تعريف بسورة النحل
القرآن الكريم
نزل القرآن الكريم على سيّدنا محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- ليكون المشرِّع الأول في الدولة الإسلاميّة، وعلى المسلمين الانصياع لما في القرآن من أوامرَ ونواهي، وقد نزل هذا القرآن بلغةَ العرب؛ حيث خرج من عندهم رسولنا الكريم، وقد امتاز بالبلاغة والفصاحة، ممّا جعله معجزةً لقوم سيّدنا محمد؛ فقد كانت العرب في تلك الفترة تشتهر بالبلاغة وتتباهى بها وتتسابق إلى التفاخر بالحديث بها، وعندما نزل القرآن الكريم من الله تعالى، وسمعه العرب على لسان سيّدنا محمدٍ الأميّ الذي لا يعرف القراءة والكتابة دخل الكثيرون في الإسلام.
انقسمت آياتِ القرآن الكريم حسب مكان النزول ووقته ما بين مكة المكرمة قبل الهجرة، والمدينة المنورة بعد الهجرة، وكلّ هذه الآيات اتصفت بصفاتٍ وخصائصَ تتناسب مع المرحلة التي كانت تمر بها الدولة الإسلامية، لذلك نرى التنوّع في المواضيع التي تحملها الآيات القرآنية. في هذا المقال اخترنا الحديث عن سورة النحل.
التعريف بسورة النحل
نزلت سورة النحل بعد سورة الكهف، ترتيبها في المصحف الشريف رقم ستة عشر، وعدد آياتها مئةٌ وثمانيةٌ وعشرون آيةً، وهي تعدّ من السور المكيّة عدا الآيات من 126 إلى 128، فقد نزلت في المدينة المنورة بعد هجرة النبي -صلى الله عليه وسلّم- والصحابة.
سميت سورة النحل بهذا الاسم لأنّها تحدّثت عن قدرة الله تعالى وإعجازه في حشرة النحل، التي تقدِّم الغذاء النافع، والمفيد للإنسان، كما أنّها تُسمى بسورة "النِعم" وذلك بسبب ذكر الله تعالى لنعمٍ كثيرةٍ في حياة الإنسان، مثل: نعمة المطر، والشمس، والقمر، والنجوم، ونعمة الولد، والزوجة، قال تعالى في الآية رقم 18 من السورة ((وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا)).
مواضيع سورة النحل
- تحدّثت سورة النحل عن المواضيع التي تتحدّث عنها الآيات المكية في القرآن بشكلٍ عامٍ؛ حيث ركّزت على الأمور المتعلّقة بالعقيدة في قلوب المسلمين وتثبيتها، حيث إنّ الدولة الإسلاميّة كانت في بدايتها، وكانت قلوب المسلمين بحاجة للتثبيت، والتيقّن الكامل بهذه الدعوة التي اتبعوها؛ للقدرة على تحمّل الأذى من القوم الكافرين.
- تحدّثت السورة بشكلٍ مفصّل عن حشرة النحل وكيف أنّ الله تعالى يخرج للإنسان من بطنها العسل الذي فيه شفاءٌ من الأمراض، ومنافع كثيرة، فالنحل يتغذّى على رحيق الأزهار، ثم يحوِّله إلى عسلٍ صالحٍ يستطيع الإنسان تناوله، وذكرت إبداع الله تعالى في جسم النحلة الضئيل ،مثل: حاسة الشمّ القويّة التي تتمتّع بها عن طريق قرون الاستشعار الموجودة في مقدمتها، والعيون المركّبة والمتطوّرة التي تشعر بالأشعة فوق البنفسجيّة، وغيرها الكثير من المميزات والخصائص.
- تناولت السورة الكثير من النعم التي تُحيط بحياة الإنسان في كافة سبل حياته، فيُنزِل الله تعالى من السماء ماءً تستغله النباتات في النمو، كما أنّ الإنسان يستفيد من الكواكب والنجوم في الهداية أثناء المسير.