-

تعريف كوكب الزهرة

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

كوكب الزهرة

كوكب الزّهرة (بالإنجليزيّة: Venus): هو الكوكب الثاني في ترتيب المسافة من الشمس، والسادس في النظام الشمسي من حيث الحجم والكتلة، وهو أقرب جرم سماوي إلى الأرض بعد القمر في النظام الشمسي. وعندما يكون ظاهراً في السماء فإنه يُعد من ألمع الكواكب في السماء وأجملها، لكن لا يمكن رؤيته بوضوح من كوكب الأرض إلا في الساعات الأولى من شروق الشمس أو غروبه؛ لأن مداره أقرب إلى الشمس من كوكب الأرض، وقد سُمّي كوكب الزهرة بتوأم الأرض؛ بسبب التشابه الكبير بينهما في الكتلة، والحجم، والكثافة، والمواقع النسبية في النظام الشمسي. كما أن كتلته تكوّنت في السديم الشمسي من نوع الكتل الصخرية نفسها المكوّنة للكواكب الصخرية.[1]

تتراوح المسافة بين كوكب الزهرة والشمس بين 42 مليون كيلومتر إلى 257 مليون كيلومتر، وذلك حسب موقع الزهرة في أثناء دورانه حول الشمس. أما قطر كوكب الزهرة فيبلغ 6051.8 كم، أي ما يقارب 95% من نصف قطر الأرض عند خط الاستواء، وتبلغ كتلته 81.5% من كتلة الأرض، كما أن كثافته في المتوسط تبلغ 5.24 غرامات لكل سنتيمتر مكعب، والتي تعد قيمة قريبة إلى حد كبير لكثافة سطح الأرض والتي تبلغ 5.52 غرامات لكل سنتيمتر مكعب. ويدور كوكب الزهرة حول الشمس دورة واحدة كل 224.7 يوماً من أيام الأرض، ليقطع مسافة تبلغ 108 مليون كيلومتر، أي ما يقارب 0.7 مرةً من مقدار مسافة دوران الأرض حول الشمس، ويختلف سلوك كوكب الزهرة في دورانه حول محوره عن باقي كواكب المجموعة الشمسية، حيث تدور الكواكب حول محورها في العادة باتجاه عكس عقارب الساعة عند النظر إليها من فوق أقطابها الشمالية، أما كوكب الزهرة فإنه يدور حول محوره مع عقارب الساعة، وهذا سبب شروق الشمس من المغرب وغروبها من المشرق على سطح الكوكب.[2]

بنية كوكب الزهرة

تتشابه بُنية كوكب الزهرة إلى حدٍّ كبير مع بُنية كوكب الأرض، حيث تتكوّن نواة الزهرة بشكل أساسي من الحديد ويبلغ نصف قطرها ما يقارب 3200 كيلومتر. كما أن بنية الكوكب تحتوي على طبقة الوشاح المتكونة من الصخور الساخنة واللدنة بسبب الحرارة الداخلية للكوكب. وسطح الكوكب عبارة عن قشرة رقيقة من الصخور التي تنتفخ وتتحرك نتيجةً للنشاط التكتوني في طبقة الوشاح، كما يحتوي سطح كوكب الزهرة على العديد من الجبال والوديان وفوهات البراكين، ويعد جبل (ماكسويل مونت) أعلى جبال كوكب الزهرة، حيث يبلغ ارتفاعه ما يقارب 20,000 قدم، ويحتوي سطح الكوكب أيضاً على منطقتين كبيرتين من المرتفعات هما: (عشتار تيرا) والتي تقارب مساحة أستراليا، (وأفروديت تيرا) الشبيهة بمساحة أمريكا الجنوبية، وتعد الفوهات البركانية على سطح الكوكب كبيرة نسبياً بحيث يتراوح نصف قطر أصغرها ما بين 1.5 و2 كيلومتر. ويحترق العديد من النيازك الصغيرة في الغلاف الجوي السميك لكوكب الزهرة، لذا لا تصل سطح الزهرة إلا النيازك الكبيرة التي تشكل الفوهات.[3]

الغلاف الجوي لكوكب الزهرة

يتكون الغلاف الجوي لكوكب الزهرة بشكل أساسي من غاز ثاني أكسيد الكربون بالإضافة إلى السحب التي تحتوي على قطرات من حامض الكبريتيك. ويحتوي الغلاف الجوي على طبقات ذات درجات حرارةٍ مختلفة، وأكثر هذه الطبقات قُرباً من درجة حرارة الأرض هي تلك الطبقة التي تبعد 30 ميلاً تقريباً عن السطح، ويؤدّي الغلاف الجوي الكثيف للكوكب إلى ارتفاع درجات الحرارة السطحية عن 470 درجةٍ مئويةٍ؛ بسبب احتباسه للحرارة القادمة من الشمس. ومع دوران كوكب الزهرة قُدُماً حول الشمس ودورانه بالاتجاه المعاكس حول محوره ببطء يحدث تدفق لكمياتٍ كبيرةٍ من الغيوم إلى الكوكب كل أربعة أيام أرضية، والتي تتحرك بسرعة تبلغ 360 كم في الساعة بمساعدة رياح الأعاصير، وتنخفض سرعتها تدريجياً مع الدخول في الغلاف الجوي للكوكب.[3]

الحياة على كوكب الزهرة

استخدم العلماء لدراسة المناخ القديم والحالي لكوكب الزهرة نموذجاً مشابهاً إلى حدٍّ كبير للنموذج المستخدم للتنبؤ بمستقبل تغير المناخ على كوكب الأرض، حيث توصلوا عبر العديد من الدراسات إلى أن كوكب الزهرة كان يوماً ما أبردَ بكثير، وصالحاً للحياة، لكن مع مرور الوقت أصبحت حرارته عالية جداً (ما يقارب 462 درجةً مئويةً). وغلافه الجوي سميكٌ ومظلمٌ ويحتوي على غاز النتروجين كما أنه مشبع بثاني أكسيد الكربون بكثافة تزيد 90 مرة على كثافته في الغلاف الجوي للأرض، كما أنه خالٍ من بخار الماء. ويرجح علماء الفلك أن كوكب الزهرة كان يمتلك محيطات ضحلة على سطحه قبل حوالي 715 مليون سنة، كما أن درجات الحرارة كانت تسمح للبشر بالعيش فيه، وتبين عن طريق استخدام النماذج الحاسوبية أن الدوران البطيء لكوكب الزهرة حول محوره قديماً أدّى إلى تعرّض جانبه النهاري للشمس لمدة شهرين تقريباً في كل مرة، مما أدّى إلى ارتفاع درجة حرارة السطح وتوليد الأمطار التي شكّلت طبقةً كثيفةً من الغيوم، وعملت هذه الغيوم على حجب أشعة الشمس من الوصول إلى سطح الكوكب، ونتيجة لذلك انخفضت درجات الحرارة لتصبح أقل من حرارة الأرض في وقتنا الحالي. لكن مع مرور الوقت أصبح كوكب الزهرة يقترب تدريجياً إلى الشمس مما عرّض سطحه لمقدار كبير من أشعة الشمس التي تسبّبت في تبخر محيطاته، وتكسرت جزيئات بخار الماء بسبب تعرضه الأشعة فوق البنفسجية، مما أدّى إلى سوء الظروف الجوية عليه وارتفاع درجة حرارته بشكل كبير بحيث يستحيل العيش على سطحه.[4]

المراجع

  1. ↑ "Venus PLANET", www.britannica.com, Retrieved 25-5-2018. Edited.
  2. ↑ "Basic astronomical data", www.britannica.com, Retrieved 25-5-2018. Edited.
  3. ^ أ ب "Venus ", www.solarsystem.nasa.gov, Retrieved 25-5-2018. Edited.
  4. ↑ "ناسا: الزهرة كان في يوم ما صالحا للحياة"، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-5-2018. بتصرّف.