-

ثقافة الحوار بين الزوجين

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

مشكلات الحياة الزوجية

قد يعيش الكثير من الأزواج داخل بيتٍ واحد حياةً تعيسةً وخاليةً من المشاعر والسّعادة، ومن أسباب ذلك اختلاف وجهات النّظر بين الزوجين الذي قد يقود إلى حدوث المشكلات بينهما، وعندما يفتقد أحدهما أو كلاهما فنّ الحديث تصبح لكلٍ منهما حياة خاصّة بعيدة كلّ البعد عن الآخر، ولا يجتمعان إلّا عند الحديث عن الأبناء، بعد أن كانت أحلامهما في فترة الخطوبة التشارك في كل شيءٍ واحترام رغبات بعضهما البعض والوقوف معاً في كافّة أمور الحياة.[1]

الحوار بين الأزواج

الحوار من أهم مقوّمات التواصل بين الناس وخاصةً بين الأزواج، حيث يستطيع كلّ واحدٍ منهما أن يُعبِّر للآخرعن مشاعره وأحاسيسه من خلاله، وما يحب ويكره، فالله تعالى جعل الزواج استقراراً وسكينةً ومودّةً، ولكن توعّد الشيطان بالتفرقة بين الزوجين، حيث يعد هذا العمل من أفضل الأعمال لدى الشيطان بشكلٍ عامٍ، نظراً لما تتسبب به التفرقة بين الزوجين من تدميرٍ للأسرة وبالتالي تدمير المجتمع وانتشار المفاسد، وللحوار أهمية كبيرة في نشر السعادة والتفاهم بين الأزواج؛ فعندما يكون الزوج غليظاً وغير مستعدٍ لسماع حديث زوجته وغير لبقٍ فإن الزوجة تلجأ للصمت والابتعاد عن الدائرة التي يوجد فيها، وفي المقابل عندما يجد الرجل من زوجته عصبيةً زائدةً وعناداً وعدم تفهّم الأمور فإنه يُحجِم عن إجراء أي حديثٍ معها، بل إنه قد لا يشاركها أي قراراتٍ حتى وإن كانت تخص البيت فيتصرّف لوحده وبحسب ما يراه مناسباً.[2]

قد يظن بعض الرجال أن الحوار لا يتوافق مع الرجولة، بينما كان النبي صلى الله عليه وسلّم أروع مثالٍ على الرجل الذي يحاور زوجاته ويتحمّلهن وهن كذلك، وكان يخصص لهنّ وقتاً مستقلاً لتبادل أطراف الحديث معهن، ومعرفة احتياجاتهن ومشاعرهن على الرغم من حجم المسؤولية التي تقع على عاتقه.[2]

نصائح لحوار ناجح بين الزوجين

لا بد من أن يتصف الحوار بعدة صفات من أجل أن يكون إيجابياً وذا نتائج طيبةً، ومنها:[3]

  • يجب على الزوجين التمتع بسعة الصدر وتقبّل الرأي الآخر ومحاولة استيعابه وعدم التعصّب للرأي الفردي، ويجب أن يكون الاحترام هو أساس الحوار وعدم التعنّت ومحاولة النيل من الآخر، فاختلاف وجهات النظر لا يسبب العداوة والبغضاء.
  • الابتعاد عن المقاطعة أثناء الحديث، وترك المجال أمام المتحدّث ليخرج كل ما في قلبه ليرتاح ولتتوضّح الأمور، فكم من المشاكل التي حدثت بين الأزواج نتيجة التسرّع في الحكم وعدم فهم الزوجين لبعضهما.
  • استخدام الأسلوب الهادئ في الحوار بعيداً عن التعالي أو التكبّر في الحديث، واختيار الكلمات المناسبة بعيداً عن استخدام الكلمات النابية التي تترك آثاراً سلبيةً عند الشخص.
  • يجب على الزوجين تحمّل كلّ منهما للآخر، فإذا كان أحدهما غاضباً فمن الأفضل على الآخر أن يستوعبه ويستمع إليه لنهاية حديثه وعدم استفزازه أبداً.

المراجع

  1. ↑ انيس شهيد حممد (2017)، "الخلالفات الزوجية وتأثريها على سلوك االبناء"، www.qu.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 10/6/2018. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "نحو مهارات الوفاق بين الزوجين"، www.latefah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2/7/2018. بتصرّف.
  3. ↑ الدكتور محمد حافظ الشريدة (2005)، "الحوار في القرآن الكريم "، www.scholar.najah.edu، اطّلع عليه بتاريخ 10/6/2018. بتصرّف.