-

تعريف بفن القصة

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

فنُّ القصّة

القصَّة لُغةً: من قَصَّ الأثر، وتتبَّعه، وقصَّ الخبر بمعنى: أعلمه، أو أورده؛ فالقصَّة هي: الخبر الذي يتألَّف من أحداث يتتبَّعها القاصُّ بالألفاظ، والمعاني التي يتلقّاها الآخرون بالاستماع، أو بالقراءة، وتُعرَّف القصّة بأنَّها: سَردٌ أدبيّ مكتوب، أو شفويّ، مَبنيّ على حدث، أو مجموعة من الأحداث التي قد تكون واقعيّة، أو خياليّة، ويتخلّلها وصف قد يَطول، أو يَقصُر، وهي تتضمَّن شخصيّة، أو أكثر، قد تكون رئيسيّة، أو ثانويّة تُؤثِّر في الحدث، أو يُؤثِّر الحدث فيها، وقد تكون هذه الشخصيّات حيوانات، أو جمادات تتلبّس صفات إنسانيّة، وتكون هذه الأحداث ذات زمن، وبيئة محدّدَين، كما أنّها تحمل طابعاً ثقافيّاً، أو سياسيّاً، أو اجتماعيّاً؛ بحيث تُؤثِّر مجتمعة في القارئ، أو المُستمع، وقد عُرِفت القصّة في بداياتها كفنٍّ شعبيّ شفويّ، ومن أهمّ القصص العربيّة المشهورة: كليلة ودمنة، وألف ليلة وليلة، وسيرة عنترة، وغيرها.[1][2]

عناصر القصّة

تتضمَّن القصّة مجموعة من العناصر الأساسيّة التي لا تكتمل بدونها، وهي:[3]

  • الحادثة: أو ما يُسمَّى ب(الحبكة)، وهي: حدث، أو مجموعة من الأحداث التي تحدُث في القصّة، ويجب أن تكون مرتبطة معاً بطريقة منطقيّة، وتكون تابعة لبعضها ضمن إطار زمنيّ مُنسَّق.
  • السرد: ويُقصَد به: طريقة عرض الأحداث؛ أي الأسلوب الفنيّ، واللُّغويّ الذي يَستخدم فيه الكاتب مهاراته الكتابيّة، والألفاظ اللُّغويّة القويّة، والمناسبة؛ حتى يُنتج قصّة ثريّة، ومليئة بالحيويّة، والتشويق، ويندرج تحت السرد ثلاث طُرُق رئيسيّة، وهي:
  • البناء: لكلّ قصّة بناؤها الفنيّ الذي يُميّزها، وتتضمّن خاصّية البناء عِدَّة أنواع، ومنها:
  • الشخصيّات: وهم الشخوص الذين يأخذون أدواراً في أحداث القصّة؛ فتَعرِض القصّة مشاعرهم، وصفاتهم، وأدوارهم في القصّة، ويحدث تفاعُل بين الشخصيّات المختلفة حسب المواقف التي تسردها الأحداث، ويعيش القارئ مع الشخصيّات حال تطوُّرها، وانتقالها من حالة إلى أخرى، عِلماً بأنَّ بعض الشخصيّات تستمرُّ على حالها مُنذ بداية القصّة حتى نهايتها.
  • الزمان والمكان: عندما يختار الكاتب زماناً، أو مكاناً يسرد فيه أحداث القصّة، فإنّه لا بُدَّ له من مراعاة الأحوال، والعادات، والمبادئ السائدة فيهما.
  • الفكرة: لكلّ قصّة فكرة أساسيّة تخدمها الأحداث التي تحصل في سياقها، وقد تدور الفكرة حول حدث ما، أو شخصيّة مُعيّنة، أو غيرها.
  • الطريقة المُباشرة، أو الملحميّة: ويُقصَد بها: أن يسرد الكاتب الأحداث كأنَّه مُؤرّخ ينظر للأحداث عن بُعد، ويحكيها.
  • طريقة السرد الذاتيّ: وذلك بأن يتَّخذ الكاتب شخصيّة من شخصيّات القصّة؛ فتكون الأحداث مسرودة من خلاله.
  • طريقة الوثائق: حيث تتضمّن هذه الطريقة الحكايات، أو اليوميّات.
  • البناء الانتقائيّ: حيث لا تكون الأحداث بالضرورة مرتبطة معاً بصورة مُنظّمة، فالذي يُنظِّم القصّة هي الشخصيّة الأساسيّة لها؛ فتكون هي مركز القصّة التي تجمع الأحداث معاً، ومن الأمثلة على هذا النوع من البناء قِصص المُغامرات.
  • الصورة العضويّة: حيث تكون القصّة ذات أحداث كثيرة، ولكلّ حدث منها تصميم تفصيليّ واضح، وجميعها تخدم الحدث الرئيسيّ، أو الفكرة الرئيسيّة للقصّة.

أنواع القصّة

تندرج تحت مفهوم القصّة في الأدب العربيّ عِدَّة أنواع من القصص، لكلّ نوعٍ خصائصَ تجعل منه أدباً مُنفصلاً عن غيره، ومن أهمّ أنواع القصّة:[4]

  • القصّة القصيرة: تتّصف القصّة القصيرة بأنَّها صغيرة الحجم، وسهلة الفَهْم؛ فأحداثها تدور حول حدث واحد، وشخصيّة واحدة، أو عدد محدود من الشخصيّات، ومن خصائصها:
  • الرواية: تُعتبَر الرواية أطول أنواع القصص، وهي تُظهِر مهارة الكاتب في كتابة القصص، وتتّصف بمجموعة من الخصائص:
  • وحدة الانطباع: إذ يخرج القارئ منها بتأثير واحد؛ نظراً لتركيزها على حدث واحد، أو شخصيّة مُعيّنة.
  • وحدة الزمان والمكان: فأحداث القصّة تدور ضمن إطار زمنيّ، ومكانيّ محدود.
  • البناء الفنيّ الخاصّ: تحتوي القصّة القصيرة رغم صغرها على المكوِّنات الأساسيّة للقصّة، وهي: البداية، والحدث (العُقدة)، والنهاية.
  • الإيجاز: إذ تبتعد القصّة القصيرة عن التفاصيل الكثيرة، والإسهاب في الأحداث.
  • تعدُّد الأحداث: حيث تتضمّن الرواية مجموعة من الأحداث التي قد تشمل قضايا مُهمّة في مختلف المجالات، ممَّا يتطلّب من الكاتب أن يمتلك مهارة في سرد الأحداث بطريقة واضحة، ومقدرة على ربطها بطريقة منطقيّة، وأسلوب مُميَّز في نُموّ الأحداث.
  • الزمان والمكان: يظهر في الرواية تنوُّع في الأزمنة، والأماكن التي تجري فيها الأحداث؛ نظراً لتنوُّع هذه الأحداث.
  • تعدُّد الشخصيّات: تَضمُّ الرواية عدداً من الشخصيّات التي تُصنَّف إلى نوعَين: شخصيّات رئيسيّة تنمو مع أحداث الرواية، وتتبدَّل أحوالها، وشخصيّات ثانويّة تظهر أثناء أحداث مُعيّنة في الرواية، ثمّ تنتهي وظيفتها، وتختفي.
  • البناء الفنيّ للرواية: ويُقصَد به: مهارة الكاتب في سرد الرواية بطريقة فنيّة مُميّزة، وذلك من خلال انسيابيّة أحداث القصّة، وقُوَّة الشخصيّات التي تشملها الرواية، والتوقيت الصحيح لإظهار، أو إخفاء الشخصيّات في أحداث الرواية، وغيرها من المهارات الفنيّة التي تُضفي على الرواية جمالاً، ومُتعة.

ومن الفنون النثريّة المُرتبطة بالقصّة، والمُشابهة لها ما يُسمَّى ب(المسرحيّة)، حيث يُطلَق مُصطلح المسرحيّة على القصّة التي تتضمّن فكرة رئيسيّة؛ بحيث يُجسِّدها الكاتب بشخصيّات ذات أبعاد قادرة على نَقْل هذه الفكرة، وتُعَدُّ المسرحيّة فنّاً ظهر في بدايته عند اليونانيّين القُدماء، ونما في إيطاليا، ثمّ انتقل منها إلى بقيّة أجزاء أوروبا، ومن أنواع المسرحيّات ما يأتي:

  • المأساة، أو التراجيديا: ويتناول هذا النوع من المسرحيّات مواضيع ذات صِلة بالواقع، أو مواضيع أسطوريّة، وهي غالباً ما تكون مواضيع جادّة تُطرَح بطريقة دراميّة، وبلُغة بديعة، وتكون نهايات هذه القصص حزينة، أو فاجعة.
  • الملهاة، أو الكوميديا: وهي نوع من المسرحيّات التي تتناول مواضيع ناقدة للواقع، ومَساوِئه كما يراها الكاتب، والمُجتمع، وتتميَّز بسهولة ألفاظها، وطرحها بأسلوب هزليّ مُمتع، ومُضحك.

المراجع

  1. ↑ إبراهيم الطائي (2012)، بين القصة الأدبية والقصة الصحفية، العراق: الجامعة العراقية، صفحة 54،55. بتصرّف.
  2. ↑ د. ركان الصفدي (2011)، الفنّ القصصي في النثر العربيّ، سوريا: الهيئة العامة السورية للكتاب، صفحة 5،7،20. بتصرّف.
  3. ↑ د.عزّ الدين إسماعيل (2013)، الأدب وفنونه، مصر: دار الفكر العربيّ، صفحة 104-110. بتصرّف.
  4. ↑ جامعة أم القرى (2016)، مدخل لدراسة الأدب، صفحة 22-26. بتصرّف.