً،[6] كما أنّهم تمكنوا من السّيطرة على المدينة، وبعد دخول المسلمين إلى القسطنطينيّة وفتحها أمر محمد الفاتح بتحويل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد للمسلمين بالإضافة إلى إقامة مسجد في المكان الذي دفن فيه أبو أيوب الأنصاري.[7]

المراجع

  1. ^ أ ب ت "إسطنبول القلب النابض للاقتصاد التركي"، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-5-2018. بتصرّف.
  2. ↑ سامي المغلوث، أطلس الأديان، الرياض: العبيكان، صفحة 264. بتصرّف.
  3. ^ أ ب Blake Ehrlich، "Istanbul"، www.britannica.com، اطّلع عليه بتاريخ 9-5-2018. بتصرّف.
  4. ↑ "Cultural Life", www.britannica.com, Retrieved 9-5-2018. Edited.
  5. ^ أ ب عمر العمري (24-2-2010)، "محمد الفاتح بين العلم والعلماء"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-5-2018. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ت راغب السرجاني (2-9-2013)، "محمد الفاتح وفتح القسطنطينية"، islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 8-5-2018. بتصرّف.
  7. ↑ تامر بدر (11-3-2014)، "السلطان محمد الفاتح"، islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 7-7-2018. بتصرّف.
  8. ↑ فيديو: مدينة القسطنطينية.