تعريف صلاة الجماعة طب 21 الشاملة

تعريف صلاة الجماعة طب 21 الشاملة

الصلاة

إنّ الصلاة لها مكانةٌ عظيمةٌ في هذا الدين؛ فهي عموده الذي لا يقوم إلّا به، فقد قال رسول له صلّى الله عليه وسلّم: (رأسُ الأمرِ الإسلامُ، وعمودُه الصلاةُ، وذروةُ سَنامِه الجهادُ)،[١] فإن سقط عمود الشيء، سقط ما بُني عليه، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين، والصلاة أوّل ما يحاسب الله تعالى عليه العبد يوم القيامة، وصلاح أعماله التي يقوم بها قائمةٌ على صلاح صلاته، فإن صلحت صلاته كان عمله صالحاً مقبولاً، وإن فسدت صلاته كان عمله فاسداً مردوداً، وهي آخر شيءٍ يفقده المسلم في دينه، فإن فقدها لم يبقَ له شيءٌ من الدين، فقد روي عن أبي امامة الباهليّ رضي الله عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: (لَتُنقَضَنَّ عُرى الإسلامِ عُروةً عُروةً، فكلما انتقضَت عُروةٌ تشبَّثُ الناسُ بالتي تليها، فأَوَّلُهنَّ نقضًا الحكمُ، وآخرهنَّ الصلاةُ)،[٢] وكانت الصلاة آخر ما وصّى به الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- قبل وفاته، وقد مدح الله -عزّ وجلّ- القائمين والآمرين بها، وذمّ التاركين لها والمتكاسلين عنها، وممّا يدلّ على عظيم شأن الصلاة، أنّ الله -سبحانه وتعالى- لم يفرضها في الأرض بواسطة الوحي جبريل عليه السّلام، وإنّما فرضت في السّماء ليلة الإسراء والمعراج.[٣]

صلاة الجماعة

ينبغى على المسلم أن يحافظ على الصلاة كما أمر بها الله سبحانه تعالى، ورسوله صلّى الله عليه وسلّم، ومن عظيم أهميّتها في الإسلام؛ أنّ الله -عزّ وجلّ- جعل ثواب أدائها في جماعةٍ مضاعفاً عن أدائها منفرداً، وقد بيّن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ الصلاة في جماعةٍ يزيد أجرها عن الصلاة منفرداً بدرجاتٍ عديدةٍ، من ذلك أنّه قال عليه السّلام: (صلاةُ الرجلِ في الجماعةِ تُضَعَّفُ على صلاتِه في بيتِه، وفي سُوقِه، خمسًا وعشرين ضِعفًا، وذلك أنّه: إذا توضَّأَ فأحسَنَ الوُضوءَ، ثم خرَج إلى المسجدِ، لا يُخرِجُه إلا الصلاةُ، لم يَخطُ خُطوَةً، إلا رُفِعَتْ له بها درجةٌ، وحُطَّ عنه بها خَطيئَةٌ، فإذا صلَّى، لم تَزَلْ الملائكةُ تصلي عليه، ما دام في مُصَلَّاه: اللهم صلِّ عليه، اللهم ارحَمْه، ولا يَزالُ أحدُكم في صلاةٍ ما انتَظَر الصلاةَ)،[٤] وقد بيّن لنا النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ثواب المشي إلى المسجد، فقال إنّه كلّما كان مكان المسلم بعيداً عن المسجد، كان له الأجر الأكبر، ورغّب في أدائها، لا سيّما الفجر والعشاء منها؛ وذلك إمّا لأنّهما في الظلام، والمنافق يرائي الناس في الصلاة، أو لأنّهما تأتيان في أوقاتٍ أدعى للراحة والجلوس والخلود، وفي المحافظة على صلاة الجماعة سببٌ لكمال إسلام العبد وإيمانه، ولا عذر للمسلم في التخلّف عن صلاة الجماعة طالما أنّه سمع النداء للصلاة.[٥]

أهميّة صلاة الجماعة وفضلها

لصلاة الجماعة فوائد عظيمةٌ، وفضائل جمّةٌ، ومنافع متعدّدةٌ، ينعكس أثرها ويظهر نتاجها على الشخصيّة المسلمة، ولها حِكمٌ متعدّدةٌ تُظهر لنا أنّها فرض عينٍ على المسلم، ومن هذه الحكم والفضائل ما يأتي:[٦]

التخلّف عن صلاة الجماعة بلا عذرٍ شرعيٍّ

ينبغي على المسلم أن يأمر أخاه المسلم بالمعروف وينهاه عن المنكر، ومن أعظم ما ينبغي على المسلم في ذلك أن ينكر على أخاه إن رأى منه تقصيراً في حقّ صلاة الجماعة، ومن المعروف تأدية الصلوات الخمسة في المسجد من قِبل الرجال، ويجب على المسلم إن أنكر عليه أخوه المسلم تقصيره في صلاة الجماعة، ألّا يغضب بل يشكره ويدعو له، لما قدّم له من النصيحة.[٧]

المراجع

  1. ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 2616، حسن صحيح.
  2. ↑ رواه الألباني ، في صحيح الموارد، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم: 216.
  3. ↑ سعيد القحطاني (31-5-2014)، "منزلة الصلاة في الإسلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-9-2018.بتصرّف.
  4. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 647، صحيح.
  5. ↑ أحمد عرفة، "فضل صلاة الجماعة"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-9-2018. بتصرّف.
  6. ↑ محمود سعدات (1-7-2016)، "فوائد صلاة الجماعة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-9-2018. بتصرّف.
  7. ↑ "التخلف عن صلاة الجماعة بلا عذر شرعي "، ar.islamway.net، 1-12-2006، اطّلع عليه بتاريخ 6-9-2018. بتصرّف.