تعريف الأمة
تعريف الأمة
تعرف الأمة على أنها مجموعة من الناس الذين يرتبطون فيما بينهم بجامع مشترك أو عدة جوامع؛ كاللغة، والأصل المشترك، والدين، والتاريخ، وما إلى ذلك، كما ويرتبط هؤلاء الأفراد فيما بينهم بالمصالح المشتركة التي تجمع شملهم، وتجعلهم وكأنهم على قلب رجل واحد.
تُعتبر الأمة شخصاً معنويّاً حراً، وهي بذلك تختلف عن مجموعة المواطنين؛ ذلك أنّ الأمة عابرة للمكان والزمان، حيث تشمل الأموات والأحياء في الآن ذاته، ومن هنا فإن للأمة سموَّاً على مختلف التصنيفات الأخرى، كما أن لها قدسيتها في نفوس أبنائها، فهي جامعة غير مفرّقة، وهي التي تعطي لأبنائها شعوراً بالفخر بأن لهم ماضياً عريقاً، وظهر قوي يحميهم إذا ما نزلت بهم نوازل الدهر والأيام، وهذا لا ينتقص بأي حال من الأحوال من مكانة المواطنة، فأرض الوطن تجمع فوقها أشخاصاً من شتى أصقاع العالم، ومن مختلف الملل والديانات، وهي التي بصونها وحفظها يستتب الأمن، ويعم الخير بين الناس.
أهمية الانتماء إلى الأمة
تعرضنا سابقاً إلى ذكر أهميّة أن يشعر الفرد بانتمائه إلى أمة معينة، غير أنّ الأهمية الكبرى تكمن في أن الانتماء إلى الأمة يضيف إلى الإنسان أمراً مهماً يُعرف بالهوية، فهوية الإنسان مستمدة من أمته التي ينتمي إليها، ونمط تفكيره مرتبط بالعوامل الثقافية التي ساهمت في تولُّد الأمة.
ولما كانت الأمة هامة جداً للإنسان، فقد وجب عليه الإخلاص في الذود عنها والانتماء إليها، لا أن يكتفي برفع الشعارات الفارغة التي لا تجد لها تطبيقاً على أرض الواقع، والمطلوب من الإنسان العمل، وبذل الجهد، والتعلم، والتحلي بالأخلاق الفاضلة حتى يرتقي بأمته إلى مصاف الأمم المتقدمة.
الأمتان العربية والإسلامية والإشكاليات المفتعلة
لم يعرف التاريخ أبداً أي نوع من أنواع الفصل بين العروبة والإسلام، أو بين الانتماء إلى أي منهما دوناً عن الآخر، ذلك أنهما شيء واحد لا يفترقان، حتى لو لم يعتنق بعض العرب الديانة الإسلامية، فهم وبما أنهم عاشوا ولا يزالون يعيشون على أرض عربية وبين غالبية إسلامية فهم أبناء الثقافة الإسلامية.
العروبة هي موئل الإسلام، وهي نواة ازدهاره، والإسلام بدوره هو من تبنّى إيجابيات الثقافة العربيّة، ورسّخها، وحافظ عليها من الاندثار، فاختار الله تعالى الأمة العربيّة دوناً عن باقي الأمم واختصّها بأن حمَّلها أمانة الإسلام التي لا تعدلها أمانة، ولطالما كان العرب أوفياء لهذا الحمل الثقيل، ابتداءً من الرسول العربي الكريم -صلى الله عليه وسلم- إلى الصحابة، فالتابعين، فعلماء الدين، فالمجاهدين، فعامة الناس، ومن هنا فقد بات واضحاً أن الخصومة بينهما هي خصومة مفتعلة لا وجود لها إذا ما نزلنا إلى أرض الميدان ورأينا التآزر العجيب بينهما.