-

التعريف بسورة التوبة

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

سورة التّوبة

تعتبر سورة التّوبة من السّور المدنيّة الّتي أنزلت على النّبي عليه الصّلاة والسّلام في المدنية المنوّرة وتحديداً بعد غزوة تبوك التي سمّيت بغزوة العسرة، وقد بلغ عدد آياتها مائة وتسعة وعشرين آية، فما هو سبب تسمية هذه السّورة بهذا الاسم، وما هي أسباب نزولها ؟ وما هي أبرز صفات المنافقين فيها ؟

سبب تسمية سورة التوبة بهذا الاسم

سمّيت سورة التّوبة بهذا الاسم لذكرها قصّة الذين تخلّفوا عن غزوة تبوك، ففي العام التّاسع للهجرة عزم النّبي عليه الصّلاة والسّلام على تجهيز جيش لقتال الرّوم، وقد استنفر لأجل ذلك المسلمون، فما تخلّف منهم أحد سوى ثلاثة من الرّجال وهم كعب بن مالك، ومرارة بن الرّبيع، وهلال بن أميّة.

عندما علم الرّسول عليه الصّلاة والسّلام والمسلمون بتخلّفهم عن المعركة قرّروا مقاطعتهم وعدم الحديث إليهم، وقد بقي حالهم كذلك حتّى أنزل الله تعالى توبتهم في قوله تعالى: (وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) { التوبة: 118 }.

أسباب نزول بعض آيات سورة التوبة

  • الآيات من (17-24) قد نزلت في جماعة من المشركين تفاخروا بأنّهم عمّار المسجد الحرام وخدّام الحجيج رفادةً وسقاية، بينما تفاخر المسلمون بالإيمان بالله تعالى والجهاد في سبيله، وقد نزلت الآيات الكريمة تؤكّد فضل المسلمين المؤمنين الّذين جاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله.
  • الآية (25 )، نزلت في غزوة حنين حينما أعجب المسلمون بكثرة عددهم، وقال قائلهم لن نغلب اليوم من قلّة، فامتنّ الله على عباده بأن أنزل السّكينة على قلوبهم وأيّدهم بجنودٍ لم يروها فانتصروا على عدوّهم من بعد الهزيمة.

بعض صفات المنافقين في سورة التّوبة

  • كثرة الحلف وكثرة تقديم الأعذار، فالمنافقون من صفاتهم الذّميمة أنّهم يحلفون كثيراً من أجل تبرير تخاذلهم عن الجهاد، ويقدّمون الأعذار دائماً لعلّ النّاس تصدّقهم في ذلك .
  • إحداث الشّقاق بين المسلمين والوقيعة بينهم، فالمنافقون يسعون دائماً لإحداث الشّقاق في صفوف المسلمين وبالتّالي لا يكون خروجهم إلاّ وبالاً وخبالاً على المسلمين في المعركة بجبنهم وتخاذلهم.
  • الفرح بما يصيب المسلمين من مصائب وهزائم، والحزن لما يصيبهم من نصرٍ أو تمكين، وهذا حال المنافقين في كلّ زمانٍ ومكان.
  • التّكاسل عن العبادات ومراءاة النّاس في الأقوال والأفعال، فالمنافقون يراؤون النّاس ولا يذكرون الله إلاّ قليلا، ولا يخرجون إلى الصّلاة إلاّ وهم كسالى، ولا ينفقون إلاّ وهم كارهون.