تعريف الشرك طب 21 الشاملة

تعريف الشرك طب 21 الشاملة

الشرك والإيمان

إنّ من ضروريّات الإيمان بالله تنزيهه -سبحانه وتعالى- عن الكفؤ والمثيل والنّد والشريك، وعن كونه بحاجة أحدٍ من خلقه، وأنَّ له زوجةً وولداً، وأنه ينتفع بعبادة الناس أو يتضرر من معاصيهم، وإن الاعتقاد بشيءٍ من تلك الأمور يُعتبر مُناقضاً للإيمان القويم ومُنافياً للفطرة السليمة، كما بيّنت ذلك نصوص القرآن الكريم وآياته في العديد من المواضع، ممّا يجعل المرء أبعد عن الله وأقرب للكفر، وإنّ الإيمان بكلِّ تلك الجزئيات مُلازمٌ لقبول العمل، والكفر يوجب إبطال الأعمال والطاعات، فما هو الشِّرك بالله، وما هي أنواعه، وكيف يمكن للمسلم تجنُّب الوقوع في الشرك والشركيَّات.

مفهوم الشرك

يُعتبر الشِّرك من المُصطلحات كثيرة الترداد في الشريعة الإسلامية، بل حتى في الشرائع الأخرى التي جاء بها الأنبياء الكرام؛ وذلك لما لها من علاقةٍ وثيقةٍ بقبول الإيمان وقوَّته أو ردِّه على صاحبه إن أحدث في دينه ما كان فيه من الشركيّات، ولتعلقه بعلاقة الناس جميعاً مع خالقهم من حيث إفراده بالخلق والإيجاد، أو إشراك أحدٍ معه في خلق الكون أو العبادة بلا وجه حق، وقد بيّنت ذلك جميع الكُتب السماوية التي جاء بها الأنبياء والرسل بالإضافة للقرآن الكريم، وفيما يأتي بيان معنى الشرك في اللغة والاصطلاح:

الشرك في اللغة

الشِّرك في اللُّغة هو: اتِّخاذ الشَّريك والنِّد، ويكون ذلك بأن يُجعل أحدٌ شريكاً لأحدٍ آخر إمّا من الناس أو غيرهم، ومنه الشركة: حيث إنّ الشركة تقوم على تشارُك مجموعة من الأشخاص بملك عقارٍ واحد، أو مؤسّسةٍ واحدة، ويُقال: أشرك بينهما إذا جعلهما اثنين، أو أشرك في أمره غيره إذا جعل ذلك الأمر لاثنين.[١]

الشرك في الاصطلاح

للشرك في المعنى الاصطلاحي عدّة معانٍ بحسب النتيجة التي يوصل إليها الشرك، كما أنَّ له معنىً خاصّاً رئيسيّاً حسب المنظور الشرعي للشرك، وبيان ذلك في الآتي:[١]

أنواع الشرك

يُقسَم الشِّرك إلى نوعين رئيسين؛ هما الشِّرك الأكبر والأصغر، ويُقسم كلُّ نوعٍ منهما إلى أنواعٍ عدة بحسب درجة الشرك وطبيعته ونوعه، وتوضيح ذلك كالآتي:

الشرك الأكبر

هذا النوع هو الأهم؛ لما يترتّب عليه من نتيجة ربما توصل المرء إلى النار والعياذ بالله، ويُقسم هذا النوع من الشرك إلى عدّة أنواعٍ بحسب طبيعة الشرك المُندَرج تحته، وبيان ذلك فيما يأتي:[٣]

الشرك الأصغر

وهذا النوع من الشِّرك هو دون النوع الأول في الدرجة، حيث إنَّ الأول يخرج من الملَّة ويوجب العقوبة على من يعتقد بشيءٍ منه، أما هذا النوع فهو شركٌ أدنى؛ يوجب استحقاق صاحبه للذنب واعتباره من أهل المعاصي، لكنّه لا يخرجه من الملَّة، وذلك لقول الله سبحانه وتعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا)،[٧] فإن تاب العبد من هذا الذنب قبل وفاته غفر الله له إن شاء، أمّا إن مات ولقي ربه به غير تائبٍ من ذلك الذنب فإن الله إن شاء عفا عنه، وإن شاء عذَّبه على قدر ذلك الذنب، ثم يُدخله الجنة إن شاء. من أنواع وأمثلة الشرك الأصغر ما يأتي:[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب محمد صالح المنجد، "ما هي حقيقة الشرك وما هي أقسامه"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 28-3-2017. بتصرّف.
  2. ↑ سورة البقرة، آية: 22.
  3. ^ أ ب "الشرك تعريفه وأنواعه"، إسلام ويب، 15-7-2002، اطّلع عليه بتاريخ 28-3-2017. بتصرّف.
  4. ↑ سورة النازعات، آية: 24.
  5. ↑ سورة الأنعام، آية: 162-163.
  6. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 7520.
  7. ↑ سورة النساء، آية: 48.
  8. ↑ رواه الوادعي، في الصحيح المسند، عن قتيلة بنت صيفي الجهني، الصفحة أو الرقم: 1658، صحيح.
  9. ↑ رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن محمود بن لبيد الأنصاري، الصفحة أو الرقم: 1/107، رجاله رجال الصحيح.