يُعتبر المتعلِّم محور العملية التعليمية الحديثة، حيث تعتمد تلك العملية على رغبة الطالب في إيجاد المعلومات بنفسه، ولذا يلجأ إلى المكتبة الحديثة، لأنّها تحتوي على المصادر المرئية، أو المسموعة، أو المطبوعة، أو الإلكترونية، التي تساعده في تعلُّمه الذاتي طوال حياته، فمن الممكن أن يكتسب الإنسان العديد من المهارات بذهابه للمكتبة، مثل مهارة الاطلاع، والتنقيب، والبحث، والتحاور، والنقد، بالإضافة لاستخدام التقنيات والوسائل الحديثة الخاصة بالتعليم.[1]
يُعرّف التصنيف لغةً على أنّه التمييز بين الأمور، وترتيبها وتجميعها على حسب درجة التشابه بينها، أو فصلها عن بعضها بالنظر لدرجات التباين بينها، إذ من الممكن أن يكون التشابه في الحجم، أو الجودة، أو النوع، أو اللون، أو الزمن والعديد من الأمور التي يصعُب حصرها.[2]
ويُعرف التصنيف بعدة تعريفات أخرى منها؛ أنّ التصنيف هو من العمليات الذهنية التي تساعد الإنسان على التعرّف على صور الأشياء أو المفاهيم العقلية، بحيث يتم تنظيمها مع بعضها وفق ذلك التوافق، ومن الممكن أن يُعرّف التصنيف بأنّه سلسلة من الأقسام المرتبة على مبدأ مفهوم، حيث يطلق هذا المصطلح على ترتيب الأسماء من أجل تصنيفها مُجردة كانت أو حتى ماديّة.[2]
أنشئت المكتبات من أجل خدمة القُراء على المستوى المطلوب، ولهذا فمن المهم جداً أن تكون المواد الموجودة في المكتبة خاضعة للتنظيم الموضوعي، لأنّ المكتبات في العصر الحديث تحتوي على أعداد كبيرة من المطبوعات التي لن يتمكن أي شخص من الاستفادة منها إن لم تكن منظمة بالطرق الحديثة، وبما أنّ الغرض من المكتبات هو حفظ الكتب وعرضها بشكل سهل ليصل القارئ لها بكل يُسر، فيجب تنظيم المواد بالشكل الصحيح، عن طريق الاستعانة بالفهارس الخاصة بالمكتبة، والتي يتم تقسيمها باسم المؤلف، والموضوع، والعنوان، ورقم التصنيف، وذلك من أجل أن يسهُل على الإنسان عملية البحث وبالسرعة المطلوبة، مما يجعله يحرص على زيارة المكتبة من أجل الاستفادة من محتوياتها.[2]
يتم تحديد أنواع التصنيف بالنظر إلى طبيعة المراحل التاريخية التي مرّت بها أنظمة التصنيف المتعددة، ولذا تنقسم أنواع التصنيف إلى قسمين، هما:[3]
يتم في هذا التصنيف تقسيم المعرفة البشرية إلى عدّة أقسام، أو فصول، أو أبواب، أو علوم، أو أنواع، وذلك بالنظر إلى رأي الشخص المُصنّف، الذي يوضح علاقة كل قسم بالآخر، وتكمن مهمة التصنيف النظري في معرفة العلاقة الأساسية بين المُصنفات مع الوصول إلى تفرعات من أجلها، ويُعرف هذا التصنيف أيضاً باسم التصنيف الفلسفي.[3]
يُعرّف هذا التصنيف بأنّه فن اختيار المواقع المناسبة للكتب عن طريق استخدام نظام للتصنيف، لأنّ تحديد أماكن الكتب لا يتم إلا باستخدام مبادئ يلتزم بها المصنف، وهي:[3]
لتصنيف الكتب في المكتبات عدّة فوائد، ومنها ما يلي:[2]
بدأ التصنيف الحديث بعد أن نشر ديوي تصنيفه العشري عام 1876م، حيث ساهم في تحرير المكتبات من التصنيفات الهجائية، وقد تميز هذا النظام الرقمي باستخدام فكرة الكسر العشري من أجل تحديد مكان كل كتاب بشكل نسبي، وذلك بالاعتماد على المكان القديم والثابت، أمّا رانجاناثان فرأى ذلك التصنيف بدائياً، حيث أكد وجود الطبيعة التعددية في الكتب، وانقسام مواضيع الكتب إلى عدة أوجه، فيما بدأ التطور الحديث لمفهوم التصنيف بالنصف الأخير من القرن التاسع عشر، حيث صدرت الطبعة الأولى من عدة أنظمة يبينها الجدول الآتي:[3]