تعريف الإيمان طب 21 الشاملة

تعريف الإيمان طب 21 الشاملة

الدين الإسلامي

يعتبر الدِّين الإسلاميّ خاتم الديانات السماويّة، جاء بالهداية للنّاس كافّةً فدعاهم إلى الالتزام بأحكامه وتعاليمه، وحبّ الله سبحانه وتعالى وعدم عصيانه، وحبّ رسوله واتّباع وأمره واتّباع سُنّته، وبقدر ما يكون العبد مُطيعاً لله ورسوله ويجتنب ما نهيا عنه بقدر ما يكون خضوعه لله سبحانه وانقياده له، فانقياد العبد وطاعته لله على درجات، وهي: الإسلام، والإيمان، والإحسان، وقد جاء بيان الفرق بين هذه المُصطلحات الثلاث في الحديث النبويّ لشريف والذي يرويه أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، حيث يقول: (بينَما نحنُ ذاتَ يومٍ عندَ نبيِّ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، إذ طلعَ علَينا رجلٌ شَديدُ بياضِ الثِّيابِ، شديدُ سوادِ الشَّعرِ، لا يُرى عليْهِ أثرُ السّفر، ولا يعرِفُهُ منّا أحَدٌ، حتَّى جلسَ إلى النّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، فأسندَ رُكْبتَيهِ إلى رُكْبتيهِ، ووضعَ كفَّيهِ على فَخِذَيهِ، وقالَ: يا مُحمَّدُ، أخبِرْني عنِ الإسلامِ. فقالَ رسول الله صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: الإسلامُ أنْ تشهدَ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ، وتقيمَ الصَّلاةَ، وتُؤْتيَ الزَّكاةَ، وتَصومَ رمضانَ، وتحجَّ البيتَ إنِ استطعتَ إليهِ سبيلًا. قالَ: صدقتَ. قالَ: فعجِبنا لَهُ، يسألُهُ ويصدِّقُهُ. قالَ: أخبرني عنِ الإيمانِ. قالَ: الإيمانُ أن تُؤْمِنَ باللَّهِ، وملائِكَتِهِ، وَكُتبِهِ، ورسلِهِ، واليومِ الآخرِ، والقدرِ كلِّهِ؛ خيرِهِ وشرِّه. قالَ: صدَقتَ. قالَ: فأخبِرني عنِ الإحسانِ. قال: أن تعبدَ اللَّهَ كأنَّكَ تَراهُ، فإن لم تَكُن تَراهُ، فإنَّهُ يراكَ...).[١]

معنى الإيمان

الإيمان لغةً

يُعرَف الإيمان في اللغةً بأنّه مصدر آمنَ يُؤمنُ إيماناً، فهو مؤمنٌ، وهو من الأمن أي ضدّ الخوف، مُشتقٌّ من الأمن الذي يَعني القرار والطمأنينة، ويرتبط معنى الإيمان في اللغةً بالإيمان بالمعنى الاصطلاحي؛ وذلك بأنّه يحصل إذا استقرّ في القلب بمُطلَق التّصديق والانقياد لله سبحانه.[٢] كما يُعرَف الإيمان في اللغةً بعدّة تعريفات، منها التّصديق، وقيل بأنّ الإيمان هو الطمأنينة، وقيل هو الإقرار، وقد استعمل العرب لفظ الإيمان في استعمالَين، هما:[٢]

الإيمان اصطلاحاً

جاء في تعريف الإيمان اصطلاحاً عددٌ من التّعريفات، منها:

أركان الإيمان

ورد ذكر أركان الإيمان في كتاب الله عزّ وجلّ وسنّة نبيه -عليه الصّلاة والسّلام- في مواضع كثيرة، منها: قوله سبحانه: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ)،[٩] وقوله سبحانه: (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ)،[١٠] فجعل الله سبحانه أركان الإيمان مُقتصرة على الإيمان والتّصديق الجازم بهذه الأمور، بالإضافة إلى ما جاء في السُّنّة النبويّة بشكل مُستقلّ، وعلى هذا يُسمّى من آمن بهذه الأركان مُؤمناً، من كفر بها أو بشيءٍ منها كافِراً.[١١] قال سبحانه عزّ وجلّ: (وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا)،[١٢] وقال -عليه الصّلاة والسّلام- في الحديث النبويّ حين جاء جبريل عليه السّلام وسأله عن الإيمان، والإسلام، والإحسان، وفيه (... قالَ: أخبرني عنِ الإيمانِ. قالَ: الإيمانُ أن تُؤْمِنَ باللَّهِ، وملائِكَتِهِ، وَكُتبِهِ، ورسلِهِ، واليومِ الآخرِ، والقدرِ كلِّهِ؛ خيرِهِ وشرِّه. قالَ: صدَقتَ...)،[١] وبيان هذه الأركان مُفصّلاً حسب ورودها في الآيات والحديث السّابقة كما يأتي:

المراجع

  1. ^ أ ب رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 8.
  2. ^ أ ب مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي بن عبد القادر السقاف، "تعريف الإيمان لغة"، الدرر السنيّة - الموسوعة العقدية، اطّلع عليه بتاريخ 15/1/2017. بتصرّف.
  3. ↑ سورة قريش، آية: 4.
  4. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي موسى الأشعريّ، الصفحة أو الرقم: 2531.
  5. ↑ سورة البقرة، آية: 125.
  6. ↑ سورة يوسف، آية: 17.
  7. ↑ حياة بن محمد بن جبريل (2002)، الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في العقيدة (الطبعة الأولى)، المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية: عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، صفحة 541، جزء 1. بتصرّف.
  8. ↑ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية، الرياض: دار العاصمة للنشر والتوزيع، صفحة 146.
  9. ↑ سورة البقرة، آية: 285.
  10. ↑ سورة البقرة، آية: 177.
  11. ↑ صدر الدين محمد بن علاء الدين عليّ بن محمد ابن أبي العز الحنفي، الأذرعي الصالحي الدمشقي (1418)، شرح العقيدة الطحاوية (الطبعة الأولى)، السعودية: وزارة الشؤون الإسلامية، والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 276. بتصرّف.
  12. ↑ سورة النساء، آية: 136.
  13. ↑ محمد بن إسماعيل الصنعاني، محمد بن علي بن محمد الشوكاني (1424)، تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد ويليه شرح الصدور في تحريم رفع القبور (الطبعة الأولى)، الرياض: مطبعة سفير، صفحة 9. بتصرّف.
  14. ↑ سورة الشورى، آية: 11.
  15. ↑ أصول الإيمان (1420)، محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي النجدي (الطبعة الخامسة)، السعودية: وزارة الشؤون الإسلاميّة والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 88. بتصرّف.
  16. ↑ عمر بن سليمان بن عبد الله الأشقر العتيبي (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت: مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، صفحة 231.
  17. ↑ سورة الأعراف، آية: 1-3.
  18. ↑ حافظ بن أحمد بن علي الحكمي (1990)، معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول (الطبعة الأولى)، الدمام: دار ابن القيم، صفحة 677، جزء 2.
  19. ↑ حامد بن محمد بن حسين بن محسن (1996)، فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد (الطبعة الأولى)، عمان - الأردن: دار المؤيد، صفحة 90.
  20. ↑ المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، موسوعة المفاهيم الإسلامية العامة، مصر: المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، صفحة 530. بتصرّف.