هل ينقص الوزن بعد الدورة الشهرية
الدورة الشّهرية
تُعدُّ الدورة الشهرية، أو الحيض، أو الطمث (بالإنجليزيّة: Menstruation) جزءاً مهماً من مرحلة البلوغ، مما يعني حدوث العديد من التغيرات خلال الشهر، وخلال الدورة الشهرية يتم فقد الدّم، والنسيج الذي ينتج من بطانة الرحم في كل شهر، فالمواد الكيميائية الطبيعية في الجسم، أو الهرمونات تحفز المبايض على إنتاج بويضة في كل شهر، وقد يكون تدفق الدورة غزيراً، أو خفيفاً، أو متوسطاً، كما أنَّ لكل دورة شهريّة لونٌ مختلف؛ قد يتدرج في اللون، فقد تكون فاتحة اللون، أو غامقة، ويمكن أن تحتوى الدورة الشهرية على كتل دمٍ متجلطة، ويُعدُّ هذا الأمرٌ طبيعيّاً جداً، ومن الجدير بالذكر أنَّ مدّة الدورة الشهرية تتراوح ما بين ثلاثة إلى خمسة أيام بالمعدل، وقد تصل إلى سبعة أيّام أيضاً، ومن الطبيعيّ أن تكون مدّة الدورة الشهرية مختلفة خصوصاً في السنوات الأولى.[1]
وتسبق الدورة الشهرية متلازمة ما قبل الحيض (بالإنجليزيّة: Premenstrual syndrome)؛ التي لها العديد من الإشارات، والأعراض؛ ومنها تقلبات المزاج، واشتهاء بعض الأطعمة، والإرهاق، ويغلب شعور الانزعاج، أو الاكتئاب، ويُقدّر أنَّ ثلاثة من أربعة نساء تأتيهنَّ الدورة الشهرية قد يعانين من متلازمة ما قبل الحيض، وهناك نوعان من أعراض هذه المتلازمة؛ كالأعراض النفسيّة، ومنها؛ القلق والتوتر، والاكتئاب، وسرعة البكاء، وتقلب المزاج، وسرعة الانزعاج، والغضب، وهناك أعراض جسدية ومنها؛ ألمٌ في العضلات، والمفاصل، والإرهاق، وزيادة في الوزن تكون غالباً مرتبطة باحتباس السوائل، وانتفاخٍ في منطقة البطن، والإمساك، أو الإسهال، وقد يكون الألمُ الجسديّ والعامل النفسي كافيان للتأثير في حياتهنَّ اليومية، وغالباً ما تختفي الأعراض خلال الأربعة أيام من بداية الحيض.[2]
نقصان الوزن بعد الدورة الشهرية
يُعدُّ اكتساب الوزن خلال الدورة الشهريّة من أعراض الدورة الشهريّة، ومتلازمة ما قبل الحيّض أمراً مؤقتاً، وبمجرد بدء الدورة الشهريّة فإنّ الأعراض تبدأ بالانسحاب؛ وذلك لأنَّ نسب الهرمونات في الجسم بدأت بالعودة إلى نسبها الطبيعية، وحركة الأمعاء عادت إلى حركتها الطبيعي، بينما تقل الغازات في الأمعاء في حال وجودها، وتجدر الإشارة إلى أنّ الوزن الذي يزيد خلال تلك الفترة من الشهر بسبب الدورة الشهريّة يخسره الجسم بعد انتهائها، كما أنَّ تشنجات المعدة الناتجة من الدورة الشهريّة قد تعطي شعوراً بزيادة الوزن، وذلك بسبب مادة البروستاغلاندين (بالإنجليزيّة: Prostaglandins)؛ وهي مادةٌ كيميائيةٌ يفرزها الرّحم تؤدي إلى انقباضٍ في الرّحم، وانسلاخٍ في بطانته، مما قد يؤدي إلى الشعور بآلام، والأوجاع في منطقة البطن، وقد يبدأ الانتفاخ قبل خمسة أيام من الدورة الشهريّة، ويستمر لعدّة أيام بعد بدئها، أما تشنجات المعدة غالباً ما تبدأ قبل يومين من الدورة، وتستمر أيضاً عدة أيام منذ بدئها.[3][4]
ومن الطبيعي جداً أن يزداد الوزن خلال الدورة الشهريّة، ولكنّ هذه الزيادة في الوزن ليست زيادة دائمة، حيث يتغير الوزن خلال الأيام الأولى؛ وذلك بسبب احتباس السوائل؛ وهي تراكمٌ للسوائل في الجهاز الدورانيّ، وأنسجة الجسم، وذلك بسبب تغيّر نسب الهرمونات كالإستروجين (بالإنجليزيّة: Estrogen)، والبروجيستيرون (بالإنجليزيّة: Progesterone)، مما قد يسبب الانتفاخ، وآلام الثدي، كما أنّ نوع الغذاء قد يؤثر في نسبة الاحتباس؛ إذ إنّ النظام الغذائيّ قليل البروتين قد يسبب نقصاً في نسبة الألبومين (بالإنجليزيّة: Albumin)، مما قد يزيد من نسبة احتباس السوائل، وقد يسبب تناول الكافيين، والسكر، والملح احتباس الماء في حال تناول الأطعمة السريعة في تلك الفترة، بالإضافة إلى أنَّ البروجيستيرون قد يسبب الإمساك، مما قد يعطي شعوراً بالثقل، أو زيادة الوزن، وبمجرد مرور أيام الدورة ستتوقف الأعراض، ويقل الانتفاخ، واحتباس السوائل.[5][6]
زيادةُ الوزن والسمنة
تعرَّف زيادة الوزن والسمنة بأنَّها تراكمٌ زائدٌ، أو غير طبيعيّ للدهون في الجسم، مما قد يؤدي إلى الإصابة بمخاطر جمّة على صحة الإنسان، وغالباً ما تُقاس زيادة الوزن عن طريق مؤشر كتلة الجسم؛ وهو ناتجٌ عن قسمة وزن الشخص بوحدة الكيلوغرامات على مربع الطول بالمتر، ويعتبر الشخص الذي يبلغ مؤشر كتلة الجسم له 30 أو أكثر سميناً، أما الذي يساوي مؤشر كتلة الجسم له 25 أو أكثر فهو يعاني من فرط الوزن، ومن الجدير بالذكر أنَّ السمنة هي من أكثر العوامل التي قد تؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض المُزمنة؛ كالسكريّ، وأمراض القلب، والسرطان، واقتصرت مشكلة فرط الوزن، والسّمنة على المجتمعات ذات الدخل الجيّد، ولكنها باتت مشكلةً عالميةً تؤثر في جميع المجتمعات، والطبقات المجتمعيّة.[7]
ولعلّ من أهم أسباب زيادة الوزن هي النظام الغذائيّ، ونمط الحياة بشكلٍ عام، لا تحدث زيادة الوزن فجأة بل تحتاج إلى الوقت، حيثُ إنَّ تناول الأطعمة السريعة، أو المعالجة الغنيّة بالدهون المُشبعة، وعدم تناول الفواكه، والخضار، والنشويات المعقدة، وتناول حصصِ طعامٍ أكبر من الحاجة، وتناول الأطعمة الجاهزة بكثرة، وتناول الطعام بكمياتٍ كبيرةٍ عند الشعور بالاكتئاب، وقلّة الحركة البدنية، والرياضة، بالإضافة إلى أنَّ طبيعة العمل المكتبيّ لبعض الأشخاص يقلل من الحركة، واستخدام السيارات عوضاً عن المشي، أو الدراجات الهوائية، كما أنَّهم في فترات الرّاحة يفضلون مشاهدة التلفاز، أو تصفّح الانترنت، أو لعب ألعاب الفيديو عوضاً عن الحركة البدنية، أو الرياضة، وفي هذه الحالة لا يحرق الجسم، أو يستهلك الطاقة التي زوّد بها عن طريق الطعام، مما يؤدي إلى تخزين السعرات الحرارية الزائدة على شكل دهون في الجسم.[8]
نصائح للتّقليل من الانتفاخ والشّعور بالجوع
يُنصح للتقليل من الانتفاخ، والشعور بالجوع، واشتهاء الطعام بالإكثار من شرب السوائل، حيث يساعد تناول الماء والسوائل على تقليل نسبة احتباس السوائل في الجسم، وينصح أيضاً بتناول النشويات المركبة، أو المعقدة؛ كالحبوب الكاملة؛ التي تقلل من الشعور بالجوع، والحاجة لأكل الطعام، والتقليل من تناول الأملاح التي تزيد الانتفاخ، واحتباس السوائل، بالإضافة إلى تجنب المشروبات الكحولية التي تقلل معدل الحرق، أو الأيض في الجسم، وتزيد من تناول الطعام، وينصح أيضاً بأخذ قسطٍ من الراحة، والنوم لثماني ساعاتٍ كل ليلة، وممارسة النشاط البدنيّ، مما يُساعد على تقليل الانتفاخ عن طريق زيادة نسبة التعرّق، والإضافة إلى أنَّ تناول الأطعمة الغنيّة بالكالسيوم، أو مكملات الكالسيوم الغذائية قد يقلل من اشتهاء الطعام.[3]
المراجع
- ↑ "Getting your period", www.girlshealth.gov, Retrieved 24-4-2019. Edited.
- ↑ "Premenstrual syndrome (PMS)", www.mayoclinic.org, Retrieved 24-4-2019. Edited.
- ^ أ ب LILY MEDINA, "Do You Lose the Weight You Gain on Your Period?"، www.livestrong.com, Retrieved 25-4-2019. Edited.
- ↑ Kirsten Nunez (7-12-2018), "Is It Normal to Gain Weight During Your Period?"، www.healthline.com, Retrieved 25-4-2019. Edited.
- ↑ Christian Nordqvist (5-12-2017), "What to know about water retention"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 25-4-2019. Edited.
- ↑ Stacey Feintuch, "Understanding Period Weight Gain"، www.healthywomen.org, Retrieved 25-4-2019. Edited.
- ↑ "Obesity", www.who.int, Retrieved 25-4-2019. Edited.
- ↑ "What causes obesity?", www.healthdirect.gov.au, Retrieved 25-4-2019. Edited.