هل جزاء الإحسان إلا الإحسان طب 21 الشاملة

هل جزاء الإحسان إلا الإحسان طب 21 الشاملة

الإحسان

خلق الله تبارك وتعالى الإنسان بطبيعةٍ خاصةٍ به تُميّزُه عن بقية الخلق، فالإنسانُ مجبولٌ على القابليّة لسلوك دربين مختلفين، وكل طريقٍ منهما نَقيض الآخر، وجعل الله سبحانه وتعالى الخَيار للإنسان يسلك أيّهما شاء، فله أن يسلك درب الخير، وباستطاعته أن يسلك درب الشر، فالخيار في هذا الأمر للإنسان نفسه، وبالرغم من ذلك فلم يترك الخالق تبارك وتعالى عباده بدون توجيه، بل جعل الخير منازل ومراتب، وحتى درجة القرب من الله، تبدأُ بالإسلام وهي الدائرة الأولى في تحقيق القرب من الله، ثم إذا اقترب أكثر دخل دائرة الإيمان، فإن تعمّق في العبادة والخضوع وصل إلى أقرب المراتب إلى الله وهي مرتبة الإحسان.

جزاء الإحسان

ورد الكلام عن جزاء الإحسان والمُحسنين في القرآن الكريم، فقد رتَّب الله سبحانه وتعالى أحسنُ الجزاء على الإحسان، على النحو الآتي:

حقيقة الإحسان

إنّ الإنسان لا يبلغ درجة ومنزلة الإحسان إلّا بعد أن يَسلك درب العزة والكرامة في صفوف الإسلام، ثم يتدّرج بعد ذلك ويطمئن بالإيمان فيَبذل الرُوح والمُهج، حتى يصل إلى الدرجة التي يشعر فيها أنّه مع الله، وأنّ الله معه، وأنّ الله مُطّلعٌ عليه في كل ما يصدر عنه من فعلٍ وقول، فيرتقي بذلك فكراً، ويسمو رُوحاً، ويُقبل على الله بكل جوارحه،[٨] ولعلّ بعض العلماء قد تجاوز هذا الحد عندما اعتبر أنّ الإحسان هو جميع العبادات، وجميع ما يصدر عن المسلم المحسن من القول، والعمل، التي يتقرب بها المسلم إلى الله سبحانه وتعالى، وليست من الفرائض، وإنّما نوافل اجتهد بها تقرُّباً إلى الله محبةً وطاعةً، وطمعاً في القرب منه تبارك وتعالى.[٩]

أنواع الإحسان

إنّ الإحسان ليس نوعاً واحداً بل هو أنواعٌ ثلاثةٌ، وهي على النحو الآتي:[١٠]

المراجع

  1. ↑ سورة الرحمن، آية: 60.
  2. ↑ سورة النحل، آية: 128.
  3. ↑ سورة البقرة، آية: 195.
  4. ↑ سورة آل عمران، آية: 148.
  5. ↑ سورة يونس، آية: 26.
  6. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 8.
  7. ↑ سعيد بن علي بن وهف القحطاني، نور الإسلام وظلمات الكفر في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة الأولى)، الرياض: مطبعة سفير، صفحة 10. بتصرّف.
  8. ↑ محمد بن مكرم بن علي، أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور الأنصاري الرويفعى الإفريقى (1414)، لسان العرب (الطبعة الثالثة)، بيروت: دار صادر، صفحة 117، جزء 13. بتصرّف.
  9. ↑ محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري (2001)، جامع البيان في تأويل القرآن (تفسير الطبري) (الطبعة الأولى)، السعودية: دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، صفحة 665، جزء 8. بتصرّف.
  10. ↑ هشام المحجوبي، ووديع الراضي (27-4-2013م)، "الإحسان في الإسلام"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 28-2-2017م.
  11. ↑ سورة الرعد، آية: 21.
  12. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 1423، صحيح.
  13. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 6009، صحيح.