تلعب وسائل الاتصال الحديثة دوراً سلبياً بالنسبة للعلاقات الاجتماعية الحقيقيّة؛ حيث تُقلل من مقدار التفاعل المباشر أو عدد المحادثات الهاتفية الفعلية التي يُجريها الأشخاص، فمثلاً يُعتبر إرسال رسالة نصيّة سريعة أسهل بكثير من إجراء مكالمة دردشة هاتفيّة، وعلى الرغم من فائدة الرسائل الفوريّة في بعض الأحيان، إلا أنّ بناء العلاقات الاجتماعية يتطلّب وسائل اتصال حقيقية وأكثر فعالية لإقامة تفاعلات شخصية ومعرفة الآخرين بشكل جيّد.[1]
تُشكّل مشاركة الصور، ومقاطع الفيديو، وغيرها من الأمور الخاصّة مصدر قلقٍ دائم لدى المستخدمين، فمثلاً يُمكن أن يُصبح الشخص هدفاً بعد مشاركته لموقعه الجغرافيّ عبر الإنترنت، أو قد يكون قلقاً نتيجة امتلاك المحتوى الخاص به من قِبَل الآخرين بعد نشره على مواقع التواصل الاجتماعيّ، أو قد يقع في كثير من المشاكل نتيجة مشاركة أموره الخاصة مع الآخرين والتي لا يُمكن التراجع عنها في بعض الأحيان.[2]
تُشجّع وسائل الاتصال الحديثة المستخدم على الجلوس في مكان واحد لفترة طويلة جداً، نظراً لأنّ استخدامها يكون من خلال جهاز الكمبيوتر أو الجهاز المحمول، ممّا يتسبّب في تغيير كثير من الأنماط الحياتيّة المعتادة كاضطرابات النوم؛ حيث إنّ النظر بشكل متواصل إلى الأضواء الاصطناعية في جهاز الكمبيوتر أو شاشة الهاتف المحمول ليلاً يؤثّر بشكل سلبيّ في قدرة الشخص على الحصول على نوم صحيّ ومُريح.[2]
ساهم الإنترنت ووسائل الاتصال الحديثة في تحسين العديد من القطاعات، إلا أنّه أدّى أيضاً إلى حدوث البطالة في كثير من الوظائف؛ حيث تمّ استبدال القوى العاملة البشرية بمصادر خارجية أخرى، كما أنّ استمرار تطوّر التكنولوجيا وتغيّرها المتواصل أدّى إلى انعدام الأمن الوظيفيّ؛ فقد أصبح لِزاماً لموظفي وخبراء التكنولوجيا أن يواكبوا التغيّرات التكنولوجية باستمرار للحفاظ على وظائفهم.[3]