-

وصف مدينة ساحلية تونسية

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

تونُس

تعدّ تونس إحدى الدول العربيّة الإفريقيّة الواقعة في الشمال منها، كما تصنّفُ كدولة ساحليّة تقع على سواحل البحر الأبيض المتوسّط؛ حيث يحدّها من الجهتين الشماليّة والشرقية، ويحيط بها من الجهة الجنوبية ليبيا والصحراء، ومن الغربيّة الجزائر، وتقدّر مساحتها الكليّة بحوالي مئة وأربعة وستين ألف كم²، ويوجدُ فيها العديد من المدن المهمّة، تحديداً الساحلية منها، وسوف نتناول فيما يلي وصفاً لإحدى مدنها السياحيّة، وهي مدينة سوسة.

مدينة سوسة الساحليّة

الموقع

تقع في الجهة الساحليّة الوسطى الشرقيّة من البلاد، وتبعد عن العاصمة تونس حوالي مئة وأربعين كيلومتراً، إلى الجنوب منها، ومن الشرق إليها تقع محافظة القيروان على بعد خمسين كيلومتراً، وإلى الغرب المنستير على بعد عشرين كيلومتراً، أمّا إلى الشمال منها فتأتي صفاقس على بعد مئة وعشرين كيلومتراً.

تعتبرُ سوسة المركز الرئيسيّ للساحل التونسيّ؛ لذلك يسمّيها البعض بجوهرة الساحل، تمتازُ بسواحلها الرمليّة وهي من أكثر السواحل الملائمة لممارسة الأنشطة التجاريّة البحريّة مثل صيد الأسماك، إضافةً للأنشطة السياحيّة، أمّا تضاريسها فمؤلفةً من الربى منخفضة الارتفاع، والسهول والأراضي المناسبة للزراعة، وتربية الحيوانات كالماعز، والأغنام، والأبقار، والدواجن.

المناخ والسكان

المناخ فيها معتدل ومتوسّط، وتتراوح كميّة الأمطار الهاطلة فيها ما بين مئتين وخمسين إلى أربعمئة مليمتر كلّ سنة، وهو المناخ الأنسب لزراعة الزياتين، أمّا السكان فيها فيشكلون شبكة عمرانيّة كثيفة يوجد بينها مسافات تقدّر بحوالي خمسة كيلومترات، وأكبر المدن التي تحيط بها من حيث عدد السكان هي المعتمديّة، ثمّ المنستير، ثمّ المهدية، إضافةً لمدن ومراكز أخرى كحمام سوسة، والقلعتين الكبرى والصغرى.

التاريخ

تأسّست على يدّ الفينيقيّين في الألفية الأولى لما قبل الميلاد في العام 1101، وكان اسمها في البداية هدروماتوم، وهو الذي عرفت به قديماً، وجوستينا نسبةً للأمبراطور الأول الذي احتلّها، ثمّ سمّيت بسوسة والذي يعني المحروسة، وهو الاسم الذي أطلقه عليها المسلمون، والدراسات تقول بأنّه أمازيغيّ؛ والتفسير هو أنّ الكثير من المناطق الواقعة في الجهة الشماليّة من أفريقيا لها الاسم نفسه، مثل سوسة في ليبيا، وسوسة المغربيّة، والجدير بذكره أنّ سوسة متميّزة منذ عصورٍ قديمة.

ما زالت سوسة تحتل هذه المكانة حتى وقتنا الحاضر؛ نتيجة أهميتها الإداريّة، والصناعيّة، والتجاريّة، والسياحيّة، والثقافية على جميع الأصعدة الداخلية والخارجية. وقد خرج منها كثيرٌ من الشخصيّات المهمة كأبي جعفر، وحسن أحمد خرباش، وصاحب كتاب أحكام السوق ابن عمر يحيى بن عمر بن يوسُف.