التشكيل في اللغة العربية طب 21 الشاملة

التشكيل في اللغة العربية طب 21 الشاملة

التشكيل في اللغة العربية

تتميز اللغة العربية عن باقي اللغات الأخرى بالتشكيل الذي يُرسم على حروفها، والتشكيل هو علامات وحركات لضبط الأحرف حتى تُنطق بشكل صحيح، وظهر تاريخ التشكيل في العصر الأموي مع اتساع الفتوحات الإسلامية، ودخول العجم في الإسلام، مما أدى إلى كثرة التلحين بين العامة، وحدوث الأخطاء عند تلاوة القرآن الكريم، وكان أول من وضع الحركات على الحروف هو أبو الأسود الدؤلي بناءً على طلب والي البصرة زياد بن أبيه عند وقوع ابنه عبيد الله في تلحين الكلام في زمن معاوية بن أبي سفيان.

تاريخ تشكيل الأحرف العربية

زمن أبو الأسود الدؤلي

تختلف الحركات التي وضعها أبو الأسود الدؤلي عن الحركات المستخدمة في زمننا هذا، فعندما كُلف بوضع الحركات على الحروف اعتمد على الحبر الأحمر في رسم الحركات التي كانت على شكل نقاط، واعتمد على حفظه للقرآن الكريم في تدوين الحركات بشكل صحيح، حيث كان يتلو القرآن بتأنٍّ، والكاتب يكتب الحركات على حروف القرآن الكريم.

حركات الدؤلي كانت عبارة عن نقطة فوق الحرف إذا كان مفتوحاً، وإذا كُسر الحرف توضع نقطة واحدة أسفل الحرف، وإذا ضُمّ الحرف يجعل النقطة أمام الحرف، وفي التنوين عبارة عن نقطتين، وبعد الانتهاء من ذلك يدققها أبو الأسود الدؤلي ويراجعها، ولم يتطرق الدؤلي إلى حركة السكون؛ أي إن إهماله للحركة يغني عن السكون، وكانت طريقة أبو الأسود للحركات فقط على مصاحف القرآن الكريم.

زمن الخليل بن أحمد الفراهيدي

بالرغم من نقط الإعراب التي وضعها أبو الأسود الدؤلي، إلا أنه في العهد العباسي اختلط على الناس التمييز بين تنقيط الحركات وتنقيط الإعجام؛ والإعجام هو تنقيط الحروف التي تشترك في الشكل ذاته؛ مثل: ب، ت، ث، ج، ح، خ، د، ذ، ر، ز، س،ش، ع، غ، ف، ق)، وعند وضع نقاط الإعراب على طريقة أبي الأسود الدؤلي يدخل الناس في حيرة من أمرهم، ولتلافي هذا الاختلاف غيّر العلامة العبقري الخليل بن أحمد الفراهيدي رسم حركات أبي الأسود الدؤلي؛ حتى يتمكن القارئ والكاتب من قراءتها وكتابتها؛ وهي كالتالي:

التشكيل في العصر الحالي

تتشابه الحركات التي وضعت قديماً مع الحركات التي تُستخدم حالياً، ولكن مع إضافة الضوابط؛ مثل: الشدة (مّ) وهي حركة توضع فوق الحرف إشارة تضعيف لفظه؛ أي الحرف مكتوب مرتين، والمدة (~) التي توضع فوق الحرف حرفي الألف والياء في تضعيف قراءة الحرف بمد طويل.

تجدر الإشارة بأن الحركات لا توضع بطريقة عشوائية، ولكن تتبع إلى حركة إعرابها؛ أي الضبط النحوي لها، وكذلك إلى معنى الكلمة؛ أي الضبط الشكلي حتى يلفظ بطريقة صحيحة، ولتوضيح ذلك إليكم مثال كلمة (علم)، والتي ستُصرَّف إلى عدة جمل حسب معنى الكلمة والبناء الصرفي لها: