-

العالم ديمقريطس

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

ديمقريطس

ديمقريطس أو كما يُطلق عليه اسم ديمقراط هو فيلسوف يوناني يلقب بالفيلسوف الضاحك، ولد في منطقة أبديرة عام 460ق.م، وتوفي عام 370ق.م، يعتبر من أهم الفلاسفة المؤثرين في العهد الذي سبق سقراط، حيث كان تلميذاً للفيلسوف ليوكيبوس الذي صاغ النظرية الذرية للكون، كما أنه ورث عن والده أموالاً كثيرة، واستنفذ أغلب أمواله في الرحلات، حيث زار مصر، وتعلم علوم الرياضيات من علمائها، ثم توجه إلى بلاد فارس ثم الهند، وحاور الفلاسفة في الهند، ثم رجع إلى أثينا، وتعرّف على العالم سقراط .

الفكرة الذرية عند ديمقريطس

الذرة لدى ديمقريطس هي وحدة متجانسة غير ملموسة متناهية الصغر، وغير متناهية العدد، ويرى أنّ الذرة جزء من المادة لا يتجزأ، وهي متحركة وأزلية بذاتها، كما أنّ الذرات تتشابه وفق طبيعة المادة، ولا تقبل القسمة، إلا أنها تختلف من حيث الترتيب والشكل والوضع، ومن مقولاته المشهورة حول الذرة: (إنّ الذرات في الأساس جسيمات صغيرة، وليست لها نوعية معينة، أما الفراغ، فهو المكان الذي تتحرّك فيه منذ الأزل، وهي في حركتها إما أن تتشابك بشكل ما أو تتصادم بحيث يدفع بعضها بعضاً ثم تتلاشى من جديد.)

يفسر ديمقريطس عملية الكون والفساد وفقاً لنظريته الذرية حسب وصفه كأحد فلاسفة الطبيعة الذين حاولوا أن يرجعو تكوين الكون إلى مبدأ واحد أو جوهر واحد، حيث يرى أنه عندما تتحد الذرات ينشأ الكون، وعندما تتفرّق يفسد ويزول، فالأشياء تتكوّن من ذرات تتحرك بشكل تلقائي، ويرى أنّ اختلافها يعود إلى اختلاف مقدار الذرات التي تدخل فيها، بالإضافة إلى طريقة الترتيب والشكل، ثم تكتسب كيفيتها من اللون والحرارة والرائحة، ومن هنا تتكوّن الأشياء نتيجة التصادم بين الذرات المتحركة في الخلاء الكوني اللانهائي، فتتباعد وتتنافر نتيجة اختلافها، أو تتجاذب وتتكون نتيجة تماثلها.

المعرفة عند ديمقريطس

تعتبر الحواس مصدر المعرفة لدى ديمقريطس، حيث يفسر العملية الإدراكية الحسية بأنّها الإحساس الناتج عن حركة الذرات في الهواء وتأثيرها في أعضاء الحس المتفاعلة بها، حيث يرى أن الهواء المحيط يدفع الذرات من الجسم إلى الخارج، ومن الخارج إلى الداخل مع التنفس، كما تخرج من الأجسام أبخرة تحتفظ بخصائص الجسم وصورته، وتطبع الهواء، وتنتقل إلى مسام الحواس المدركة، أي أنّ الهواء يحمل هذه الصور التي تصطدم بالحواس فتدركها، وقال بأن المعرفة الحسية صادقة كونها واقعية ومادية، ولكن بشكل نسبي؛ لأنها معرفة تختلف من فرد لآخر بسبب اختلاف انطباعات الأفراد الحسية عن الأشياء.

ترتكز الأخلاق لدى ديمقريطس على العقل، كونه أداة تحقق السعادة البشرية، فالعقل هو جوهر النبل في البشر، ويكوّن عندهم قوة اعتدال المزاج التي تحقق لهم الحياة المطمئنة والمتحررة من الخوف والخرافات، والمفعمة بالبهجة والسرور والتفاؤل الذي يقوم على ميل سلوك الفرد نحو الخير بإرادته.