هل لحم الإبل ينقض الوضوء طب 21 الشاملة

هل لحم الإبل ينقض الوضوء طب 21 الشاملة

معنى الوضوء

الوضوء في اللغة العربيّة لفظ يُطلق على الوضاءة والوضاءةُ بمعنى الحُسنُ والجمالُ والبَهاء، أمّا الوضوء اصطلاحاً فهو بضمّ حرف الواو يُطلَق على تطهُّر وتَنظُّف المُسلم بالماء بأن يغسل أعضاء مُعيّنة ومخصوصة من جسمه، ويمسح على أعضاء أخرى بِنيّة التطهّر من الحدث الأصغر ليكون جاهزاً للصّلاة وجاهزاً لكل ما يُبيحه الوضوء للمسلم من عبادات.[١] جاء في الحديث الذي يرويه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- (لا يقبلُ اللهَ صلاةَ أحدِكم إذا أحدثَ حتى يتوّضأَ).[٢]

نواقض الوضوء

نواقض الوضوء هي مُبطلاته بحيث لو حصلت هذه النّواقض يفقد الإنسان وضوءه ولا بدّ له من الوضوء مرّةَ أُخرى إذا حدثت هذه النّواقض، وهي:[٣]

لحم الإبل ونقض الوضوء

اختلف العلماء في كون أكل لحم الإبل من نواقض الوضوء؛ فذهب الحنابلة إلى القول بأنّ أكل لحم الإبل ينقض الوضوء، واستدلوا على ذلك بما رُوِي عن رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- أنه سُئل : (أأتوضأُ مِن لحومِ الغنمِ؟ قال: إن شئتَ، فتوضأْ، وإن شِئْتَ فلا تتوضأْ، قال: أتوضأُ مِن لحومِ الإبلِ؟ قال: نعم. فتوضأَ مِن لحومِ الإبلِ، قال: أُصلِّي في مَرابِضِ الغَنَمِ؟ قال: نعم. قال: أصلَّي في مَبارِكِ الإبلِ؟ قال: لا).[٤] واستند الحنابلة على هذا الحديث باعتبار أكل لحم الإبل ناقضاً من نواقض الوضوء، وقال الحنابلة بأنّ وجوب الوضوء بسبب أكل لحم الإبل مسألة تَعبُديّة، وهي مسألة شرعيّة جاءت بالنصّ، ولذلك فلا مجال لعمل العقل فيها، بل تؤخذ كما جاءت، ولا يتعدّى الحكم عن أكل لحوم الإبل على أنّه ناقض للوضوء إلى شرب حليبها؛ فشُرب حليب الإبل لا ينقض الوضوء، ونقض الوضوء يتعلّق بأكل لحومها فقط وبالنصّ الشرعيّ.

ذهب جمهور العلماء إلى القول بعدم اعتبار أكل لحم الإبل ناقضاً من نواقض الوضوء، واتّفقوا، ومعهم الحنابلة أيضاً، بأنّه لا يتوضّأ المُسلم إن أكل ما مسّته النار، وقالوا بأن لحم الإبل طعام كسائر الأطعمة، فلا ينتقض وضوء من أكل لحم الإبل.[٥]

شروط الوضوء

للوضوء مجموعة من الشّروط لكي يُعتَبر وضوءاً صحيحاً صالحاً لما بعده من عبادة، وللتّمييز بين الوضوء المُعتَبر شرعاً وبين غيره من استعمال الماء للتنظّف العادي في سائر الاستعمالات المُتعدّدة غير الوضوء على النّحو الآتي:[٦]

فرائض الوضوء

للوضوء ستّة فرائض أو فروض وبيان فرائض الوضوء فيما يأتي:[٧]

سنن الوضوء

تُعتَبر سنن الوضوء تَتَبّعاً لأفعال الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- واقتداءً به. وللوضوء عدّة سنن بيانها كما يأتي:[١٠]

كيفية الوضوء

إذا أراد المسلم الوضوء فعليه أن ينوي الوضوء قبل الشّروع، ثم يُسمّي الله ويقول: بسم الله، ويغسل يديه ثلاث مرّات إلى الرُّسغين، ثم يتمضمض ثلاث مرّات، ثم يستنشق ويستنثر ويُبالغ في المضمضة والاستنشاق ثلاث مرّات، ثم يغسل وجهه كاملاً ثلاث مرّات ويُخلّل لحيته، ثم يغسل يديه إلى المِرفقين؛ بحيث يبدأ بغسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاث مرّات ثم يغسل يده اليسرى إلى المرفق ثلاث مرّات، ويُخلّل ما بين أصابعه ليسمح بدخول الماء بين أصابع يديه؛ وفي ذلك ضمان للتّنظيف وأكمل للتطهُّر، ثم يمسح رأسه مرةً واحدةً، ويمسح أذنيه ثم رقبته، وبعد ذلك يغسل رجليه مع الكعبين، ويبدأُ بغسل رجله اليمنى ثلاث مرّات، ثم يغسل رجله اليسرى ثلاث مرّاتٍ كذلك، ويُخلّل الماء بإدخال أصابع يديه بين أصابع قدميه مع صَبّ الماء لضمان غسل ما بين أصابع القدمين، وفي ذلك نظافة حسيّة، وطهارة جسديّة، ومُحافظة على صحّة الجسم، وطمأنينة نفسيّة وروحيّة أنّ الجسد أصبح طاهراً ومُتطهّراً ولائقاً حسيّاً ومعنويّاً للوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى.[٦]

المراجع

  1. ↑ محمد الرملي (1404هـ/1984م)، نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج (الطبعة الثالثة)، بيروت: دار الفكر، صفحة 57 وما بعدها، جزء 1.
  2. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6954، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
  3. ↑ ابن رشد القرطبي الحفيد (1425هـ-2004م)، بداية المجتهد ونهاية المقتصد (الطبعة الأولى)، القاهرة: الحديث، صفحة 40-46، جزء 1.
  4. ↑ رواه مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري، في صحيح مسلم، عن جابر بن سمرة، الصفحة أو الرقم: 360، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
  5. ↑ وهبة الزحيلي (1996م)، الفقه الإسلامي وأدلته (الطبعة الرَّابعة)، دمشق: دار الفكر، صفحة 280-281، جزء 1.
  6. ^ أ ب أبو بكر بن محمد بن عبد المؤمن بن حريز بن معلى الحسيني الحصني، تقي الدين الشافعي (المتوفى: 829هـ) (1994)، كفاية الأخيار في حل غاية الإختصار (الطبعة الأولى )، دمشق: دار الخير، صفحة 22، جزء 1.
  7. ↑ الدكتور مُصطفى الخِنْ، الدكتور مُصطفى البُغا، علي الشّرْبجي (1413 هـ - 1992 م)، الفقه المنهجي (الطبعة الرابعة)، دمشق: دار القلم ، صفحة 53، جزء 1.
  8. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 1، [صحيح].
  9. ↑ سورة المائدة، آية: 6.
  10. ↑ عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم، أبو القاسم الرافعي القزويني (المتوفى: 623هـ) (1417 هـ - 1997 م)، العزيز شرح الوجيز المعروف بالشرح الكبير (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 120 وما بعدها، جزء 1.
  11. ↑ رواه النووي، في المجموع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1/273، خلاصة حكم المحدث : صحيح.