تُعرف الهجرة بأنها انتقال السُكّان جغرافياً من مكان إلى آخر، حيث إن الهجرة تشمل جميع الحركات السكانية بغض النظر عن المسافة المقطوعة وعن العوامل الدافعة لها. كما يُقصد بالهجرة تغيير محل الإقامة بشكل دائم، مما يعمل على التأثير على توزيع السكّان، ويؤثّر على الخصائص الاقتصادية والديموغرافية، حيث تلعب الهجرة دوراً في تغيير حجم السكّان لدى الدولة الجاذبة للسكان، على عكس تناقص عدد السكّان في البلاد التي تتم منها الهجرة الخارجية.[1]
تُقسم الهجرة إلى ثلاثة أنواع، هي:[1]
تُعرف الهجرة السرّية بأنها انتقال شخص أو مجموعة من الناس من مكان لآخر باستخدام طُرق تخالف القوانين الخاصة بالهجرة المحلية والدولية، ويُعرف هذا النوع من الهجرة باسم الهجرة غير القانونية، أو الهجرة غير الشرعية.[2] وتُعرّف الهجرة السرية لدى الدولة المهاجَر منها بأنها خروج أحد المواطنين من دولته بشكل غير مشروع، سواء كان الخروج من المنافذ غير المشروعة، أو من المنافذ المخصصة للخروج ولكن باستخدام طرق غير مشروعة تتمثّل في الخروج بالتخفّي أو استعمال وثيقة سفر مزورة.[3]
وتُعرّف الهجرة السريّة قانونياً بأنها ظاهرة معروفة لدى الحدود الدولية، يُقصد بها اجتياز حدود البلاد دون الحصول على موافقة السُلُطات سواء كانت سُلُطات الدولة المستقبلة أو الدولة الأصل، لأن الشخص الأجنبي لا يستطيع الدخول لأي بلد إلا باتباع قوانين البلد القادم منها، وقوانين البلد الذاهب إليها، ويكون ذلك عن طريق القيام بالإجراءات القانونية الخاصة بالهجرة حتى تكون الهجرة شرعيّة، ودون تحقق ذلك فإن الهجرة سوف تكون سريّة وغير شرعية، لأنها بعيدة عن المراقبة الجُمرُكيّة أو الأمنيّة، وسواء كانت عن طريق البحر، أو البرّ، أو الجو.[4]
تعود أسباب الهجرة السريّة للعديد من الأسباب، وهي كما يأتي:[3]
يُعتبر الدافع الاقتصادي أحد أهم الأسباب التي تدفع الأشخاص إلى خوض مغامرة الهجرة السرية، دون النظر إلى مخاطرها أو للمخالفات القانونية التي يرتكبونها، ويتلخّص هذا الدافع في انخفاض الأجور، والبطالة، وتدني المستوى المعيشي لأولئك الأشخاص في وطنهم الأّم، مما يجعلهم ينظرون إلى بلاد المهجر وكأنها الجنّة الموعودة التي ستعدهم بالأجور المُجزية، والتقدير الكبير الذي يتلقاه الأشخاص الموهوبون في تلك البلاد، حيث تعتبر هذه الأمور من العوامل التي تجذب الكفاءات إلى بلاد المهجر.[3]
وقد لوحظ بأن الدول الفقيرة هي الدول الطاردة والتي تتمثل في دول كل من قارة آسيا، والقارة الأفريقية، ودول أمريكا اللاتينية، والدول الجاذبة للهجرة هي الدول المتقدمة التي تتمثّل في دول الغرب الأوربي، والولايات المتحدة الأمريكية.[3]
يرتبط الدافع الاجتماعي بشكل طردي مع الدافع الاقتصادي، حيث إن تدني مستوى المعيشة والبطالة من العوامل الاقتصادية التي تنعكس بشكل سلبي على الحالة الاجتماعية والنفسية للأفراد، حيث يتطلّع الأفراد إلى الهجرة من أجل الوجاهة الاجتماعية التي يفتقدونها في بلادهم، وذلك بسبب الفقر والبطالة، لذا يقبلون مخاطر الهجرة السريّة، ويندفعون نحوها من أجل تحقيق أحلامهم.[3]
وقد أصبحت الهجرة من العمليات الضرورية وإن كانت مؤقتة، وذلك من أجل جمع أكبر كمّ من المدخرات من أجل إقامة مشروع صغير، والحصول على مسكن لائق، والزواج، ولهذا فإن الدافع الاجتماعي هو أحد الدوافع التي تُسبب انتشار ظاهرة الهجرة وإن كانت سريّة.[3]
يتمثّل هذا الدافع بوجود نظام حكم جائر أو وجود الصراعات السياسية، مما يتسبّب في هروب المواطنين إلى الدول الأخرى وخصوصاً الدول المجاورة، التي تتميّز بالسلام والهدوء، وتأتي الحروب الأهلية والدولية في مُقدّمة الدوافع السياسية التي تتسبب في الهجرة من بلد إلى آخر يتميز بالاستقرار والأمان، فإن لم تُفتح الحدود للأشخاص المنكوبين بشكل شرعي، فلا خيار أمامهم سوى اللجوء إلى الهجرة السريّة.[3]
ساهمت الهجرة السريّة في ظهور عدد من الجرائم، وانتشار بعض من الأمراض والأوبئة المختلفة، وللهجرة السريّة عدة آثار في العديد من جوانب الحياة التي تتمثّل فيما يأتي:[5]