-

تعريف الغش

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الغِشُّ

يُعَدُّ الغِشُّ من الآفات المُضِرَّة التي تَطالُ الجميع، فيتَّصِفُ الشخصُ الغشَّاشُ بالطَّمعِ فلا يَنظُرُ إلا للأطماعِ والمَكاسبِ التي يُمكنُه أن يحصلَ عليها، دون أن يلتفتَ إلى ضحايا ذلك الغِشِّ، أو إلى المُجتمَع الذي جنى عليه، وتتعدَّد مَجالات الغِشِّ على حسب قُدرةِ الشخصِ الغشَّاشِ، أو حسب اهتماماتِه.[1]

تعريف الغِشّ

تتعدَّدُ مفاهيمُ الغِشِّ، فهناك الغِشّ لغةً، والغِشّ شَرعاً[2]، والغِشّ في الاصطلاح التربويّ، وفي اصطلاح عِلم الاجتماع الإسلاميّ، وهي تتلخَّصُ في الجدول الآتي:[3]

الغِشّ لغةً
خَلْطُ الأشياءِ بغيرِها وبما هو أقلّ ثمناً منها، مثل خَلْطِ اللبنِ بالماء.
الغِشّ شَرْعاً
خَلْطُ الرديء بالجيِّد.
الغِشّ في الاصطلاح التربويّ
هو عمليّة تزييفٍ تَخُصُّ نتائجَ التقويمِ، ويُعرَّفُ أيضاً على أنَّه المُحاوَلات غير السويّة لطالب المدرسة؛ من أجل الحصول على إجابات الأسئلة، عن طريق استخدام طُرُق غير مشروعة.
الغِشّ اصطلاحاً
هو إحدى الظواهر المُنحرِفة، والتي تظهر في المُجتمَع، وهي تدلُّ على الخروج عن قِيَم ومعايير الشرع؛ ممّا يترك أثراً سلبيّاً على مظاهر الحياة الاجتماعيّة.

حُكْم الغِشّ

يُعتبَر الغِشّ من الكبائر، حيث دلَّت بعض النصوص الإيمائيّة والتصريحيّة على حُكم الغِشّ،[3] فالدليل في القرآن، قولُ الله عزَّ وجلَّ: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَخونُوا اللَّـهَ وَالرَّسولَ وَتَخونوا أَماناتِكُم وَأَنتُم تَعلَمونَ)،[4] والدليل في السنّة، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ مرَّ على صُبرةِ طعامٍ . فأدخلَ يدَهُ فيها . فنالت أصابعُهُ بللًا . فقالَ ما هذا يا صاحبَ الطَّعامِ ؟ قالَ أصابَتهُ السَّماءُ . يا رسولَ اللَّهِ ! قالَ أفلا جعلتَهُ فوقَ الطَّعامِ كي يراهُ النَّاسُ ؟ من غَشَّ فليسَ منِّي).[5]

أسباب الغِشّ

هناك العديد من الأسباب التي تؤدّي إلى حدوث حالات الغِشّ وهي:[2]

  • قلّة الخوف من الله وضَعفُ الإيمان.
  • عدم معرفة الإنسان بأنَّ الغِشّ مُحرَّم، وأنَّه من الكبائر.
  • عدم إخلاص النية لله تعالى.
  • محبة الأموال والحِرصُ على جَمْعِها.
  • عدم مُعاقبة مُرتكبي الغِشّ، وتطبيق الأحكام عليهم.
  • تربية الأبناء تربية غير سليمة تتنافى مع الأخلاق الإسلاميّة.
  • عدم رضا الإنسان بما رَزقَه الله به.
  • عدم أَخذِ العِظة وتذكُّر الموت والآخرة.

أنواع الِغشّ

ينقسم الغِشّ لعدّة أنواع، وهي كما يأتي:[2]

الغِشّ في البيع والمُعامَلات

يتمثّل الغِشّ في البيع والمُعامَلات بعدّة صور، هي:[2]

  • بَيعُ المواد مُنتَهية الصلاحيّة.
  • التطفيف في الكيل والميزان، مثل كتابة وَزنٍ غير حقيقيٍّ على العبوة.
  • بَيعُ البضاعة السيئة على أنَّها جيِّدة، أو وَضعُ علامات تجاريّة مشهورة على البضاعة الرديئة.
  • بَيعُ المواد التي تتسبَّب في إصابة الإنسان بالأمراض المُستعصِية.
  • الغِشّ في أعمال البناء والمُقاوَلات، مثل التقليل من استخدام الإسمنت والحديد عند البناء؛ مما يتسبَّب في انهيار المباني، وإصابة السكّان بالأذى.
  • بَيعُ الإبل المُصرَّاة، ويعني ذلك الامتناع عن حلب لبن الإبل؛ لإظهار كثرته عند البَيع.
  • زيادة شخص لثمن سلعة ما، وهو لا يُريد شراءها؛ حتى يقع بها شخص آخر ويشتريها، وهو ما يُعرَف باسم بَيعِ النَّجْش.

الغِشّ في النصيحة

هو انعدام صِدق الإنسان في إسداء النُصْح عندما يطلبه أحد الأشخاص منه،[2] قال رسول الله - صلى الله عليه وسلَّم-: (الدِّينُ النَّصيحةُ قلنا : لمن ؟ قال : للَّهِ ولكتابِهِ ولرسولِهِ ولأئمَّةِ المسلمينَ وعامَّتِهم).[6]

الغِشّ في الاختبارات

هذا النوع من الغِشّ مُحرَّم بالإجماع من قِبل العلماء، فمن المُمكن أن يتسبَّب غِشُّ الطلاب في الاختبارات في حصولهم على شهادات لا يستحقّون الحصول عليها، أو شغلهم لمناصب هم ليسوا أهلاً لها.[2]

الغِشّ في الزواج

يتمثّل الغِشّ في الزواج بعدّة أمور، هي:[7]

  • المُغالاة في طَلبِ المهور.
  • التسرُّع في المُوافَقة على الخاطب دون السؤال عنه.
  • إخبار الخاطب أموراً غيرَ حقيقيّة عن نفسه لأهل العروس.
  • رَفْضُ الإنسان الكُفءِ ذي الدِّين والخُلُق؛ بسبب عصبيّة، أو طمعٍ، أو أهواء.
  • إخفاء الخاطب أو المَخطوبة لعيوبِهما.[8]
  • وَصْفُ الإنسان بأوصاف لا يستحقّها، وهو خداعٌ للطَّرَف الآخر.[8]

عدم الوفاء بالعقود

هو عدم الوفاء في عقود المُقاوَلات، أو الصيانة، أو الإنشاءات، وخيانة الأمانة؛ بسبب الطمع، أو العَجلة للانتهاء من العمل مع الغِشّ،[7] قال الله عزَّ وجلَّ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّـهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ).[9]

الغِشّ في العمل

يتمثّل الغِشّ في العمل بعدم تأدية الوظيفة بالشكل المُناسِب أو المَطلوب، سواء تعلَّق الأمر بطبيعة العمل أو بأوقات الدوام، كأن يوهِمَ الإنسان مرؤوسيه أنَّه ينجزُ عمله بطريقة صحيحة، وهذا الأمر يُعتبَر غِشّاً.[8]

طرق القضاء على الغِشّ

من المُمكن القضاء على الغِشّ والتخلُّص من آفتِه عن طريق اتّباع هذه الأمور، وهي:[2]

  • تضرُّع الإنسان لله عزَّ وجلَّ وإخلاص العمل له، وسؤاله بأن يكفيَه بالحلال عن الحرام.
  • الأمر بالمَعروف عن طريق المَوعظة الحَسنة.
  • النهي عن المُنكَر.
  • تربية الأبناء تربية إسلاميّة سليمة، مع الالتزام بأحكام الشريعة وآدابها.
  • الثقة بالله عزَّ وجلَّ واستشعار مراقبته.
  • تحصيل الرزق بالطُّرُق المُباحَة، والصَّبرِ على ذلك.
  • رضا الإنسان وقناعته بما رزقه الله به.
  • جلوس الإنسان مع الرِّفقة الصالحة.
  • وَضْعُ عِقاب للغِشّ؛ حتى يرتدع البشر.
  • توضيح صورة الغِشّ للناس، وإظهار مدى خطورته.
  • عَمَلُ محاضرات وندوات تتحدث عن الغِشّ، وتوضح آثاره السلبيّة على الإنسان وعلى مُجتمَعه.
  • وَضْعُ لوحات ذات ألوان جذابة داخل المدارس، تتحدث عن الغِشّ وأضراره؛ حتى يراها الطلاب ويتَّعظوا بها.

المراجع

  1. ↑ الشيخ أحمد الزومان (31-5-2010)، "الغش في البيع والشراء"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-3-2018. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ الشيخ صلاح نجيب الدق (5/10/2016)، "ظاهرة الغش: أسبابها وعلاجها"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 15/3/2018. بتصرّف.
  3. ^ أ ب د\ فارس العزاوي (16/6/2010)، "ظاهرة الغش في التعليم: رؤية شرعية"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 15/3/2018. بتصرّف.
  4. ↑ سورة الأنفال، آية: 27.
  5. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 102، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
  6. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن تميم الداري، الصفحة أو الرقم: 55، حكم المحدث-صحيح.
  7. ^ أ ب الشيخ مقبل بن حمد المقبل (15/2/2010)، "الغش"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 15/3/2018. بتصرّف.
  8. ^ أ ب ت أ. د. سليمان بن قاسم بن محمد العيد (16/3/2013)، "لا تغش"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 15/3/2018. بتصرّف.
  9. ↑ سورة المائدة، آية: 1.