تعريف الروح
الروح
الروح هي كلمة ذات طابعٍ فلسفي يختلف كثيرٌ من الباحثين والدارسين في تحديد تعريفٍ موحدٍ لها، أو تحديد ماهيّة الروح على صعيد الفلسفات والأديان المختلفة، لكن أجمع الكثيرون على أنها ذاتٌ قائمةٌ بنفسها ذات طبيعةٍ معنويّة غير محسوسة أو ملموسة، وعلى الرغم من هذا الإجماع بقي الأمر محلّ شك، أمّا البعض الآخر فإنّه يَعتبر الروح مادةً (أثيريّة أساسيّة)، وهي من الخصائص المعجزة الفريدة في جميع الكائنات الحيّة.[1]
إنّ الروح حسبما ذكرت الأديان والفلسفات المختلفة مخلوقة من جنسٍ لا يوجد له نظير في العالم المحسوس (الموجودات)، وإنّ هذه الروح هي أساس الوعي والشعور والإدراك، واستناداً للمعتقدات الدينيّة فإن الروح تختلف عن النفس، ويعتقد البعض بأنّ النفس هي عبارة عن جسد وروح مجتمعين، وهناك آخرون يرونَ أنه لا وجود للنفس من الأساس، ولكنهم يؤمنون بخلود الروح بعد موت الجسد.[1]
الاختلاف بين الفلسفات والأديان حول الروح
الجدل الدائر حول الروح لا ينتهي بين الفلسفات والديانات على اختلافها، وذلك بدءاً بتعريف الروح وماهيتها، مروراً بنشأتها ووظيفتها، انتهاءً إلى الدور الذي تقوم به خلال الحياة وبعد موت الجسد، حيث يعتقد بأن الروح مستقلةٌ استقلالاً تاماً عن الجسد، ولا يوجد لها أيُّ ظهورٍ حسيّ أو جسديٍ ملموس، ويستحيل رؤية رحيل الروح ومفارقتها للجسد في لحظة الموت؛ حيث يعرف الموت على أنه (مفارقة الروح للجسد)، ويرى آخرون أنَّ الروح تُغادر الجسد في حالتين هما النوم والموت؛ فعند النوم تقبض الروح مع بقاء الجسد حيّاً، أما في حالة الموت فتقبض الروح وتنتهي الحياة في الجسد.[2]
الروح بالعربيّة قريبة من كلمة ريح، الأمر الذي جعل العديد يعطيها معنى الذات اللطيفةِ كالهواء، والتي تسري في الجسد كسريان الماء في عروق الأشجار، والأمر الذي زاد من صحة هذا الاعتقاد لديهم هو أنّه يتم نفخ الروح في الجسد كالريح، لكنها لا تُعادل الريح بمفهومها.[2]
مفهوم الروح عند الفلاسفة
اعتبر أفلاطون بأن الروح هي الأساس لكينونة الإنسان، وهي المحرّك الأساسي له؛ حيث اعتبر بأن الروح تتكون من ثلاثة أجزاء هي النفس والعقل والرغبة، واعتقد بأن النفس هي المتطلبات الشعوريّة أو العاطفيّة، أما الرغبة فهي متطلبات الجسد، وضرب مثال العرب التي يقودها حصانان لتوضيح هذا المقصد، فالذي يُحرّك الحصانين من وجهة نظره هما قوتا النفس والرغبة، ووظيفة العقل هنا حفظ التوازن للعربة.[3]
أمّا أرسطو فقد اعتبر بأنّ الروح هي محور الوجود الأساسي، لكنه لم يعتبرها مستقلةً عن الجسد أو أنها شيئاً غير ملموس؛ حيث اعتبرها مرادفةً للكينونة، ولكنه لم يعتبرها كينونةً مستقلة تسكن الجسد، وعلى هذا الأساس فإن أرسطو قد أنكر خلود الروح. رينيه ديكارت حاول أن يثبت بأنّ الروح تقع في منطقة محددة في الدماغ، أمّا إيمانويل كانت فقد قال بأنّ مُحاولات الإنسان لمعرفة ماهية الروح وفهمها ينطلق من محاولة عقله الوصول لنظرةٍ شاملة حول طريقة التفكير، أي إنّ العقل الذي يُحاول الوصول لتفسير على أسسٍ عمليّة سيواجه العديد من التساؤلات حول الأمور غير الملموسة والمجهولة.[3]
المراجع
- ^ أ ب "الروح"، almaaref.org، اطّلع عليه بتاريخ 1-8-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب د. عدنان الظاهر (2-8-2010)، "الروحُ والنفْسُ والجسَدُ في الفلسفة والأديان"، www.alnoor.se، اطّلع عليه بتاريخ 1-8-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب "الروح عند الفلاسفة"، wherweare191.blogspot.com، اطّلع عليه بتاريخ 1-8-2018. بتصرّف.