مميزات منطقة البحر الميت
البحر الميت
يعتبر البحر الميت من أروع وأجمل المسطحات المائية في جميع أنحاء الأرض، وهو يشتهر بمياهٍ شديدة الملوحة لدرجة أنَّه لا يعيش في مياهه أي أنواع من الأسماك أو الحيوانات المائية بمختلف أشكالها، ومن شدة ملوحته فمن الممكن أن يطفو جسد الإنسان عليه دون غرق، وهو من المسطحات المائية ذات الحجم الصغير، كما ينخفض عن مستوى سطح البحر بمقدار 417م، وبناءً على ذلك يعتبر البحر الميت أخفض منطقة على سطح الأرض.[1]
يعرف البحر الميت أيضاً بأسماء مختلفة مثل "بحر الموت" أو "بحر الملح"، ويقع في الجهة الشرقية من الأردن وإلى الجهة الغربية من الضفة الغربية وإسرائيل، تحديداً في الصدع السرياني الأفريقي، الذي يبلغ طوله حوالي 4000 ميل، وتبلغ مستوى ملوحته ما يقارب 34.2%، وبناءً على شدة ملوحته فهو من أكثر المسطحات المائية المالحة في العالم أجمع، وعلى امتداد البحر الميت يمكن رؤية أدنى نقطة مكشوفة من الأرض الجافة، ويعود السبب في ظهورها إلى ازدياد نسبة تبخر الماء مع الزمن.[2]
المميزات التاريخية لمنطقة البحر الميت
اختلفت المراجع التاريخية حول اكتشاف البحر الميت، فمنها ما يؤكد أنَّ أول من اكتشفها هيرودس الأكبر ملك يهودا الروماني الذي عُرف بإنجازاته المعمارية المختلفة في الفترة الواقعة بين 73-4 قبل الميلاد، ومنهم من قال أنَّ كليوباترا قد زارت منطقة البحر الميت، كما تشير بعض أحداث من التاريخ في الكتاب المقدس بدون ذكر اسم البحر الميت صريحاً أنَّ البحر الميت كان يُستغل كحاجز كبير من قبل جيش العمونيين والموابيين في فترة حروبهم مع يهوشافات في الأعوام 873-849 قبل الميلاد، كما ذكر البحر الميت في عدة كتابات من التاريخ، كتلك الكتابات التي كتبها أرسطو، وقد استُخدم البحر الميت في عهد الفراعة المصريين لمساعدتهم على تبيض فرعون من خلال استخدام التربة المالحة والطين الذي يمتلكه البحر الميت.[1]
إنَّ البحر الميت ووادي عربة قد غُمرتا بمياه البحر منذ حوالي 3.7 مليون سنة، وتبين ذلك من خلال الدراسات المتعددة، كما نَشَأت بحيرة ليسان في المنطقة الأكثر ارتفاعاً منه قبل حوالي 26000 سنة، وأدى ذلك إلى تميزها بالمناخ الأكثر رطوبة بين مناطق الشرق الأوسط،[2] كما أنَّ ملوحة البحر الميت ظاهرة من الظواهر التي تستدعي الإهتمام وفي القدم وخاصة في فترة الستينات كانت الملوحة ذات نسبة أعلى تحديداً في أعماق البحر السفلية بسبب درجات الحرارة التي كانت أعلى نسبياً، وفي الفترات اللاحقة أدى انخفاض تدفق المياه من نهر الأردن تدريجياً إلى زيادة في درجة حرارة المياه في الطبقات العلوية من البحر الميت مع زيادة في مستويات الملوحة والتي نتجت عن ذلك ظهور أعمدة ملحية تمتد إلى الأعلى من سطح الماء، وتصبح ظاهرة للعيان.[3]
مميزات منطقة البحر الميت السياحية والعلاجية
تتميز منطقة البحر الميت باستقطابها للزوار من جميع أنحاء العالم، للسياحة والعلاج، لاحتواء مائه على مستوى عالٍ من الملوحة، بالإضافة إلى الثروة المعدنية التي تحتوي على معدن البوتاسيوم وهو من المعادن المهمة التي يتكون منها الأسمدة الزراعية،[1] وتحتوي هذه المنطقة على الكثير من المصانع والفنادق السياحية والمنتجعات الصحية المنتشرة فيها، ومن الجدير بالذكر أنَّ طين البحر الميت يحتوي على العديد من المعادن المفيدة فمن الممكن الاستفادة منه عن طريق تطبيقها على الجسد، كما تساهم السباحة في البحر الميت بعلاج العديد من الأمراض منها: مرض السكري، والروماتيزم، والصدفية وتعتبر المعادن الموجودة في منطقة البحر الميت هي ذاتها موجودة داخل جسم الإنسان بشكلها الطبيعي، فيُسَّهل ذلك إمتصاص المعادن من المياه،[2] ويجدر التنبيه بعدم ابتلاع مياه البحر المالحة لأنَّ ذلك يسبب تضخم في الحنجرة مما يؤدي إلى حالات الاختناق المختلفة.[1]
مميزات التنوع البيولوجي في منطقة البحر الميت
بما أنَّ منسوب الملوحة في مياه البحر الميت تتسم بارتفاعها فلا يمكن العثور على كائنات بحرية هناك، ولكنَّه يحتوي على بعض أنواع من البكتيريا والفطريات المختلفة، ومن الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في البحر الميت: هالوباكتريوم فولكاني، وسودومنس، ودوناليلا الذي ينتمي إلى الطحالب، بالإضافة إلى بعض الأنواع المجهرية التي تتواجد في هذه المنطقة، كما تحتوي السلاسل الجبلية التي تحيط بمنطقة البحر الميت في الجهة الوسطى الشرقية حيوانات مثل الثعالب والأرانب،[2] وقد اكتشف العلماء حفرة تقع في أسفل البحر الميت تخرج منها مياه عذبة بين عامي 1980م- 1992م، ونتيجة لذلك تتقلب نسبة الملوحة في هذا البحر بالإضافة إلى تحول لون بعض الأجزاء في البحر الميت إلى اللون الأحمر ويعود السبب في ذلك إلى نمو الطحالب الحمراء التي تقاوم تذبذب محتوى الملح.[1]
حقائق عن منطقة البحر الميت
يعتبر البحر الميت هو الرافد الرئيسي لنهر الأردن بالإضافة إلى بعض من التيارات الصغيرة المختلفة، ويحتوي على شبه جزيرة ليسان التي تعدّ من المعالم الجيولوجية المشهورة، ومعنى كلمة ليسان في اللغة العربية "اللسان" وهي تقع في الجهة الجنوبية من البحر الميت، وتتسم بأنَّها من أكثر أجزاء البحر ملوحة، ومن الجدير بالذكر أنَّ البحر الميت يتعرض لنسبة عالية من التبخر في جميع أجزاء السنة ويعود ذلك إلى المناخ الجاف ودرجات الحرارة العالية في هذه المنطقة فيؤدي ذلك إلى إرتفاع منسوب الملوحة الشديدة فيه، وقد ذكر العلماء أن ّ 340 غراماً من الملح لكل لتر من الماء كافي لجعل شعور الإنسان الداخلي يختلط بين المذاق المر والمذاق المالح.[1]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح "Interesting Facts about Dead Sea", mapsofworld,08-11-2013، Retrieved 11-02-2018. Edited.
- ^ أ ب ت ث Khushboo Sheth (25-04-2017), "The Dead Sea: Float Upon The Water And Find Bodily Healing"، worldatlas, Retrieved 11-02-2018. Edited.
- ↑ "Which is the Sea with the Highest Salinity?", mapsofworld, Retrieved 11-02-2018. Edited.