وصف مدينة وهران
مدينة وهران
مدينة وهران هي مدينة عربيّة إسلاميّة تقع في الجمهوريّة الجزائريّة، وتُعتبَر المدينة الثانية في الجمهوريّة من حيث عدد السكّان، والأهمّية الاقتصاديّة، كما أنَّها تُمثِّل العاصمة الإقليميّة للغرب الجزائريّ، والمركز الاقتصاديّ، والتجاريّ له؛ فهي من أهمّ المُدن الصناعيّة في الجزائر، وقد نشأت المدينة في منطقة وادي رأس العين التي تُعتبَر منطقة استقرار بشريّ قديمة، علماً بأنّها كانت في بداية تأسيسها بلدة صغيرة سَكنها البحَّارة، والتجَّار الأندلُسيُّون، ومع مرور الوقت توسَّعت حُدود هذه البلدة، وأصبحت مُزدهرة اقتصاديّاً، ومثَّلت مَحطَّة رئيسيّة في حركة التجارة بين دُوَل المغرب العربيّ، والأندلُس، وبالنظر إلى الجانب العمرانيّ؛ فإنَّ العمران في مدينة وهران يتميَّز بالطابع الأوروبيّ الحديث؛ ويعود السبب في ذلك إلى إقامة الفرنسيّين فيها، ومحاولتهم لجعلها نموذجاً مُشابهاً للمدينة الفرنسيّة، كما تحتوي المدينة على المساحات الخضراء، والأحياء السكنيّة المُنظَّمة، والحدائق الجميلة، والشوارع التجاريّة، والحِرَفيّة، ويسود في المدينة المناخ المُعتدل، والدافئ خلال فصل الشتاء، والحارّ خلال فصل الصيف، مع هُبوب نسيم الريح.[1]
الموقع الجغرافيّ
تقع مدينة وهران في الجزء الشماليّ الغربيّ من الجمهوريّة الجزائريّة، ويُطلُّ الجانب الشماليّ من المدينة على خليج البحر المُتوسِّط الذي يحدُّه من الجانب الغربيّ رأس المرسى الكبير، ويحدُّه من جهة الشرق رأس كريشتل (قسطيلية)، ومن جهة الغرب يحدُّ المدينة جبل مرجاجو، وهضبة مولاي عبدالقادر، ويحدُّها من الجانب الشرقيّ الجروف الصخريّة، وهضبة بئر الجير، ومن الجهة الجنوبيّة تحدُّها السبخة الكُبرى، وبالنظر إلى عِلم الفلك؛ فإنَّ المدينة تقع على خطِّ عرض 35.42 درجة نحو الشمال، وعلى خطِّ طول 0.39 درجة نحو الغرب، ومن الجدير بالذكر أنَّه مُنذ نشأة المدينة توسَّعت حدودها، وخاصَّة الحُدود الشرقيّة، والشماليّة، والشماليّة الغربيّة، ويحظى الموقع الجغرافيّ لمدينة وهران بمكانة كبيرة؛ حيث كانت تُعتبَر مَحطَّة رئيسيّة للقوافل القادمة من مدينة تلمسان، أو معسكر، أو سيدي بلعباس، أو وجدة، أو تلك القادمة من عُمق الصحراء، كما أنَّ موقع المدينة يُعتبَر ذا أهمّية من الناحية البحريّة، بما تمنحُهُ من امتيازاتٍ تجاريّة، وعسكريّة.[2]
السكّان
تطوَّر عدد سُكّان مدينة وهران تطوُّراً كبيراً مُنذ بداية نشأتها؛ ففي إحصائيّات عام 1900م، تبيَّن أنَّ عدد سُكّان المدينة قد بلغ نحو 96 ألف نسمة، منهم 80 ألف أوروبيّ، و16 ألف مُسلم، وبحلول عام 1930م، وصل عدد السكّان إلى ما يُقارب 162 ألف نسمة، واستمرَّت الزيادة في نُموُّ السكّان إلى أن وصل عددهم في عام 1959م إلى ما يُقارب 370 ألف نسمة، منهم حوالي 190 ألف أوروبّي، واعتُبِرت مدينة وهران في تلك الفترة المدينة الجزائريّة أكثر مدينة مأهولةً بالأوروبيّين، وغالبيّتهم من الجنسيّة الإسبانيّة، وبحلول عام 1961م، أصبحت الغالبيّة العُظمى من السكّان الجزائريّين؛ حيث أدَّى اندلاع الثورة الجزائريّة إلى رحيل نحو 200 ألف أوروبيّ، ومع انتهاء الاستعمار الفرنسيّ في الجزائر انقضى عهد ازدواجيّة سُكّان وهران بين الأوروبيّين، والجزائريّين في المدينة، وتمكَّن السكّان الأصليّون من اكتساح المدينة بأكملها، وبعد ذلك ازداد عدد سُكّان المدينة بشكل كبير مع قُدوم سُكّان المُدن المُحيطة إليها، وأصبحت وهران تُمثِّل ثاني مجمع حضريّ في الجمهوريّة الجزائريّة؛ حيث وصل التعداد السكّاني وِفق إحصائيّات عام 2008م إلى نحو 1,454,078 نسمة، بكثافة سُكّانية وصلت إلى 574 شخصاً لكلّ كم².[3]
الجانب الاقتصاديّ
تُعتبَر مدينة وهران من المُدن النَّشِطة صناعيّاً في الجزائر، وتُمثِّل العاصمة الإقليميّة للمنطقة الغربيّة؛ فهي تُسيطر على مُختلف طُرُق المواصلات البحريّة، والبرِّية، والحديديّة، والجويّة، بالإضافة إلى تحكُّمها بالحركة التجاريّة الداخليّة مع المُدن الغربيّة، والجنوبيّة الغربيّة، والتجارة الخارجيّة مع بعض الدُّول الأوروبيّة، مثل: إسبانيا، وفرنسا، وترتبط المدينة بحُكم موقعها مع المغرب، وتلمسان، وذلك عن طريق سِكَّة حديديّة، وتحتوي ضمن حدودها على العديد من المصانع المُتخصِّصة في بعض الصناعات، مثل: صناعة البتروكيماويّات، والصلب، والحديد،[4] والصناعات الغذائيّة، وصناعة الخشب، وصناعة الورق، وصناعة الجلود، بالإضافة إلى العديد من المناطق الصناعيّة، ومن أهمّها:[3]
- المنطقة الصناعيّة السانية: وتحتلُّ هذه المنطقة مساحة تُقدَّر بنحو 293 هكتاراً من إجماليّ مساحة المدينة، وتُوفِّر ما يُقارب 10 آلاف فُرصَة عمل لسُكّان المدينة.
- المنطقة الصناعيّة لحاسي بونيف: وتحتلُّ مساحة حوالي 324 هكتاراً.
- القُطب الصناعيّ في أرزيو: ويبعد عن مركز المدينة حوالي 40كم، ويُوفِّر فُرَص عمل كبيرة لسُكّان المنطقة.
- مُؤسَّسات القِطاع الخاصّ: حيث تحتوي المدينة على نحو 3000 مُؤسَّسة مُرتبطة بالقِطاع الخاصّ، وتُوفِّر حوالي 16 ألف فُرصَة عمل.
المَعالِم والشخصيّات الهامّة
تحتوي مدينة وهران على العديد من المَعالِم، والمباني البارزة، والمشهورة، والتي تُعَدُّ مراكز جذب سياحيّ من داخل الجزائر، ومن الخارج (الدُّول المُحيطة، والدُّول الأوروبيّة)، مثل: حيّ الدرب، وحيّ المدينة الحديثة، وساحة الأوَّل من نوفمبر، وجامع الباشا الذي تمّ بناؤه في عام 1796م، وعين الترك السياحيّة التي تشتمل في ثناياها على مجموعة من المساحات، والفنادق، ومجمع الأندلُس السياحيّ الذي يُطلُّ مُباشرة على خليج البحر الأبيض المُتوسِّط، بالإضافة إلى بُرج سانتا كروز الذي تمّ بناؤه على يَد الإسبان أثناء وجودهم في المدينة.[4]
وقد خرَّجت مدينة وهران خلال تاريخها الطويل عدداً كبيراً من المشاهير، والرجالات المعروفة، أمثال: (أحمد زبانة) الذي شارك في المقاومة الجزائريّة ضِدَّ الاحتلال الفرنسيّ، وكان أوَّل من حُكِم عليه من المُقاوِمين بالإعدام، وكان ذلك في عام 1957م، ومن رجال وهران المعروفين أيضاً الرياضيّ، واللاعب الجزائريّ (الطاهر شريف الوزاني)، ومُطرب موسيقى الراي الشهير (الشابّ خالد)، وبسبب تألُّقه؛ لُقِّبت المدينة عند البعض بعاصمة الراي، كما سكنَ المدينة الكاتب، والروائيّ الفرنسيّ الشهير (ألبير كامو)، وأصبحت مسرحاً للعديد من كُتبه.[4]
المراجع
- ↑ دائرة المعارف العالمية، باحثون عرب، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية )، السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 226، جزء السابع والعشرين. بتصرّف.
- ↑ أ. علي بوتشيشة، مدينة وهران من خلال كتابات الجغرافيين والرحالة والمؤرخين، صفحة 209. بتصرّف.
- ^ أ ب دليلة زرقة، سياسات السكن والإسكان بين الخطاب والواقع، صفحة 97-102. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "وهران"، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-10-2018. بتصرّف.