وصف مدينة مكة المكرمة
مكَّة المُكرَّمة
هي مدينة عربيّة إسلاميّة تقع في المملكة العربية السعودية، وتمثِّل واحدة من أهمِّ مُدُن العالَم الإسلاميّ؛ فهي تحظى بمكانة دينيّة عظيمة، حيث تضمُّ أهمّ المُقدَّسات الإسلاميّة التي يقصدها ملايين المُسلمين؛ من حُجَّاج، ومُعتمرين، وزوَّار من مُختلف بقاع الأرض كلّ عام، كما أنَّها تُعتبَر مَسقط رأس سيِّد الخلق مُحمَّد -صلّى الله عليه وسلّم-، ومبعثه، وفيها نزل الوحي الأمين، ومن أرضها تمكَّن المُسلمون الأوائل من مواجهة الشرك، وعبادة الأصنام، والضلال، وتحقَّق النصر لهم بوَعْد من الله -تعالى-، وقد ورد في القرآن الكريم العديد من الأسماء لمكَّة، ومنها: بكَّة، والحرم الآمن، والبلد الأمين، والبلد الآمن، وأُمّ القُرى.[1]
السكّان
بلغ عدد سُكّان مدينة مكَّة وِفق إحصائيّات عام 1991م ما يُقارب 850,000 نسمة، وهي بذلك تحتلُّ المرتبة الثالثة في ترتيب مُدُن المملكة العربيّة السعوديّة من حيث عدد السكّان، عِلماً بأنَّ الغالبيّة العُظمى من السكّان هم من السعوديّين؛ حيث تبلغ نسبتهم حوالي 73% من إجماليّ سُكّان المدينة،[1] وفي عام 2018م تمّ إجراء دراسة إحصائيّة على السكّان، وتبيَّن أنَّ عدد سُكّان المدينة قد ارتفع ليصل إلى حوالي 1,967,094 نسمة،[2] جُلّهم من أتباع الديانة الإسلاميّة، وهذا العدد مُرشَّح للتضاعُف كلَّ عام مع قدوم الملايين من المُسلمين من مُختلف أرجاء العالَم؛ لأداء فريضة الحج، والعُمرة،[3]. ويتَّصِف سُكّان مكَّة المكرَّمة بصفات، وأخلاق حميدة ورثوها من سلفهم الصالح، كما ورثوا منهم أيضاً الأعمال الفاضلة المُتمثِّلة في سدانة الكعبة المُشرَّفة، وحماية البيت الحرام، وقد حَظي سُكّان المدينة باكتساب المعارف، والعُلوم، واللُّغات، والخبرات؛ وذلك بسبب اختلاطهم بالشعوب الأخرى، حيث تمكَّنوا من مُمارسة مختلف الأنشطة الصناعيّة، والتجاريّة.[1]
الموقع الجغرافيّ والمناخ
تقع مدينة مكَّة المكرَّمة في الجزء الغربيّ من المملكة العربيّة السعوديّة، وتحديداً في منطقة تُمثِّل وادياً من أودية جبال السراة، وهي تبعُد عن مدينة جدَّة حوالي 75كم نحو الغرب، كما تبعُد عن مدينة الطائف حوالي 80كم نحو الجنوب الشرقيّ، علماً بأنّ المدينة المُنوَّرة تحدُّها من الجانب الشماليّ، وتبلغ المساحة العمرانيّة الإجماليّة للمدينة حوالي 6,500 هكتار، أمّا ارتفاع مكَّة عن مستوى سطح البحر فهو يبلغ نحو 300م، وبالنظر إلى الموقع الفلكيّ، فإنَّ مدينة مكَّة المكرَّمة تقع بين خطَّي طول 8 َ 39°-3َ7 54° شرقاً، وبين خطَّي عرض 2 َ 22°-2َ1 28° شمالاً،[1] ويلعب هذا الموقع للمدينة دوراً مهمّاً في مناخها؛ حيث تسود الأجواء الحارَّة، والجافّة خلال فصل الصيف، وتتراوح درجات الحرارة ما بين 35-40 درجة مئويّة، كما يسود الطقس الدافئ خلال فصل الشتاء، بحيث تتراوح درجات الحرارة ما بين 18-30 درجة مئويّة.[4]
ويحظى الموقع الجغرافيّ لمكَّة بمكانة دينيّة، ومكانيّة، واقتصاديّة مهمّة؛ فمن الناحية الدينيّة تُعتبَر مكَّة بوابّة الحرمَين الشريفَين؛ حيث يقصدها سنويّاً ما يُقارب 7 ملايين حاجّ، ومُعتمِر، ومن الناحية المكانيّة تُمثِّل مكَّة المكرَّمة البوّابة الغربيّة للمملكة، ومحوراً مُهمّاً للنقل البرِّي، كما أنّها تُعتبَر منطقة ربط مع مختلف مناطق المملكة، مثل: الباحة، وعسير، والمدينة المُنوَّرة في الشمال، أمّا من الناحية الاقتصاديّة، فهي تضمُّ العديد من المراكز العمرانيّة، والتجاريّة، والأنشطة الاقتصاديّة المختلفة.[5]
التضاريس والمظاهر الطبيعيّة
تُعَدُّ الكُتَل الجبليّة الضخمة التضاريسَ السائدة في مدينة مكَّة المكرَّمة، علماً بأنّها تضمُّ العديد من الأودية، والشِّعاب، وفيما يأتي أهمّ هذه الجبال، والأودية:[4]
- جبل أبي قبيس: هو أحد الأخشبَين، وهو من أقرب الجبال إلى الكعبة؛ حيث يقع إلى الشرق من المسجد الحرام، ويُطلُّ مُباشرة على الصفا، ويصل ارتفاع هذا الجبل إلى نحو 420م عن مستوى سطح البحر، ويُعتبَر من الجبال التي كانت مأهولة، ومُكتظَّة بالسكّان.
- جبل قيقعان: وهو الأخشَب الآخر، ويتكوَّن من مجموعة قِمَم جبليّة تمتدُّ إلى الشمال، والشمال الغربيّ من المسجد الحرام، ويُطلُّ هذا الجبل على العديد من أحياء المدينة؛ فمن الناحية الشرقيّة يُطلُّ مباشرة على حيِّ السليمانيّة، وحيِّ الشاميّة، وحيِّ النقا، ومن الناحية الغربيّة فإنَّه يطلُّ على حيِّ العتيبيّة، وحيِّ حارة الباب، وحيِّ جرول.
- جبل الخندمة: ويقع إلى الجهة الشرقيّة، والجنوب شرقيّة من المسجد الحرام، ويبلغ ارتفاعه ما يُقارب 587م، وهو يتَّصل بجبل أبي قبيس، وجبل ثور من الجنوب.
- جبل ثبير: وهو يقع على بُعد 4كم إلى الشرق من المسجد الحرام، ويبلغ ارتفاعه ما يُقارب 883م، وهو الجبل الذي أنزل الله -تعالى- فيه كبش الفداء على إبراهيم -عليه السلام- لابنه إسماعيل -عليه السلام-، وهو أيضاً الجبل الذي يضمُّ غار المُرسلات الذي نزلت فيه سورة المُرسلات.
- جبل النور (غار حراء): وهو يقع في الشمال الشرقيّ من المسجد الحرام، وهو الجبل الذي كان يخلو النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فيه بنفسه، ويضمُّ في أعلاه الغار المعروف باسم (غار حراء) الذي شهد نزول الوحي على النبيّ لأوَّل مرَّة.
- جبل عمر: وهو يقع إلى الجنوب الغربيّ من المسجد الحرام، ويبلغ ارتفاعه نحو 394م، ويُعتبَر من الجبال المأهولة بالسكّان.
- جبل ثور: وهو يقع على طريق عرفة، ويبلغ ارتفاعه نحو 759م، وقد عُرِف بهذا الاسم؛ نسبة إلى (ثور بن عبد مناف)، ويُوجَد في الجبل الغار الشهير الذي لجأ إليه النبيّ، وصاحبه أبو بكر الصدِّيق؛ هرباً من الكُفّار.
- وادي إبراهيم: وهو وادٍ يمتدُّ من الشمال الشرقيّ إلى الجنوب الغربيّ من المدينة، بمساحة حوض تبلغ نحو 37.5كم²، وهو بذلك يُعتبَر الوادي الرئيسيّ للمدينة، ويضمُّ العديد من الأحياء السكنيّة القديمة.
- وادي الزاهر (وادي فخ): وهو ثاني الأودية الرئيسيّة في المدينة، ويُعرَف بعِدَّة أسماء، ومنها: الزاهر، وخريق العشر، وأمّ الجود، وبلدحا.
- وادي محسر: وهو ثالث الأودية الرئيسيّة، ويمتدُّ من منطقة المعيصم مُتَّجهاً إلى الناحية الجنوبيّة، وهو الوادي الذي يفصل بين منى، والمُزدلفة.
المراجع
- ^ أ ب ت ث دائرة المعارف العالمية، باحثون عرب، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية )، السعودية : مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 594-596، جزء الثالث والعشرون. بتصرّف.
- ↑ "Mecca Population 2018", worldpopulationreview.com, Retrieved 7-12-2018. Edited.
- ↑ "مكة المكرمة"، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-11-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب إيمان بنت إبراهيم بن أحمد كيفي، الحياة الاجتماعية بمكة المكرمة، صفحة 33-42. بتصرّف.
- ↑ وكالة الإمارة المساعدة للتنمية، إمارة منطقة مكة، صفحة 3. بتصرّف.