تعريف بسورة الأعراف
سورة الأعراف
تعتبر سورة الأعراف من أطول السور المكيّة ما عدا الآيات 163 وحتى 170 فهي آيات مدنيّة، وقد بلغ عدد آياتها 206، وهي أول السور القرآنيّة التي عرضت قصص الأنبياء بالتفصيل منذ بداية خلق آدم وحتى نهاية الخلق، وقد سُميت بهذا الاسم لأنّ كلمة الأعراف وردت فيها، وهو سور مضروب بين الجنة والنار، يفصل ويحول بين أهلهما، وأصحاب الأعراف هم من تساوت سيئاتهم مع حسناتهم، فتحول سيئاتهم دون دخولهم الجنة، وتمنع حسناتهم دخولهم النار.
بدأت سورة الأعراف بالتعريف بمعجزة القرآن التي نزلت على الرسول عليه الصلاة والسلام، وأنّه نعمة من نعم الله تعالى على الإنسانيّة، وعليهم أن يأخذوا ويتمسكوا بما جاء به من توجيهات وإرشادات للفوز بنعيم الدينا والآخرة، وقد قال الله فيها: (كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ (2) اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ) [الأعراف: 2-3].
مواضيع سورة الأعراف
تطرقت السورة للحديث عن عدة موضوعات مختلفة كباقي السور المكية ومن أهمها تجسيد الحق والباطل، وتوضيح أنّ طريق الباطل والنفاق يؤديان إلى نشر الفساد في الأرض، وقد ظهر هذا الصراع جلياً وواضحاً في قصص جميع الأنبياء حيثُ الصراع بين الخير والشر، إضافة إلى ذكر كيد وشر إبليس لبني آدم وذريته، فقد وجه الله سبحانه وتعالى الكثير من التحذيرات والتنبيهات لبني آدم بخطاب: يا بني آدم من أجل تحذيرهم وتذكيرهم بعدوهم الأول الذي وسوس لأبيهم بمخالفة أوامر الله سبحانه وتعالى، كما يوسوس لهم بالعمصية والابتعاد عن طريق الحق والرشاد.
تعرضت السورة أيضاً إلى أنّ البشر كانوا ثلاثة أصناف على مر العصور المختلفة وهم: العصاة، والمؤمنون، والسلبيون الذي يقتنعون بالحق وبكلام الله لكنّهم لا ينفذونه بدافع الخوف، أو اللامبالاة، أو الخجل، حيثُ تعتبر السلبيّة من أبرز المشاكل التي تواجه المجتمعات الإنسانيّة وأفرادها، كما جاءت الآيات لتُحذر الإنسان من حسم موقفه في الدنيا باتباع طريق الحق والهداية، وألا يكون من أصحاب الأعراف الذين تساوت محاسنهم مع سيئاتهم وينتظرون حكم الله فيهم.
أقسام سورة الأعراف
- القسم الأول: يتضمن المقدمة التي تبدأ بالحديث عن القرآن الكريم، وخطاب لنبي عليه السلام، ثمّ الحديث عن قصة آدم وما فيها من تفصيلات.
- القسم الثاني: يتضمن الفقرة الأولى من الآية التاسعة والخمسين وحتى الثانية بعد المئة وفيها حديث عن قصص الأنبياء، والتعرض لبعض سنن الله في الأمم السابقة، ثمّ الحديث عن سيدنا موسى وقصته مع فرعون وبيان عقوبة فرعون.
- القسم الثالث: يبدأ بالحديث عن بني أسرائيل وكيفيّة انحرافهم، وإخبارهم أنّ الرسالة ستنتقل إلى أمة أخرى هي أمة سيدنا محمد عليه السلام.