قيام ليلة الجمعة
يوم الجمعة
خصّ الله سبحانه وتعالى أيامًا وشهورًا وليالي بالفضل والمكانة والذّكر الحسن، فمن بين الشّهور كان شهر رمضان المبارك، ومن بين اللّيالي كانت ليلة القدر، ومن بين الأيّام فضّل الله سبحانه يوم الجمعة، ولقد اقتضت حكمة الله تعالى أن يكون التّفضيل بين الأيّام والشّهور واللّيالي حتّى يغتنم المسلمون الفرص فيها فيستزيدوا من الخيرات، ويتعرّضوا للنفحات ابتغاء تحصيل الأجر، ونيل رضوان الله تعالى.
فضل يوم الجمعة
من فضائل يوم الجمعة التي اختصّ الله بها هذا اليوم المبارك أنّه اليوم الذي هُديَت إليه هذه الأمّة، كما هذا اليوم هو خير يومٍ طلعت عليه الشّمس كما جاء في الحديث الصّحيح عن النّبي عليه الصّلاة والسّلام، وهو اليوم الذي خُلق فيه آدم، ويوم أُدخل فيه الجنّة وأُخرج منها، وهو اليوم الذي تحدث فيه القيامة والسّاعة، كما أنّ من فضائل هذا اليوم أنّ فيه ساعة إجابة لا يدعو فيها المسلم إلّا استجيب له، وإنّ الجمعة إلى الجمعة كفارةٌ لما بينهما إذا اجتُنبت الكبائر.
فضل قيام ليلة الجمعة
وإنّ فضل القيام بلا شكّ هو فضلٌ كبير عظيم، فقيام اللّيل هو دأب الصّالحين والأولياء من قبل، وهو عنوان المسلم وشرفه، وهو سببٌ لدخول الجنّة ونيل رضوان الله تعالى، وقيام اللّيل هو أفضل الصّلاة بعد الفريضة.
أمّا القيام في ليلة الجمعة وفضله فلم يثبت عن النّبي عليه الصّلاة والسّلام أن اختص هذه اللّيلة بذكر فضل قيامها، بل إنّ الأحاديث التي صحّت عن النّبي الكريم تدلّ على كراهة تخصيص يوم الجمعة بصيام، أو تخصيص ليلته بقيام، ففي الحديث الشّريف (لا تخْتَصُّوا ليلةَ الجمعةِ بقيامٍ من بينِ الليالِي، ولا تَخْتَصُّوا يومَ الجُمعةِ بِصيامٍ من بينِ الأيَّامِ، إلَّا أنْ يكونَ في صوْمٍ يَصومُهُ أحدُكُمْ)، وهذا الحديث يدلّ دلالةً قاطعة على أن تخصيص ليلة الجمعة دون غيرها من اللّيالي بالقيام هو أمرٌ مكروه غير محبّب، إلاّ أن يكون القيام في جميع اللّيالي هو من عادة المسلم ومن بينه ليلة الجمعة.
وأمّا ما يمكن أن نستنتجه من فضل يوم ليلة الجمعة أنّ هذه اللّيلة هي جزءٌ من هذا اليوم المبارك الذي يستحبّ فيه الذّكر والدّعاء والصّلاة على النّبي عليه الصّلاة والسّلام، وقراءة سورة الكهف التي تضيء للمسلم النّور ما بين الجمعتين.