-

تعريف عذاب القبر

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

تعريف عذاب القبر

يعتبر عذاب القبر من الأمور التي لا يدرك كيفيتها على الرغم من كونه حق ويجب الإيمان به، وقد ذهب بعض العلماء إلى أن هذا العذاب قد يقع على الروح، ويتأثر الجسد به، ولكن بدون معرفة مقدار هذا التأثير، كما شبهه بعض العلماء بالآلام التي يشعر بها النائم بسبب ما يعاينه من الأحلام والكوابيس المفزعة، وفي كل الأحوال فعذاب القبر عذاب ثابت لا يعرف ماهيته وكيفيته إلا الله، وإنما واجب المسلم أن يجتنب الأسباب التي توجبه.[1]

الأدلة على ثبوت عذاب القبر

قد تواترت الأحاديث النبوية الشريفة عن النبي عليه الصلاة والسلام في ثبوت عذاب القبر ونعيمه، وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية إلى القول بوجوب الاعتقاد والإيمان بعذاب القبر، وسؤال الملكين بسبب كثرة الأحاديث النبوية في إثبات عذاب القبر، ومن هذه الأحاديث قوله عليه الصلاة والسلام حينما مر على قبر رجلين يعذبان: (إنَّهما ليعذَّبانِ وما يعذَّبانِ في كبيرٍ، أمَّا أحدُهُما فَكانَ لا يستبرئُ من بولِهِ، وأمَّا الآخرُ فَكانَ يمشي بالنَّميمةِ).[2]كما جاء في الحديث الآخر قوله: (إنَّ هذه الأمةَ تُبتَلَى في قبورِها، فلولا أن لا تَدافَنوا لدعوتُ اللهَ أن يُسمِعَكم من عذابِ القبرِ الذي أسمعُ منه).[3]كما ثبت عن النبي الكريم أنه استعاذ من عذاب القبر في صلاته قبل التسليم منها.[4]

وقوع عذاب القبر على الروح والجسد معا

قد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية اتفاق علماء الأمة وسلفها الصالح على وقوع عذاب القبر على الروح والجسد أيضاً، فالروح عندما تفارق الجسد يحصل لها النعيم أو العذاب، وقد يقع ذلك على الروح منفردة، كما قد يقع على الروح والجسد عند اجتماعهما، ولا يشترط لإثبات وقوع عذاب القبر على الإنسان أن يسمعه الناس أو يشعروا به، ومثل العلماء على ذلك بحال النائم الذي يرى في منامه أحداثاً مؤلمة يتوجع منها ولا يشعر من حوله بها، وربما استيقظ النائم من منامه وشعر بآلام الضرب على جسده، وكذلك الحال مع النائم الذي يرى ما يفرحه في منامه ولا يشعر به أحد.[5]

المراجع

  1. ↑ الدكتور نوح علي سليمان (2012-8-6)، "عذاب القبر حق بالروح والجسد / فتوى رقم 2604"، الموقع الرسمي لدائرة الإفتاء الأردنية ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-25. بتصرّف.
  2. ↑ رواه الألباني ، في صحيح النسائي ، عن عبد الله بن عباس ، الصفحة أو الرقم: 2068، خلاصة حكم المحدث صحيح .
  3. ↑ رواه الألباني ، في صحيح الجامع ، عن زيد بن ثابث، الصفحة أو الرقم: 2262، خلاصة حكم المحدث صحيح .
  4. ↑ "عذاب القبر ثابت بالقرآن والسنة المتواترة"، إسلام ويب، 2005-1-25، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-25. بتصرّف.
  5. ↑ "عذاب القبر ونعيمه حق يقع على الروح والجسد معاً"، الإسلام سؤال وجواب ، 2001-12-2، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-25. بتصرّف.