وصف مدينة الطائف
مدينة الطائف
مدينة الطائف هي مدينة عربيّة إسلاميّة تُوجَد في المملكة العربيّة السعوديّة، وتحديداً عند المُنحدَرات الشرقيّة لجبال السروات الواقعة في الجزء الجنوبيّ الغربيّ من شبه الجزيرة العربيّة، وهو ما يُعرَف بمرتفع جبل غزوان. وتبعدُ الطائف نحو 901كم عن عاصمة المملكة مدينة الرياض، ونحو 8كم عن مكّة المُكرَّمة، و160كم عن مدينة جدّة، وهي تحتلُّ مساحة جغرافيّة تُقدَّر بنحو 80كم²، ويقطنُ هذه المساحة ما يُقارب 400,000 نسمة، بمُعدَّل زيادة بلغ 4.8% سنويّاً، ومن الجدير بالذكر أنّ معظم السكّان يعملون في قِطاعات: الزراعة، والتجارة، بالإضافة إلى القطاع الحكوميّ، كما تُعتبَر مدينة الطائف من أهمّ، وأشهر المُدن السعوديّة؛ فهي من أهمّ المُنتجَعات الجبليّة السياحيّة الوطنيّة، وهي مركز مُهمّ للمُؤتمَرات الدوليّة، بالإضافة إلى كونها مَقرّاً صيفيّاً لمختلف الجهات الحكوميّة.[1]
تسمية مدينة الطائف
أُطلِق على الطائف قديماً اسم (وج)؛ نسبةً إلى وج بن عبدالحيّ، وهو من العماليق، ثمّ أُطلِق اسم (الطائف) على مجموعة الحدائق، والقُرى، والأماكن المُحيطة بالمنطقة، والتي تُعرَف بالهضبة. ومع مرور الوقت، توسَّعَت الهضبة، وكبرت، وأصبحت منطقة واسعة أطلِقَ عليها اسم (الطائف)، والطائف في اللغة تعني: العاس، أو العَسَس؛ وهو الحارس الذي يجول حول المنازل، والأبنية، وخاصّة خلال الليل؛ ويعود سبب تسمية الطائف بهذا الاسم إلى أسباب مختلفة، وذلك وِفق آراء مختلفة؛ حيث إنّ البعض يُبرِّر ذلك بأنّ الدمون بن الصدف قتل شخصاً في قومه، فهرب إلى ثقيف، وأقام فيها، وقال: "سأبني لكم حائطاً يطيف ببلدكم" فبناه؛ وبذلك سُمِّيت الطائف، والبعض الآخر يقول بأنّ جبريل -عليه السلام- طاف بها حول الكعبة؛ حيث اقتلعَها من مَوضعها، ثمّ سارَ بها إلى الكعبة، وطاف بها حول الكعبة، ثم أنزلها الله حيث هي اليوم. وآخرون يقولون بأنّ الطائف قد طافت على الماء في الطوفان.[2]
التضاريس والمظاهر الطبيعيّة في مدينة الطائف
تتميَّز مدينة الطائف بتضاريس رائعة، ومُتنوِّعة؛ ويعود ذلك إلى موقعها المُتميّز على جبال السروات الضخمة؛ فهي تقع على ارتفاع 1700م فوق مستوى سطح البحر، وتنحصرُ بين العديد من الجبال، ومنها جبال الهدا، كما تنتشر على سطحها الأودية، والسهول؛ فمدينة الطائف تقع على أرض مُحدَّدة تتخلَّلُها الأودية الصغيرة، وروافد الأودية، مُشكِّلة منظراً طبيعيّاً على شكل فناء واسع مرصوف بالبلاط، وتنتشرُ هذه الأودية بين الأودية الرئيسيّة التي تنحدرُ نحو الجزء الشماليّ الشرقيّ، ومنها وادي لِيَه القادم من الجنوب، وهو يعبرُ الطائف من حدودها الجنوبيّة على طول 26كم، إلى أن يصل إلى وادي تربة، وتُعتبَر روافد وادي لِيَه من أهمّ البيئات الزراعيّة في المنطقة، كما تضمُّ الطائف وادي وج الذي يُعتبَر فاصلاً طبيعيّاً يَقسمُ المدينة إلى قِسمَين بطول 21كم، وهو يشترك في النهاية مع وادي العرج في الشرق، مُشكِّلاً العديد من المناطق، والبيئات الزراعيّة على طول روافده، ولا تقتصرُ أودية الطائف على هذا الحَدّ؛ بل تضمُّ أيضاً وادي مسرة الذي يَحدُّ المدينة من الشمال بطول 14كم، ووادي القيم الذي ينحدرُ نحو الشرق، والشمال الشرقيّ، بالإضافة إلى وادي محرم، ووادي عرضة.[3]
ومن الجدير بالذكر أنّ هذه التضاريس، والأودية المُنتشِرة في المنطقة قد ساهمت في جَعل مدينة الطائف أرضاً خصبة، وبُستاناً لمنطقة الحجار منذ زمن بعيد؛ فمياه الأودية جعلت من أرض الطائف أرضيّة إسفنجيّة مُشبَعة بالماء، ممّا أكسبها بيئة خصبة لنُموّ الأشجار، وانتشار البساتين، والأراضي الزراعيّة، والمساحات الخضراء الخلّابة.[3]
مناخ مدينة الطائف
تتمتَّع مدينة الطائف بمناخ مُعتدل في مُعظم أيّام السنة؛ حيث يبلغ المُعدَّل العامّ لدرجة الحرارة نحو 12 درجة مئويّة، وهو أقلّ من مُعدَّل الحرارة في باقي المُدن الواقعة على جبال السروات؛ وذلك بسبب ارتفاعها بشكل كبير عن مستوى سطح البحر؛ حيث تنخفض درجات الحرارة بمقدار درجة مئويّة واحدة لكلِّ 150م نحو الأعلى،[3] كما أنّ الأجواء المُعتدلة نسبيّاً تسودُ خلال فصل الصيف؛ حيث تتراوح درجة الحرارة بين 11، و39 درجة مئويّة، وتسودُ الأجواء الباردة خلال الشتاء؛ إذ تتراوح الحرارة بين 3، و30 درجة مئويّة،[1] ومن الجدير بالذكر أنّ الصيف يتميّز في مدينة الطائف بنسبة أقلّ من الغُبار مقارنة بباقي مُدن جبال السروات، كما أنّ الشتاء فيها هو أقلّ ضباباً، وفي بعض الأحيان، تكون أجواء الطائف صافية، ودون أيّة ذَرّة غُبار، أو ضباب؛ ويعود الفضل في ذلك أساساً إلى التضاريس المُتنوِّعة بين المُرتفعات التي تُمثِّل حاجزاً طبيعيّاً، والمنخفضات التي تُعَدُّ مَهبِطاً آمناً لعوائق الصحراء قَبل أن تخترقَ المدينة.[3]
المعالِم البارزة في مدينة الطائف
تضمُّ مدينة الطائف العديد من المعالِم، والمناطق السياحيّة التي تُعتبَر مركزاً مُهمّاً؛ لجَذْب الزوّار، والسيّاح من داخل المدينة، وخارجها، وأهمّ هذه المعالِم:[1]
- المُتنزَّهات والحدائق: تشتهرُ مدينة الطائف بكثرة المُتنزَّهات، والحدائق الواسعة؛ حيث تضمُّ نحو 400 حديقة خلّابة، وأهمّها:
- المصايف: وهي مناطق ذات هواء عليل، ومناظر خلّابة تجذبُ الزوّار إليها؛ للاستمتاع بمناظرها، وأجوائها، علماً بأنّ المصايف في مدينة الطائف تتركَّزُ خارج النطاق العمرانيّ، ولكن بمسافة قريبة منه، ومن هذه المصايف:
- المعالِم الأثريّة: ومنها: سوق عُكاظ، ومسجد الصحابيّ عبدالله بن عبّاس، ومسجد السنوسيّ، وقصر إسماعيل، وقصر شبرا، وسَدّ وادي عكرمة.
- مُتنزَّه حدائق البلديّة الذي يضمُّ 12 حديقة، وبمساحة جغرافيّة تُقدَّر بنحو نصف مليون متر مُربَّع.
- مُتنزَّه الشعيب الأحمرالذي تبلغ مساحته نحو 160 ألف م²، وهو يضمُّ 19 حديقة.
- مُتنزَّه الردف الذي تبلغ مساحته نحو 150 ألف م²، وهو يضمُّ 18 حديقة.
- مُتنزَّه الحزام الأخضر الذي تبلغ مساحته نحو 127ألف م²، وهو يضمُّ 15حديقة.
- حديقة الملك فهد التي تبلغ مساحتها نحو 175 ألف م²، وهي تضمُّ عدداً من البُحَيرات، والشلّالات الصناعيّة، بالإضافة إلى قسمٍ خاصٍّ بالنساء.
- حديقة السداد التي تبلغ مساحتها نحو 100 ألف م².
- حديقة الحيوان التي تضمُّ نحو 40 نوعاً من الحيوانات من مختلف أنحَاء العالَم، بالإضافة إلى أنواع مختلفة من الطيور، والحيوانات المَحلّية.
- مصيف الشفا الذي يبعدُ عن مركز الطائف نحو 25كم، وهو يضمُّ العديد من الاستراحات، وأحواض الزهور، وعدداً كبيراً من الأشجار، والشُّجَيرات.
- مصيف الهَدا الذي يبعد عن مركز الطائف نحو 19كم، وهو يضمُّ كغيره من المصايف العديد من المناطق الشجريّة، وأحواض الزهور.
المراجع
- ^ أ ب ت دائرة المعارف العالمية، باحثون عرب، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع ، صفحة 473،475،476، جزء الخامس عشر. بتصرّف.
- ↑ أسماء بنت حسن مصوي الغامدي، مدينة الطائف في عهد الملك عبد العزيز رحمه الله، صفحة 17،18. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث محمد بن ربيع الغامدي، الطائف مدينة الورد والعسل، صفحة 22-25. بتصرّف.