الزكاة
فرض الله تعالى عدّة عباداتٍ على المسلمين، وألزمهم بتأديتها للفوز بنعيم الجنة يوم القيامة، ومن هذه العبادات: الزكاة، فالزكاة ركنٌ من أركان الإسلام الخمسة التي يقوم عليها إسلام العبد، وللزكاة أهميةً كبيرةً في حياة الفرد والمجتمع، ووضّح الله تعالى ورسوله الكريم شروطها التي لا بُدّ من أن تتحقّق لتأديتها.
تعريف الزكاة
- الزكاة لغةً: النماء والزيادة، والبركة، والطهارة، والصلاح، وسُمّيت بالزكاة لأنها تزيد من مال العبد وتنمّيه.
- الزكاة اصطلاحاً: مقدارٌ من المال يُخرج من مال العبد عند موافقته لشروط الزكاة، ويُعطى هذا المقدار من المال إلى فئاتٍ مخصوصةٍ. وذكِرت الزكاة في القرآن الكريم بلفظ الصدقة، فقال تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [التوبة:103]، وقال صلّى اللّه عليه وسلّم لمعاذ حين أرسله إلى اليمن: (أعْلِمْهُم أن اللّه افترض عليهم في أموالهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم) [سنن أبي داوود].
حكم وشروط الزكاة
الزكاة فرضٌ من فروض الإسلام، قال تعالى : (وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ) [النور:56]. ومن شروطها:
- الإِسلام: فغير المسلمين لا تجب عليهم الزكاة.
- الحُرِّية: لا بُدّ أن يكون العبد مالكاً لنفسه وحريّته، لذلك لا تجب الزكاة على العبد المملوك.
- تحقيق النِّصاب: النصاب هو مقدار معيّن من المال إذا وصلت إليه أموال العبد وجبت عليها الزكاة، فمثلاً لو كان نصاب المال النقديّ ألف دينار، فإنّ العبد الذي يملك ما يزيد عن ألف دينار زائداً عن حاجته، وحقق بقيّة شروط الزكاة؛ فعليه إخراج زكاة هذه الأموال بنسبةٍ معينةٍ ومحددةٍ شرعاً، وشروط هذا النصاب:
- مرور الحَوْل على المال: الحول هو السنة الهجرية الكاملة، حيث لا بُدّ أن تمرّ على المال سنةٌ هجريةٌ كاملةٌ وهو ملكٌ للعبد، وهذا الشرط يقع على الأموال النقديّة، وعُروض التجارة، والإبل، والبقر، والغنم، أما المزروعات، والثمار، والمعادن، والرِّكاز فلا يُشترط أن يحول عليها الحَوْل.
- عدم حاجة العبد لما زاد عن النصاب من المال: وذلك لأنّ الزكاة فُرِضت للتخفيف عن الفقراء ومواساةً لهم، فصاحب المال أولى أن يكون كافياً حاجاته.
- امتلاك المال بشكلٍ كاملٍ: الزكاة تجب في مال العبد الخاصّ، وليس الذي يشاركه فيه شخصٌ آخر.
أهمية الزكاة
- تطهير نفوس الفقراء من الحقد، والغل، والحسد تجاه إخوانهم الأغنياء، وتطهير نفس الأغنياء من البخل وحبّ المال.
- إعادة توزيع رؤوس الأموال بين فئات المجتمع، ممّا يؤدّي إلى تحقيق الاكتفاء.
- نيل رحمة الله تعالى، وتكفير الخطايا التي قد يقع فيها العبد.