تعريف بيع السلم طب 21 الشاملة

تعريف بيع السلم طب 21 الشاملة

بيع السلم

بيَّن الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم وكذلك في سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- أحكام وقوانين المعاملات بين النَّاس؛ من أجل ضمان الحقوق لكلا طرفي العقد، ومن هذه المعاملات البيوع على اختلاف أنواعها، ومن المعلوم أن للبيع عدة أنواع، منها ما هو جائزٌ ومنها ما هو مُحرّم، ومنها ما جاء على خلاف الأصل الذي جاءت به البيوع إجمالاً إلّا أنّه جاء مُباحاً جائزاً كبيع السَّلم، وقد كان بيع السَّلَم معروفاً في المدينة المنورة قبل قدوم الرسول -صلى الله عليه وسلم- إليها؛ فكان أهل المدينة يُسلفون في الثِّمار مدة تصل إلى سنةٍ أو سنتين أو ثلاث، وعندما هاجر الرسول -صلى الله عليه وسلم- إليهم واستقرَّ بالمدينة أقرَّ بيع السَّلم؛ إلّا أنّه جعل له قوانين وشرائع خاصّةً يجب العمل بها لكي يُصبح البيع صحيحاً، وفيما يلي بيان ما يعني بيع السلم وما هي أركانه وشروطه.

تعريف بيع السَّلم

حُكم بيع السلم وصورته وحكمة مشروعيّته

حكم بيع السلم

جاءت مشروعية بيع السلم في القرآن الكريم والسنة النبوية، وقد أجمع الصحابة والتابعون والفقهاء على جواز التعامل ببيع السلم وفق كيفيّةٍ معيّنة،[4] أمّا دليل مشروعية السلم من القرآن الكريم، فهي في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ)،[5] وقد جاء ذكر بيع السلم في السنة النبوية صراحةً؛ حيث روى ابن عباس رضي الله عنهما، فقال: (قدِم النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينةَ وهم يُسلِفونَ بالتمرِ السَّنَتَينِ والثلاثَ، فقال: مَن أسلَف في شيءٍ ففي كَيلٍ معلومٍ، إلى أجلٍ معلومٍ)، وفي رواية: (فلْيُسلِفْ في كَيلٍ معلومٍ، إلى أجلٍ معلومٍ).[6]

حكمة مشروعية بيع السَّلم

جاءت إباحة بيع السَّلم في الإسلام تماشياً مع مصالح الناس، وتيسيراً لمعاملاتهم، وإثباتاً لحقوقهم، ودعماً اقتصاديّاً لإنتاجهم، فالمزارع الذي يضع ثروته وأمواله في أرضه وزرعه ربما يمُرّ عليه وقتٌ لا يجد ما يَستصلح به أرضه، أو يجعله يؤمِّن زرعها وبذارها وأجور الأيدي العاملة التي يستخدمها في تنميتها، وربما لا يجد من الناس من يُقرضه حتى يأتي موسم الحصاد ليدفع أجر ما أخذ، فجاء هذا البيع لتأمين النقد حالاً للمزارع حتى قبل تسليم الزرع لمن اشتراه، كما أنَّ المشتري ينتفع بأن يشتري السلع من التاجر والمزارع الذي يبيعه تلك السلع بأقلِّ من سعرها وقت حصادها لحاجته للنقد، فينتفع المزارع من النقد، وينتفع المُشتري بنقصان سعر السلعة عن مثيلاتها.[7]

أركان وشروط بيع السلم

أركان بيع السلم

يمتاز بيع السلم عن غيره من البيوع بأنّ له ركناً واحداً فقط هو صيغة العقد التي يجري بها عقد السَّلم، وبناءً على تلك الصيغة تتحدّد صحّة العقد من بُطلانِه وفساده، وقد اختلف الفقهاء في تفصيل وبيان اللفظ الذي تصحُّ به صيغة عقد السلم على قولين كما سيأتي بيانه تالياً:[7]

شروط بيع السلم

يُشترَط لصحّة عقد بيع السلم مجموعةٌ من الشروط التي تُشترَط في أيّ بيعٍ آخر، كما يُشترط له شروط أخرى خاصة اجتهد الفقهاء في اشتراطها بناءً على ما جاءت به النصوص، وفيما يلي بيان تلك الشروط:[7]

يُشترط لصحة بيع عقد السلم خمسة شروط، هي:

يُقصد بالمُسلَم فيه: المال العينيّ أو السلعة التي جرى العقد عليها على أن يُسلّمها البائع للمشتري في أجلٍ معين، ويُشترط في السلعة ما يلي:

المراجع

  1. ↑ محمد بن أحمد بن الأزهري الهروي، الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي، بيروت: دار الطلائع، صفحة 145. بتصرّف.
  2. ↑ "تعريف ومعنى السلم"، معجم المعاني الجامع، اطّلع عليه بتاريخ 31-5-2017. بتصرّف.
  3. ↑ محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني (1987)، الدراري المضية شرح الدرر البهية (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 268، جزء 2. بتصرّف.
  4. ^ أ ب فيصل بن عبد العزيز بن فيصل ابن حمد المبارك الحريملي النجدي (1992)، خلاصة الكلام شرح عمدة الأحكام، -: -، صفحة 251.
  5. ↑ سورة البقرة، آية: 282.
  6. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2240.
  7. ^ أ ب ت "بيع السلم"، إمام المسجد، اطّلع عليه بتاريخ 31-5-2017. بتصرّف.