تعريف أصول الفقه طب 21 الشاملة

تعريف أصول الفقه طب 21 الشاملة

نشأة أصول الفقه

يُعتَبر علم أصول الفقه من حيث التّأليف والتدوين من العلوم التي ظهرت في أواخر القرن الثاني الهجريّ، أما من حيث استنباط أحكام الفقه فقد بدأ في عصر كبار الصحابة رضوان الله عليهم، حيث إنّهم كانوا يستنبطون الأحكام الشرعيّة لتطبيقها على وقائع وأحداث جديدة من غير ضوابط، فقد كانوا على دراية تامّة باللغة العربيّة، وأسباب نزول القرآن، والناسخ والمنسوخ، إلى غير ذلك ممّا يخصّ أصول الفقه، بالإضافة إلى مُعايشتهم ومُشاهدتهم لأفعال النبي عليه الصّلاة والسّلام.

في عهد التابعين ومن بعدهم كَثُرت الحاجة إلى استنباط الأحكام بسبب كثرة الحوادث والمُستجدّات النّاتجة عن اتّساع البلاد الإسلاميّة، فدعت الحاجة إلى وضع قواعد مُحدّدة للسير عليها في استنباط الأحكام. غير أنّ علم أصول الفقه بقي علماً تطبيقيّاً غير مُترجم إلى قواعد ونظريات، حتى جاء الإمام الشافعيّ رحمه الله وجمع مسائله في كتابه الرسالة، بعد ذلك كثرت المُؤلّفات الأصوليّة وأصبح الاجتهاد والاستنباط من الأدلّة مُيسّراً؛ لأن الأحكام أصبحت محصورةً ومعلومةً، وطرق الاستنباط أصبحت واضحةً ومُنضبطةً.[١]

معنى أصول الفقه

عرّف الأصوليّون أصول الفقه باعتبارين؛ الأول أُطلق عليه المعنى الإضافيّ، والثاني المعنى اللقبيّ.[٢]

معنى أصول الفقه الإضافي

فأصول الفقه لفظ مُركّب من كلمتين: أصول، وفقه، ولا يمكن معرفة معناه إلا بعد معرفة ما تركّب منهما.

الأصول في اللغة جمع أصل، وهو ما يُبنى عليه غيره ولا يُبنى هو على غيره، والأصل: ما يثبت حكمه بنفسه ويَبنى على غيره.[٣]

أما في الإصطلاح فيطلق على عدّة معانٍ، منها:[٤]

الفقه في اللغة بالكسر: العلم بالشيء، والفهم له، والفطنة، وغلب على علم الدين لشرفه،[٧] ومنه قول الله عزّ وجلّ: (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ ۗ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِندِكَ ۚ قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۖ فَمَالِ هَٰؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا )؛[٨] والمراد بقوله: يفقهون، أي يفهمون.

يُعرّف الفقه اصطلاحاً بأنّه العلم بالأحكام الشرعيّة العمليّة المُكتَسبة من أدلّتها التفصيليّة.[٩]

أصول الفقه اللقبي

عرّف الأصوليون علم أصول الفقه بمعناه اللقبيّ، أي باعتباره اسماً لعلمٍ مخصوص، بتعريفين، هما:[٢]

موضوع علم أصول الفقه

اختلف علماء الأصول في تحديد الموضوعات التي يتناولها علم أصول الفقه على أربعة أقوال:[١٠]

فائدة دراسة أصول الفقه

دراسة علم أصول الفقه تعود بفوائد كثيرة على المجتهد وغير المجتهد، ومن هذه الفوائد:[١١]

المراجع

  1. ↑ د. شعبان محمد اسماعيل (1981)، أصول الفقه تاريخه ورجاله (الطبعة الأولى)، الرياض: دار المريخ، صفحة 20-21. بتصرّف.
  2. ^ أ ب عبد الرحيم بن الحسن بن علي الإسنوي (1999)، نهاية السول شرح منهاج الوصول (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 7-12. بتصرّف.
  3. ↑ الجرجاني (1983)، التعريفات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 28. بتصرّف.
  4. ↑ الشوكاني (1999)، إرشاد الفحول إلي تحقيق الحق من علم الأصول (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتاب العربي، صفحة 17، جزء 1. بتصرّف.
  5. ↑ سورة البقرة، آية: 43.
  6. ↑ رواه النووي، في الأربعون النووية، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 32، حسن.
  7. ↑ مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادى (2005)، القاموس المحيط (الطبعة الثامنة)، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 1250. بتصرّف.
  8. ↑ سورة النساء، آية: 78.
  9. ↑ مجموعة من المؤلفين، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، السعودية: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 18.
  10. ↑ الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزحيلي (2006)، الوجيز في أصول الفقه الإسلامي (الطبعة الثانية)، دمشق: دار الخير للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 29، جزء 1. بتصرّف.
  11. ↑ د. عبد الله محمد الصالح (2007)، أصول الفقه الإسلامي، صفحة 15. بتصرّف.