تحديد اتجاه القبلة بواسطة الشمس
القِبلة
يجب على المسلم البالغ العاقل تحديد اتجاه القبلة لأداءِ الصلاة المفروضة عليه؛ حيث يعتبر تحديد اتجاه القبلة شرطاً من شروط الصلاة، ولا تصحّ الصلاة إلّا من خلال التوجه الصّحيح للقبلة، لقوله تعالى: (قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) {سورة البقرة: 144} وتعرف القبلة أنّها جهةُ الكعبة المشرفة، أو عين الكعبة، فالمسلم المُقيم في مكةِ وضواحيها وجب عليه استقبالُ عين الكعبة، أما المسلمون المتواجدون في باقي أنحاء العالم وجب عليهم الاجتهاد في تحديد اتجاه القبلة.[1]
تحديد اتجاه القبلة
تعدّدت الطُرق والوسائل لمعرفة اتجاه القبلة؛ حيث استدل الإنسان في تحديد اتجاه القبلة عن طريق الشمس، أو النجم القطبي، من خلال معرفة شروق الشمش ومغربها، بالتالي يتم تحديد جهتي الشمال والجنوب للوصول إلى الهدف المطلوب، ويختلف تحديد اتجاه القبلة باختلاف المنطقة المراد الصلاة فيها، فمثلا اتجاه القبلة في جمهورية الجزائر يختلفُ عن اتجاه القبلة في العراق، فكلّ مكانٍ يَنفردُ في قبلته عن الأماكن الأخرى.[2]
تحديد اتجاه القبلة بواسطة الشمس
يمكن تحديد القبلة بواسطة الشمس من خلال معرفة مشرقِ الشمس ومغربها، بالتالي يتم تحديد الاتجاهات الأربع، وهي: الشّرق، والغرب، والشّمال، والجنوب، فمن عرف أنّ القبلة في جهة الشّرق استقبل جهة الشّرق، ومن كان يعلم أنّ القبلة جهة الشّمال، جعل من جهة الشّرق يمينه ثم يستقبل جهة الشمال، وهكذا. طوّر علماء الفلك طريقةَ تحديد اتجاه القبلة بواسطة الشمس، وأطلقوا عليها الاستفادة من ظاهرة تعامد الشمس على مكة المكرمة، وتوضح هذه الظاهرة تحرّك الشمس في شمال وجنوب خط الاستواء صيفاً وشتاء، ويأتي موقع مكةَ شمالِ خطِ الاستواء، أي إنّ الشّمس ستمر على مكة مرتين في العام، المرة الأولى خلال حركتها شمالَ خط الاستواء، والمرة الثانية أثناءَ رجوعها. عند دخول صلاة الظهر حسب توقيت مكة تكون الشمس بوضعها العمودي التام على مكة المكرمة، وفي هذه الحالة يُعتبر الناظر للشمس في هذه اللحظة مستقبلاً لجهة لقبلةٍ تماماَ؛ لأنّ الشّمس في تلك اللحظة واقعةٌ فوقَ مكةَ بشكلٍ مباشر. يوجد يومان آخران تظهر فيهما الشمس بشكلٍ عموديٍ على المكانِ المقابلِ للكعبة، من الجانب الآخر للكرة الأرضية، وفي هذه الحالة يكون اتجاه القبلة معاكساً لاتجاه الشمس، فيقوم الإنسان بإعطاء ظهره للشمس، وتعد الجهة الأمامية هي جهة القبلة، بالتالي تتمّ الاستفادة من تحديد اتجاه القبلة بدقةٍ متناهيةٍ بواسطة الشمس. تُستخدم البوصلة أيضاً لِتحديد الاتجاهات الأربع بطريقةٍ سهلةٍ وسريعةٍ ودقيقة، فهي تقوم بتحديد الاتجاهات الجغرافيةِ بشكلٍ صحيح.[3]
المراجع
- ↑ "سورة Sura البقرة Al-Baqara "، quran.ksu.edu.sa، اطّلع عليه بتاريخ 14-7-2018. بتصرّف.
- ↑ "اتجاه القبلة: بين غوغل و ابن تيمية", www.medinanet.org, اطّلع عليه بتاريخ 14-7-2018. بتصرّف.
- ↑ "تحديد القبلة بواسطة الشمس", www.eajaz.org, اطّلع عليه بتاريخ 14-7-2018. بتصرّف.