-

تعريف الإيمان بالله

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

أركان الإيمان

أركان الإيمان هي قواعده التي يرتكز عليها، وهي مجموعةٌ في الحديث المشهور عن جبريل -عليه السلام- عندما أتى إلى النبي عليه الصلاة والسلام، وسأله عن الإيمان، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (أن تُؤمِنَ باللهِ، وملائكتِه، وكُتبِه، ورُسلِه، واليومِ الآخِرِ، وتُؤمِنَ بالقدَرِ خَيرِه وشَرِّه)،[1] ويقتضي الإيمان بالله -تعالى- الإيمان بروبيته، والإيمان بألوهيته، والإيمان بأسمائه وصفاته، وأمّا الإيمان بالملائكة فيكون بالاعتقاد بأنّهم عبادٌ لله تعالى، ومن مخلوقاته الذين أكرمها، ومنهم المكلّف بحمل الرسالة والوحي إلى الأنبياء والرسل، وهو جبريل عليه السلام، ومنهم المكلّف بقبض الأرواح، ومنهم من ينفخ في الصور يوم القيامة، وهو إسرافيل، ومنهم من هو موّكلٌ بالأمطار والرياح، وهو إسرافيل عليه السلام، وأمّا الإيمان بالكتب فهو التصديق بالكتب التي أُنزلت على الرسل، والإيمان بالرسل هو الاعتقاد بأنّ الرسل جميعاً حُمّلوا مهمة التبليغ إلى توحيد الله تعالى، وإن اختلفت الشرائع، والإيمان باليوم الآخر يتضمّن الإيمان بالجنة والنار، والحساب، والإيمان بالقدر، ويشمل الإيمان بأنّ علم الله -تعالى- مُحيطاً بكلّ شيءٍ، وأنّ كتاب الله لم يُفرط في شيءٍ، وأنّ إرادته نافذةٌ، وقدرته شاملةٌ.[2]

تعريف الإيمان بالله

يُعرّف الإيمان لغةً بأنّه التصديق، ويعرّف شرعاً بأنّه الاعتقاد بالقلب، والنطق باللسان، والعمل بما لا يناقض ذلك،[3] وقد ذُكر الإيمان بالله في سبعمئةٍ وعشرين موضعاً من القرآن الكريم؛ إذ إنّ الإيمان بالله هو الأصل الأول من أصول الإيمان، فهو أشمل أركان الإيمان، وكلّ الأركان الأخرى تنطوي تحته، وذُكر الإيمان بالله في الكثير من أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام، منها قوله: (من كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فليقُلْ خيرًا أو ليصمُتْ، ومن كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فلا يُؤذِ جارَه، ومن كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فليُكرِمْ ضيفَه)،[4] ويمكن القول أنّ الإيمان بالله يقتضي الإيمان بوجود الله تعالى، والإيمان بربوبيته، والإيمان بألوهيته، والإيمان بأسمائه وصفاته، وفيما يأتي بيان مقتضيات الإيمان بالله:[5]

  • الإيمان بوجود الله تعالى: إنّ العقل، والفطرة، والحس، والشرع من البراهين على وجود الله تعالى، وتدلّ الفطرة على وجود الله تعالى؛ لأنّ كلّ إنسانٍ مجبول على معرفة أنّ له خالق، وهو الله عزّ وجلّ، ولا يحيد عن هذا إلّا من تشوّهت فطرته، كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (ما من مولودٍ إلا يولَدُ على الفَطرَةِ، فأبواه يُهَوِّدانِه أو يُنَصِّرانِه أو يُمَجِّسانِه، كما تُنْتَجُ البهيمةُ بهيمةً جَمعاءَ، هل تُحِسُّونَ فيها من جَدعاءَ)،[6] والعقل أيضاً يدلّ على وجود الله تعالى، فالخلق دليل على وجود الخالق، فلا يُمكن أن يُوجد الإنسان من غير موجد له، ولا يتقبّل العقل فكرة وجود الإنسان صدفةً، أو أن يكون أوجد نفسه بنفسه، وقد بيّن الله -تعالى- هذا البرهان العقلي في قوله: (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ)،[7] وقد دلّ الشرع على وجود الله -تعالى- في الكثير من النصوص، منها: قول الله -تعالى- في القرآن الكريم: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذي خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ في سِتَّةِ أَيّامٍ ثُمَّ استَوى عَلَى العَرشِ)،[8] وكذلك في كلّ الكتب السماوية، بالإضافة إلى أنّ المصالح التي تُحقّقها شريعة رب العالمين للبشر أكبر دليلٍ على أنّها جاءت من لدن حكيمٍ خبيرٍ، وهو خالق كلّ شيءٍ، وأعلم كيف يستقيم حاله، وأمّا الأدلة الحسية على وجود الله -تعالى- فهي المعجزات التي أيّد بها أنبياءه، والتي شاهدها الناس، أو سمعوا بها.
  • الإيمان بالألوهية: وهو الاعتقاد الجازم بأنّ الله وحده هو الإله المستحقّ للعبادة، وأنّ كلّ آلهة تُعبد من دونه هي آلهة باطلة، يجب الكفر بها، كما قال الله تعالى: (وَإِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَـٰنُ الرَّحِيمُ)،[9] وهذا الإيمان يُوجب صرف العبادة لله وحده، والعبادة هي كلّ ما يحبّه الله تعالى، ويرضاه من أقوالٍ أو أفعالٍ، ولذلك يطلق على هذا النوع من الإيمان توحيد العبادة، وهو محور دعوة الرسل جميعاً، ومحل الخلاف مع المشركين.
  • الإيمان بالربوبية: وهو إفراد الله -تعالى- بأفعاله، كالاعتقاد بأنّه لا خالق إلّا الله، ولا رازق، ولا مُدبّر، ولا حكم إلّا هو، حيث قال الله تعالى: (هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ)،[10] وقال أيضاً: (وَلا يُشرِكُ في حُكمِهِ أَحَدًا)،[11] وفي الحقيقة إنّ المشركين في كلّ عصرٍ كانوا يُقرّون بهذا النوع من التوحيد، كما في قول الله تعالى: (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ)،[12] ولكنّ إقرارهم لم ينفعهم؛ لإنّهم لم يكونوا مُقرّين بالألوهية.
  • الإيمان بالأسماء والصفات: وهو الإيمان بأسماء الله الحسنى، وصفاته التي أثبتها لنفسه في القرآن الكريم، أو في السنة النبوية، وتنزيه الله عن كلّ عيبٍ أو نقصٍ، من غير تشبيهٍ، أو تعطيلٍ، أو تمثيلٍ، أو تكييفٍ.

نواقض الإيمان

تعرّف نواقض الإيمان على أنّها مجموعةً من الأعمال، أو الاعتقادات، أو الأقوال التي تقطع الإيمان وتزيله، ومنها:[13]

  • استحلال أمرٍ محرّم من الدين، من الأمور المعلومة بالضرورة.
  • التكذيب والجحود بشيءٍ من الواجبات والفرائض.
  • الشرك بالله.
  • عدم تصديق خبرٍ من أخبار الله تعالى، أو الشكّ في حكمٍ من أحكامه.
  • الاعتقاد أنّ بوسع أحدٍ من الناس الخروج عن شريعة محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم.
  • عدم تكفير المشركين، أو الشكّ في مذهبهم، أو محاولة تصحيحه.
  • النفاق الاعتقادي؛ وهو أن يظهر الإنسان الإيمان، ويُبطن الكفر.
  • الإعراض عن دين الله؛ برفض تعلّمه والعمل به.
  • سبّ الله تعالى، أو أحد رسله، أو أحد كتبه ، أو دينه، أو الاستهزاء به، أو بدينه، أو برسله، أو بكتبه.
  • إدّعاء علم الغيب، أو النبوّة.
  • السحر، وما فيه من تلويث المصحف بالنجاسات، أو الاستهانة به.
  • مظاهرة المشركين على المسلمين.

المراجع

  1. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 8، صحيح.
  2. ↑ "أركان الإيمان"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-9-2018. بتصرّف.
  3. ↑ "تعريف و معنى الإيمان في قاموس المعجم الوسيط"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 12-9-2018.
  4. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6475، صحيح.
  5. ↑ "أركان الإيمان (1)"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-9-2018. بتصرّف.
  6. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1358، صحيح.
  7. ↑ سورة الطور، آية: 35.
  8. ↑ سورة الأعراف، آية: 54 .
  9. ↑ سورة البقرة، آية: 163.
  10. ↑ سورة فاطر، آية: 3.
  11. ↑ سورة الكهف، آية: 26.
  12. ↑ سورة الزخرف، آية: 9.
  13. ↑ "نواقض الإيمان"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-9-2018. بتصرّف.