تعريف الرؤية
التخطيط الاستراتيجي
يُعتبر التخطيط الاستراتيجي (بالإنجليزية: Strategic planning) رؤية مستقبلية تُطبَّق في المؤسسات والشركات، ويأخذ بالاعتبار التغيرات الداخلية والخارجية التي تحدث لها، كما أنه تخطيط لمدى بعيد يتم من خلاله تحديد القطاعات والشرائح المستهدفة وأسلوب المنافسة، ويراعي العلاقة والارتباط بين جميع جوانب المنظمة والأنشطة التي تحصل في داخلها، كما يدرس العلاقة بين المنظمة وبيئتها.[1]
ومن فوائد التخطيط الاستراتيجي أنّه تُحدَّد من خلاله الأهداف الاستراتيجية بعيدة المدى؛ والتي تنبثق عنها الخطط واستراتيجيات العمل، كما أنّه يتحكم بجميع القرارات ويجعل الموظفين يعملون لهدف واحد، ويزوّد المسؤولين بملامح للتفكير، كما ويساعد على الاستفادة من الموارد المتوفرة والمحافظة عليها، ويعطي الأعضاء فكرة عن التغيرات والتهديدات التي قد يواجهونها، ويساعد على تقدير الميزانيات، ويجعل المدراء مبدعين وقادرين على إطلاق مبادرات مختلفة، ويحتاج التخطيط الاستراتيجي إلى رسالة ورؤية واضحة ومحددة، وعادة ما يُبنى على مجموعة من القيم والأهداف، كما يحتاج إلى تحليل الوضع الراهن بحيث يتناسب مع السياسات المرسومة والخطط الأخرى.[1][2]
تعريف الرؤية
تُعرّف الرؤية لغة بحسب معجم المعاني الجامع على أنّها رؤية الأمور بشكل سليم، والإبصار بالعين والقلب، وهي أيضاً عبارة عن بيان تصدره المؤسسة لما تنوي أن تكون عليه في المستقبل، وتُوضع الرؤية من قبل الإدارة العليا للمساعدة على التخطيط والتوجيه، ويمكن القول إنّ مصطلح الرؤية يجيب عن كثير من الأسئلة مثل؛ ماذا تريد المؤسسة أن تصبح عليه؟ وإلى أين ستصل في مسيرتها؟ وتحدد الرؤية خططها المستقبلية في التنمية، حتى تصل إلى الصورة المثالية، وتشتمل الرؤية أيضاً بمفهومها على كثير من المعاني، كالتصورات والتوجهات، والطموحات، والآمال والافتراضات العقلية، وتعتبر أساس أي تطور تسعى المؤسسة لتحقيقه، من خلال تعاون أعضاء المؤسسة والتزام كل منهم بعمله، ويجب أن تتصف الرؤية بالوضوح، والبساطة والإيجاز.[3][4][4]
الفرق بين الرؤية والرسالة
توضح رسالة (بالإنجليزية: Mission) المؤسسة أهدافها والغاية من إنشائها وكيفية تحقيقها، وغالباً ما تكون آنية ولمدة قصيرة، وتتعلق بحيثيات العمل مثل ما يتعلق بالموظفين والزبائن والخدمات المقدمة وجودتها وآلية تسويقها، وغالباً ما تُشكل سبب وجود المؤسسة ويجب أن تكون واضحة بالنسبة للمساهمين (بالإنجليزية: Shareholder) والمستثمرين (بالإنجليزية: Investor) والداعمين وغيرهم من الذين تربطهم علاقة معها.[4]
تأتي الرؤية في أهميتها للمؤسسة بعد الرسالة، إذ تبين الرؤية (بالإنجليزية: Vision)؛ تطلعات المؤسسة والأفق الذي يُطمح لتحقيقه خلال تنمية إدارتها على المدى البعيد، وغالباً ما تتراوح هذه المدة الزمنية من 3 إلى 5 سنوات، كما أنّها لا تتغير مع مرور الوقت، ويحتاج بناؤها إلى استخدام المعطيات الموجودة على أرض الواقع، وتحويلها إلى سياسات وخطط عمل وبرامج، وتطويرها بما يتناسب والاحتياجات مع مراعاة إمكانية تنفيذها؛ إذ يجب ألا تكون مبالغاً فيها ويصعب تحقيقها، مما يصيب أفراد المؤسسة بالإحباط والشعور بالفشل، ويعتبر فهمها من قبل الموظفين دافعاً ومُلهماً لهم للإبداع وتحقيق التغيير؛ ويساعدهم على إدراك أثر عملهم اليومي وومساهمته في تحقيق الرؤية على المدى البعيد، وقد يتغير المدراء والمسؤولون في المؤسسة، ولكن يبقى التركيز على الرؤية التي بدأت بها المؤسسة وبذل لها أقصى الجهد لتحقيقها.[4][5][6][7]
أهمية الرؤية
تكمن أهمية الرؤية في أنّها خطوة مهمة من خطوات التخطيط الاستراتيجي، حيث تُعّد الدليل الذي يُسترشد به على تنفيذ الخطة بطريقة جيدة، كما أنها تعطي للعاملين فرصة ليتعرفوا على ما تتوقعه المؤسسة منهم، ويساهم ذلك في بذلهم قصارى جهدهم لتحقيقه، مما ينعكس إيجاباً على طاقاتهم وتوجيهها نحو تطوير المؤسسة وتقدمها، كما أنّها تأثر في الأساليب المستخدمة لإدارتها، وتساعد على تصويب اتخاذ القرارات.[4]
ويقوم استمرار أيّة مؤسسة ونجاحها على رؤيتها الهادفة والواضحة، وتعتبر بيانات الرؤية التي يتم نشرها مهمة لأنها تعطي إلهاماً للموظفين، ومن خلالها تستطيع الشركة أو المؤسسة أن توضح للعاملين فيها ما تأمل منهم تحقيقه في المستقبل، كما أنّها تعمل على جلب العملاء الذين يشاركونها التطلع ذاته، ويساعدها ذلك على تحقيق جميع أهدافها، ويصبح للرؤية الأثر البالغ إذا أُعطيت أهمية كبيرة وتم تنفيذها من قبل الموظفين على أكمل وجه.[4][8]
كيفية إعداد الرؤية
يجب أن يكون لكل شركة سواءً أكانت صغيرة أم كبيرة بيان للرؤية، ويُصمَّم هذا البيان بحيث يحدّد أهداف المؤسسة بشكل واضح ودقيق، ويعطي وصفاً كاملاً لتطلعاتها وتصوراتها على المدى البعيد، ومهما كانت الرؤية بسيطة إلّا أنّه يجب أن تحدد الأساسيات التي تعطي توجهات المؤسسة، والخطوة الأولى في إعداد وكتابة بيان الرؤية هو تحديد الفريق الذي سيقوم بصياغته، كما يجب تحديد النشاط أو مجموعة الأنشطة التي تقوم بها المؤسسة، ومن ثم تحديد الوظيفة أو الدور الذي سيقوم به كل شخص من فريق العمل، ويجب أن يكون بيان الرؤية مختصراً بجملة أو فقرة، وأن يبتعد عن كونه شعاراً جذاباً، كما يجب أن يتماشى مع قيم المؤسسة، ويعالج المشاكل التي تطمح المؤسسة حلها على المدى البعيد.[8]
وفيما يلي بعض النصائح المفيدة في إعداد بيان الرؤية:[8]
- استخدام صيغة المضارع.
- استخدام لغة واضحة ومختصرة في الوقت ذاته.
- الاشتمال على خمس إلى عشر سنوات مستقبلية في صياغة البيان.
- التركيز على النجاح والتحفيز في عبارته.
- توضيح النشاط التجاري الذي تريده المؤسسة.
- تحديد الوقت والموارد المتاحة.
المراجع
- ^ أ ب د. هيثم عبدالله ذيب، أصول التخطيط الاستراتيجي، صفحة 8-9. بتصرّف.
- ↑ د. هيثم عبد الله ذيب، أصول التخطيط الاستراتيجي، صفحة 17. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى رؤية في معجم المعاني الجامع "، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-11. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح احمد محمود الزنفلى، التخطيط الاستراتيجى للتعليم الجامعى، صفحة 99-101. بتصرّف.
- ↑ د. هيثم عبد الله ذيب، أصول التخطيط الاستراتيجي، صفحة 206. بتصرّف.
- ↑ "Difference Between Mission Statement and Vision Statement", www.keydifferences.com, Retrieved 2018-3-11. Edited.
- ↑ Jennell Evans (2010-4-24), "Vision and Mission"، www.psychologytoday.com, Retrieved 2018-3-11. Edited.
- ^ أ ب ت Paula Fernandes (2017-4-10), "What Is a Vision Statement?"، www.businessnewsdaily.com, Retrieved 2018-3-11. Edited.