-

تعريف التصنيف في المكتبات

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

المكتبة

يُعتبر المتعلِّم محور العملية التعليمية الحديثة، حيث تعتمد تلك العملية على رغبة الطالب في إيجاد المعلومات بنفسه، ولذا يلجأ إلى المكتبة الحديثة، لأنّها تحتوي على المصادر المرئية، أو المسموعة، أو المطبوعة، أو الإلكترونية، التي تساعده في تعلُّمه الذاتي طوال حياته، فمن الممكن أن يكتسب الإنسان العديد من المهارات بذهابه للمكتبة، مثل مهارة الاطلاع، والتنقيب، والبحث، والتحاور، والنقد، بالإضافة لاستخدام التقنيات والوسائل الحديثة الخاصة بالتعليم.[1]

تعريف التصنيف في المكتبات

يُعرّف التصنيف لغةً على أنّه التمييز بين الأمور، وترتيبها وتجميعها على حسب درجة التشابه بينها، أو فصلها عن بعضها بالنظر لدرجات التباين بينها، إذ من الممكن أن يكون التشابه في الحجم، أو الجودة، أو النوع، أو اللون، أو الزمن والعديد من الأمور التي يصعُب حصرها.[2]

ويُعرف التصنيف بعدة تعريفات أخرى منها؛ أنّ التصنيف هو من العمليات الذهنية التي تساعد الإنسان على التعرّف على صور الأشياء أو المفاهيم العقلية، بحيث يتم تنظيمها مع بعضها وفق ذلك التوافق، ومن الممكن أن يُعرّف التصنيف بأنّه سلسلة من الأقسام المرتبة على مبدأ مفهوم، حيث يطلق هذا المصطلح على ترتيب الأسماء من أجل تصنيفها مُجردة كانت أو حتى ماديّة.[2]

أهمية التصنيف

أنشئت المكتبات من أجل خدمة القُراء على المستوى المطلوب، ولهذا فمن المهم جداً أن تكون المواد الموجودة في المكتبة خاضعة للتنظيم الموضوعي، لأنّ المكتبات في العصر الحديث تحتوي على أعداد كبيرة من المطبوعات التي لن يتمكن أي شخص من الاستفادة منها إن لم تكن منظمة بالطرق الحديثة، وبما أنّ الغرض من المكتبات هو حفظ الكتب وعرضها بشكل سهل ليصل القارئ لها بكل يُسر، فيجب تنظيم المواد بالشكل الصحيح، عن طريق الاستعانة بالفهارس الخاصة بالمكتبة، والتي يتم تقسيمها باسم المؤلف، والموضوع، والعنوان، ورقم التصنيف، وذلك من أجل أن يسهُل على الإنسان عملية البحث وبالسرعة المطلوبة، مما يجعله يحرص على زيارة المكتبة من أجل الاستفادة من محتوياتها.[2]

أنواع التصنيفات

يتم تحديد أنواع التصنيف بالنظر إلى طبيعة المراحل التاريخية التي مرّت بها أنظمة التصنيف المتعددة، ولذا تنقسم أنواع التصنيف إلى قسمين، هما:[3]

التصنيف النظري

يتم في هذا التصنيف تقسيم المعرفة البشرية إلى عدّة أقسام، أو فصول، أو أبواب، أو علوم، أو أنواع، وذلك بالنظر إلى رأي الشخص المُصنّف، الذي يوضح علاقة كل قسم بالآخر، وتكمن مهمة التصنيف النظري في معرفة العلاقة الأساسية بين المُصنفات مع الوصول إلى تفرعات من أجلها، ويُعرف هذا التصنيف أيضاً باسم التصنيف الفلسفي.[3]

التصنيف العملي

يُعرّف هذا التصنيف بأنّه فن اختيار المواقع المناسبة للكتب عن طريق استخدام نظام للتصنيف، لأنّ تحديد أماكن الكتب لا يتم إلا باستخدام مبادئ يلتزم بها المصنف، وهي:[3]

  • موضوع الكتاب أو الوثيقة، وفي حالة كان الموضوع لفرع الأدب فيتم تحديد صفة أخرى.
  • وضع الصفة والموضوع الخاص في الكتاب في التسلسل الخاص بالأقسام المتوفرة من أجل نظام التصنيف المستخدم.
  • ترجمة القسم الخاص بالموضوع عن طريق وضع العلامة الرمزية المناسبة من أجل رقم التصنيف، ويكون ذلك عن طريق نسخ رقم التصنيف الموجود في النظام.

فوائد التصنيف

لتصنيف الكتب في المكتبات عدّة فوائد، ومنها ما يلي:[2]

  • يساعد القارئ على الوصول إلى المواد المطلوبة بشكل سهل وسريع، عن طريق استخدام الرموز الدلاليّة الخاصة بالتصنيف الذي يوضع على بطاقة الفهرس الموجودة على الكتاب، مما يحدد موقعه على الرف.
  • يضيف التصنيف عدداً من الحدود بين مختلف أصول وفروع المعرفة، مما يمنع تداخل المواد المكتبية أو اختلاطها.
  • يساعد القارئ على الوصول لأساس المعلومات باستخدام الموضوعات الخاصة بها، فإن كان الإنسان يبحث عن كتاب ذي موضوع معين ولم يجده، فسوف يجد كتباً أخرى تحمل الموضوع نفسه في مكان الكتاب نفسه الذي يبحث عنه.
  • يساعد نظام التصنيف على كشف الضعف والنقص في مقتنيات المكتبة، فإن ظهرت أرقام لبعض التصنيفات دون استخدم أو استخدمت بشكل قليل، دلّ ذلك على أنّ الموضوعات التي تُمثل تلك الأرقام ضعيفة.
  • يساعد التصنيف على توفير وسيلة مثالية من أجل تنظيم الكتب، مما يُسهل على الإنسان استخدامها وإرجاعها لموضعها بعد الانتهاء منها.
  • يساعد التصنيف على تسهيل عمليات الجرد، لأنّ الكتب ذات الموضوع الواحد مرتبة إلى جانب بعضها البعض.

تطور أنظمة التصنيف

بدأ التصنيف الحديث بعد أن نشر ديوي تصنيفه العشري عام 1876م، حيث ساهم في تحرير المكتبات من التصنيفات الهجائية، وقد تميز هذا النظام الرقمي باستخدام فكرة الكسر العشري من أجل تحديد مكان كل كتاب بشكل نسبي، وذلك بالاعتماد على المكان القديم والثابت، أمّا رانجاناثان فرأى ذلك التصنيف بدائياً، حيث أكد وجود الطبيعة التعددية في الكتب، وانقسام مواضيع الكتب إلى عدة أوجه، فيما بدأ التطور الحديث لمفهوم التصنيف بالنصف الأخير من القرن التاسع عشر، حيث صدرت الطبعة الأولى من عدة أنظمة يبينها الجدول الآتي:[3]

اسم التصنيف
اسم واضع التصنيف
العام
نظام التصنيف العشري
ملفيل ديوي
1876م
نظام التصنيف التوسعي
شارل كتر
1891م
نظام مكتبة الكونغرس الأمريكية
--
1902م
نظم التصنيف العشري العالمي
هنري لافونتين وبول أوتلت
1905م
نظام التصنيف الموضوعي
جيمس براون
1906م
نظام التصنيف التوضيحي
رانجاناثان
1933م
نظام التصنيف الببليوغرافي
هنري بليس
1935م

المراجع

  1. ↑ أ.ماجد محمد رباح لولو، أ.آمال علي إبراهيم شاهين، أ.عبد الخالق علي مهدي الفرا (2011)، المكتبة المدرسية (الطبعة الثالثة)، غزة-فلسطين: وزارة التربية التعليم الفلسطينية، صفحة 6. اطّلع عليه بتاريخ 26-3-2018. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث -- (2011)، مختصر التصنيف في المكتبات ونظام ديوي العشري، دمشق- سوريا: منشورات وزارة الثقافة/ مديرية المراكز الثقافية، صفحة 8-12. اطّلع عليه بتاريخ 26-3-2018. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث محي الدين كساسرة (2007)، نظم التصنيف العالمية وتطبيقاتها في المكتبات الجزائرية، قسنطينة- الجزائر: جامعة منتوري قسنطينة، صفحة 52-54. اطّلع عليه بتاريخ 26-3-2018. بتصرّف.