وصف مدينة الدار البيضاء
مدينة الدار البيضاء
وهي مدينة عربيّة إسلاميّة تقع في المملكة المغربيّة، وتُمثِّل العاصمة الاقتصاديّة لها، علماً بأنّها تُعتبَر المدينة الأفريقيّة الثالثة من حيث عدد السكّان، وقد عُرِفت المدينة تاريخيّاً بالعديد من الأسماء، ومنها: آنفا، وكازا برانكا (بالإنجليزيّة: Casa Branca)، وهو اسم أطلقه البُرتغاليّون عليها في القرن السادس عشر، كما أطلق عليها الإسبان اسم (كازا بلانكا) (بالإنجليزيّة: Casa Blanca)، وأطلق عليها المغاربة القُدماء اسم (كازا).[1]
الموقع الجغرافيّ لمدينة الدار البيضاء
تقع مدينة الدار البيضاء على ساحل المُحيط الأطلسيّ، وتحديداً في المنطقة الشاوية السُّفلى، وهي تَبعُد عن مركز العاصمة مدينة الرباط ما يُقارب 95كم، وتحدُّها من الجهة الشماليّة مدينة القنيطرة، ومن الجهة الجنوبيّة مدينة الجرف،[1] وقد ساعد الموقع المُتميِّز للمدينة على تحقيق النُّموّ الصناعيّ الكبير لها، وتَركُّز مُعظم صناعات البلاد فيها، بالإضافة إلى اكتساب مكانة مُهمّة بين الدُّول المغربيّة، والعربيّة في قِطاعات التجارة، والخدمات، والنقل؛ ويعود الفضل في ذلك إلى قُرب المدينة من مناجم الفوسفات الكبيرة، والمناطق الزراعيّة، كما أنَّ الموقع الجغرافيّ للمدينة يتميَّز بكونه ميناءً مُهمّاً للصَّيْد، كما أنّ القُوَّات الحربيّة الأمريكيّة اتّخذته؛ ليكون قاعدة عسكريّة لها خلال الحرب العالَميّة الثانية.[2]
مناخ مدينة الدار البيضاء
يسود في مدينة الدار البيضاء المناخ المُعتدل عموماً؛ وذلك بسبب الموقع الجغرافيّ لها، والمُطِلّ على الساحل، بالإضافة إلى الظروف الجوِّية التي تخلقُها البيئة البحريّة،[1] ويسود في فصل الشتاء الطقس البارد نسبيّاً؛ حيث يبلغ مُتوسّط درجة الحرارة خلال شهر كانون الثاني/يناير نحو 12,2 درجة مئويّة، وتسود الأجواء المُعتدلة خلال فصل الصيف؛ حيث يبلغ مُتوسّط درجة الحرارة خلال شهر تموز/يوليو نحو 22,2 درجة مئويّة، ويبلغ مُعدَّل سُقوط الأمطار خلال فصل الشتاء ما يُقارب 404ملم؛ ويعود السبب في هذا الهطول الكبير إلى الرياح القادمة إلى البلاد من خليج المكسيك، والمُحيط الأطلسيّ.[2]
سُكّان مدينة الدار البيضاء
تطوَّر عدد سُكّان مدينة الدار البيضاء تطوُّراً كبيراً مُنذ بداية نشأتها إلى الوقت الحاليّ؛ ففي عام 1911م تمثَّلت الدار البيضاء بقرية صغيرة تضمُّ ما يُقارب 20,000 نسمة، وارتفع عدد السكّان بشكلٍ كبير بالتزامُن مع الهجرة الداخليّة للسكّان من المناطق الريفيّة إلى الحَضَريّة؛ حيث وصل عدد السكّان بحُلول منتصف القرن العشرين إلى ما يُقارب 682,000 نسمة، وتُشير تقديرات عام 1975م إلى أنَّ عدد سكّان المدينة قد ارتفع ليصل إلى نحو 1,808,000 نسمة، واستمرَّ النُّموّ الكبير في عدد السكّان؛ حيث وصل بحُلول عام 1982م إلى حوالي 2,136,000 نسمة؛ أي ما يُعادل 2.06% من إجماليّ عدد سُكّان المغرب، وبمُعدَّل نُموٍّ وصل إلى نحو 6.7% مُقارنة بعام 1950م، واحتلَّت الدار البيضاء بذلك المرتبة السادسة في ترتيب الدُّول الإسلاميّة من حيث سُرعة النُّموّ السكّاني خلال القرن العشرين،[2] وفي عام 2018م تمّ إجراء دراسة إحصائيّة، وتبيَّن أنَّ عدد سُكّان المدينة قد ارتفع ليصل إلى نحو 3,144,909 نسمة،[3] وهي بذلك تضمُّ ما يُقارب 12% من إجماليّ عدد سُكّان المغرب.[1]
التخطيط العمرانيّ لمدينة الدار البيضاء
ينقسم الطابع العمرانيّ لمدينة الدار البيضاء إلى قسمَين رئيسيَّين، وهما: الطابع الحديث، وتُمثِّله المدينة الحديثة بمبانيها العالية، والمَحالّ التجاريّة الفخمة، والمساكن الكبيرة، والتجمُّعات المُنظَّمة من الشقق الحديثة، حيث تمّ إنشاء هذه المنطقة خلال عشرينيّات القرن الماضي؛ بهدف تأمين السكن للمُواطنين الجُدُد، والقسم الآخر هو الطابع القديم، وتُمثِّله المدينة القديمة بأحيائها الصغيرة، والمُزدحمة، علماً بأنّ مُعظم سُكّان المدينة الذين يُعانون من الفقر يقطنون في أكواخ صغيرة مَبنيّة من القصدير، أو الصفيح، وهي تُوجَد على حُدود المدينة، وأطرافها، وقد جذبت هذه البيئة عدداً كبيراً من السكّان الفُقراء من مُختلف المُدُن المغربيّة؛ حيث ازدادت أعدادهم بشكلٍ مُطَّرد، ممّا أوجدَ العديد من المشاكل البيئيّة، والاجتماعيّة؛ بسبب قِلَّة النظافة، وانعدام المَرافِق العامّة، وانتشار الجريمة، والعُنف، وزيادة نِسبة البطالة؛ نتيجة قِلَّة المهارة، والخبرة، والتخصُّص لدى سُكّان هذه المناطق.[2]
المعالِم البارزة في مدينة الدار البيضاء
تضمُّ مدينة الدار البيضاء العديد من المعالِم الدينيّة، والأثريّة التي تُعتبَر مركزاً مهمّاً للجَذب السياحيّ من داخل المدينة، وخارجها، ومن أهمّ هذه المعالِم:[4]
- مسجد الحسن الثاني: وهو ثالث أكبر المساجد في العالَم (بعد الحرمَين)، حيث تمّ إنشاؤه بأَمر من الملك الحسن الثاني، ويتألَّف هذا المسجد بمساحته الكبيرة من قاعة ضخمة مُستطيلة الشكل مُخصَّصة للصلاة، وتتَّسِع هذه القاعة لنَحو 20,000 مُصَلٍّ تحت سَقفها المَكسُوِّ بالقرميد ذي اللون الزمرُّدي، وحوالي 80,000 مُصَلٍّ خارجها، وتشتمل القاعة على 78 عاموداً مُزخرَفاً بالرخام، والجرانيت، والعقيق اليمانيّ، وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ المسجد يضمُّ مكتبة تحتوي على عدد كبير من الكُتُب العِلميّة، والثقافيّة، ومدرسة لتعليم الطلّاب، ومتحفاً وطنيّاً يضمُّ العديد من التُّحف الفنِّية، والأثريّة، بالإضافة إلى قاعات مُخصَّصة؛ لعَقْد المُؤتمرات، والندوات.
- المدينة القديمة: وهي المنطقة الأقدم في المدينة، وتقع على مسافة قليلة من ميناء المدينة، وتتميَّز مباني هذه المدينة بطابع عربيّ إسلاميّ مُدهش، بالإضافة إلى طابع الدولة المُستعمِرة، وتشتمل المدينة اليوم على العديد من المَحالّ التجاريّة الصغيرة، والمُوزَّعة على أطراف الشوارع الضيِّقة.
- حيُّ الحبوس: ويقع إلى جنوب شرق المدينة القديمة، حيث تمّ إنشاؤه في القرن العشرين، وهو يُمثِّل تُحفة فنِّية تجذب الأنظار، وتُبهر أبنيته كُلَّ من يراها؛ إذ يضمُّ هذا الحيُّ العديد من الأبنية المُزخرفة التي تتخلَّلها الممرَّات المرصوفة بالحجر، والشوارع الضيِّقة، والساحات الصغيرة، وهو اليوم يضمُّ عِدَّة أسواق، ومَحالّ تجاريّة مُتخصِّصة في بَيْع الحِرَف اليدويّة.
- مبنى المحكمة: وهو مَبنى يتميَّز بطابع عربيّ أندلُسيّ، وقد تمّ بناؤه في عام 1952م؛ ليكون مَقرّاً لجلسات المحكمة، والحفلات التي تُقام عند استقبال الباشا، علماً بأنّه يُمثِّل في الوقت الحاليّ المَقرَّ الرسميّ لولاية المشور.
- كورنيش عين الذياب: ويُمثِّل واجهة بحريّة للمدينة، ووجهة للاستجمام، والترفيه؛ حيث يضمُّ العديد من المطاعم، والفنادق، والمسابح.[1]
- شارع مُحمَّد الخامس: وهو من أهمّ شوارع المدينة، وأكثرها حيويّة، حيث تتنوَّع المباني على أطرافه بين المباني المُعاصِرة، والتقليديّة.[1]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح "الدار البيضاء"، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-11-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث دائرة المعارف العالمية، باحثون عرب، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 217-219، جزء العاشر. بتصرّف.
- ↑ "Morocco Population 2018", worldpopulationreview.com, Retrieved 7-12-2018. Edited.
- ↑ -، الدار البيضاء في المغرب، صفحة 7،8،10. بتصرّف.