-

هل رجيم القرفة يساعد على منع تراكم الدهون

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

القرفة

تُعتبر القرفة (بالإنجليزيّة: Cinnamon) نوعاً من التوابل القديمة، وتُستخرَج من لحاء الأشجار دائمة الخضرة، ويعود أصل أصناف القرفة ذات الشعبية الكبيرة إلى الصين، وسريلانكا، وتم استخدام القرفة منذ العصور القديمة؛ وذلك لرائحتها، ونكهتها المميزتين، ومن الجدير بالذكر أنَّ هناك عدّة أنواعٍ من القرفة فمنها؛ القرفة الصينية (بالإنجليزيّة: Cinnamomum Cassia)؛ التي يرجع موطنها إلى الصين، والقرفة الحقيقية، أو ما يُعرف بالقرفة السيلانية (بالإنجليزيّة: Cinnamomum Verum)؛ التي تُعدُّ أقل شيوعاً من القرفة الصينية، إلاّ أنَّها ذات نكهةٍ مركزةٍ، وأعلى سعراً مقارنةً بالنوع الأول، وتتضمن الأنواع الأخرى المتوفرة تجارياً القرفة الإندونيسية (بالإنجليزيّة: Cinnamomum Burmannii)، والقرفة الفيتنامية (بالإنجليزيّة: Cinnamomum Loureiroi).[1]

يمكن إيجاد القرفة على شكل لفائفٍ، أو زيوتٍ عطريةٍ، أو مسحوقٍ، أو المكملات الغذائية التي تُستخدم لأغراضٍ طبية، ويُنصح تخزين لفائف، أو مطحون القرفة في مكانٍ باردٍ، ومظلمٍ داخل علبةٍ محكمة الإغلاق، ويمكن أن تُحفظ بتلك الطريقة مدّة ستة أشهرٍ تقريباً، أمّا اللفائف تبقى طازجةً مدّة عامٍ، كما يُنصح لإطالة العمر الافتراضي للقرفة بأن يتم حفظها في الثلاجة.[1]

علاقة رجيم القرفة على منع تراكم الدهون

تبين في دراسة أنَّ ألدهيد القرفة (بالإنجليزيّة: Cinnamaldehyde)؛ وهو مركبٌ يوجد في القرفة يساعد على حرق الدهون، ويمنح القرفة نكهتها المميزة، وقد وجد الباحثون أنَّ هذا المركب يؤثر في عملية الأيض، ويساعد على مكافحة السمنة، وارتفاع سكر الدم، وكشفت التجارب أنَّ ألدهيد القرفة له تأثيرٌ مباشرٌ على الخلايا الدهنية، في عمليةٍ تعرف باسم التوليد الحراري (بالإنجليزيّة: Thermogenesis)، إذ يُحفّز هذا المركب الخلايا الدهنية لتبدأ حرق الدهون المُخزنة، وقد كان التركيز مؤخراً في الأبحاث الحديثة على طريقة تحفيز الجسم على استهلاك الطاقة، أو التوليد الحراري، ويُعتقَد أنَّ القرفة قد تكون إحدى الطرق لتشغيل التوليد الحراري، كما وجد الباحثون أنَّ بعض الجينات والإنزيمات تعزز عملية التمثيل الغذائي للدهون في الخلايا الدهنية وذلك عند علاجها باستخدام مركب ألدهيد القرفة.[2]

ومن جهةٍ أخرى وُجد أنَّ القرفة ترفع من حساسية الإنسولين، وتقلّل من نسبة السكر في الدم؛ وهما عنصران رئيسيان لفقدان الوزن، والسيطرة على مرض السكري من النمط الثاني، ويُعتقد أيضاً أنَّ القرفة تدعم عملية الأيض؛ لأنَ الجسم يستخدم طاقةً أكثر في معالجة التوابل مقارنةً مع الأطعمة الأخرى، بالإضافة إلى ذلك تمتلك القرفة مذاقاً حلواً، وهذا يعني إمكانية إضافتها إلى الأطعمة مع تقليل استهلاك السكر، أو المحليات الأخرى، كما أنَّها قليلةٌ في السعرات الحرارية، وهذا بدوره يساهم في إنقاص الوزن، ومن الوسائل التي تستخدم القرفة فيها في الطعام لتعزيز إنقاص الوزن، نذكر ما يأتي:[3]

  • رشها على طبق الشوفان.
  • إضافتها إلى كوب القهوة.
  • إضافتها إلى شرائح التفاح، والموز، وسلطة الفاكهة، وشرائح الكمثرى، والخوخ.
  • إضافتها إلى كوبٍ من الزبادي اليوناني الخالي من الدسم، أو الجبن قليل الدسم.

فوائد القرفة بشكلٍ عام

تُعد القرفة من التوابل الغنيّة بالعناصر الغذائية، وتتميز بالعديد من الفوائد الصحية، وهي موضحة فيما يأتي:[4]

  • غنيةُ بمضادات الأكسدة: حيث تحمي مضادات الأكسدة الجسم من عملية الأكسدة التي تسببها جزيئات الجذور الحرة، وفي دراسةٍ قارنت بين نشاط مضادات الأكسدة في ستةٍ وعشرين نوعاً من التوابل، فإنّ القرفة حازت على المرتبة الأولى.
  • امتلاك خصائص مضادةٍ للالتهابات: فقد يصبح الالتهاب المزمن موجهاً ضد أنسجة الجسم، ومن الضروري البدء في مكافحته، وقد وُجد أنَّ القرفة لها خصائص قوية مضادة للالتهابات.
  • تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب: حيث تبين أنَّ القرفة تساعد على تحسين العوامل المسببة لأمراض القلب، فهي تقلّل من مستويات الكوليسترول الكليّ، والكوليسترول الضار، والدهون الثلاثية، بالإضافة إلى ذلك فهي تساهم في خفض ضغط الدم.
  • المساهمة في علاج الأمراض العصبية التنكسية: إذ تتسم هذه الأمراض بحدوث فقدانٍ تدريجيّ لوظيفة خلايا الدماغ؛ كالإصابة بمرض ألزهايمر، ومرض الباركنسون، وفي دراسةٍ أجريت على فئرانٍ مصابةٍ بمرض الباركنسون ساعد تناول القرفة على حماية الخلايا العصبية، وتحسين الوظيفة الحركية.
  • امتلاك خصائص مضادةٍ لمرض السكري: حيث تحتوي القرفة على مركبات البوليفينول (بالإنجليزيّة: Polyphenols)؛ التي وُجد أنَّها تشبه الإنسولين، وقد تبين أنَّها تزيد من مدخول الجلوكوز إلى الخلايا، بالإضافة إلى أنَّ القرفة تمتلك تأثيراً مثبطاً للإنزيمات المساهمة في هدم الكربوهيدرات، مما يساعد على خفض نسبة السكر في الدم.[5]
  • تقليل خطر الإصابة بالسرطان: حيث أثبتت إحدى الدراسات المخبرية أنَّ القرفة تمتلك خصائص مضادةٍ لسرطان الكبد، كما قد تعتبر عاملاً مضاداً لسرطان القولون.[6]
  • المساهمة في الحفاظ على صحة الأسنان: ففي إحدى الدراسات التي شملت 115 طالباً تتراوح أعمارهم بين 21 و25 عاماً، وتم تقسيمهم بشكلٍ عشوائي إلى ثلاث مجموعات؛ مجموعة القرفة، ومجموعة غسول الفم غلوكونات الكلورهيكسيدين (بالإنجليزيّة: Chlorhexidine Gluconate)، ومجموعة الماء المقطر، ولوحظ في النتائج أنَّ المجموعة الثانية قد انخفضت لديها درجات كلٍ من اللويحات، واللثة بشكلٍ واضحٍ، ويليها تأثير مستخلص القرفة.[6]

القيمة الغذائية للقرفة

يُبين الجدول الآتي مجموعة العناصر الغذائية التي تتوفر في الملعقة الصغيرة من القرفة؛ أيّ ما يعادل 2.6 غراماً:[7]

العنصر الغذائي
الكمية
السعرات الحرارية
6 سعرات حرارية
الماء
0.28 مليلتر
البروتين
0.10 غرام
الدهون
0.03 غرام
الكربوهيدرات
2.10 غرام
الألياف
1.4 غرام
السكريات
0.06 غرام
الكالسيوم
26 مليغراماً
الحديد
0.22 مليغرام
المغنيسوم
2 مليغرام
الفسفور
2 مليغرام
البوتاسيوم
11 مليغراماً
الصوديوم
0 مليغرام
فيتامين أ
8 وحدات دولية
فيتامين ج
0.1 مليغرام

محاذير استهلاك القرفة

يُعتبر استهلاك القرفة بكمياتٍ معتدلةٍ آمناً على الصحة، إلاّ أنَّ استهلاك كمياتٍ كبيرةٍ من لحاء القرفة، أو الكميات المعتدلة من زيت القرفة قد يزيد من معدل نبضات القلب، وحركة الأمعاء، ومعدل التنفس، والتعرق أيضاً، وهذا قد يُسبب حالةً من الاكتئاب، أو النعاس، وتوضح النقاط الآتية المحاذير المرتبطة باستهلاك القرفة بالنسبة لبعض الفئات:[8][9]

  • المرأة الحامل والمرضع: نتيجة لقلة المعلومات المتوفرة حول استهلاك القرفة في هذه الفترة فإنّه يُوصى بتجنب استهلاكها.
  • الأطفال: حيث إنّ القرفة قد تُعتبر آمنة لهذه الفئة عند استهلاكها عبر الفم، كما وجد أنّ تناول غرام واحد من القرفة الصينية بشكل يومي لمدة تصل إلى 3 شهور يُعدُّ آمناً للمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 إلى 18 عاماً.
  • مرضى السكري: حيث إنّ القرفة الصينية تقلل من مستوى السكر لذا فإنّه يُوصى بمراقبة علامات انخفاضه، كما يُوصى الحذر من استهلاك كميات كبيرة منه تفوق تلك الموجودة في الطعام.
  • مرضى الكلى: إذ يُوصى تجنب استهلاك كميات كبيرة من القرفة وذلك لاحتوائه على مادة كيميائية قد تسبب ضرر الكلى.
  • الأشخاص المُقبِلون على عملية جراحية: حيث يُنصحون بتجنب استهلاك القرفة الصينية بالكميات الدوائية قبل أسبوعين من الخضوع لها، وذلك لأنّها قد تتداخل مع مستوى السكر في الدم وتسبب خفضه خلال العملية الجراحية وبعدها.

المراجع

  1. ^ أ ب Sheryl Salomon (26-6-2018), "What Is Cinnamon? A Comprehensive Guide to Using and Reaping the Health Benefits of This Popular Ancient Spice"، www.everydayhealth.com, Retrieved 21-3-2019. Edited.
  2. ↑ Ana Sandoiu (22-11-2017), "How cinnamon can help you to burn holiday fat"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 21-3-2019. Edited.
  3. ↑ Lisa Lillien (2-10-2018), "Does Cinnamon Help You Lose Weight?"، www.verywellfit.com, Retrieved 21-3-2019. Edited.
  4. ↑ Joe Leech (5-7-2018), "10 Evidence-Based Health Benefits of Cinnamon"، www.healthline.com, Retrieved 21-3-2019. Edited.
  5. ↑ Ratan-NM (8-1-2019), "Health Benefits of Cinnamon"، www.news-medical.net, Retrieved 21-3-2019. Edited.
  6. ^ أ ب Merry FRCPI (28-11-2018), "Does Cinnamon Have Health Benefits? The Evidence Reviewed"، www.healthybutsmart.com, Retrieved 21-3-2019. Edited.
  7. ↑ "Basic Report: 02010, Spices, cinnamon", www.ndb.nal.usda.gov, Retrieved 21-3-2019. Edited.
  8. ↑ "www.drugs.com", www.drugs.com, Retrieved 21-3-2019. Edited.
  9. ↑ "CASSIA CINNAMON", www.webmd.com, Retrieved 25-3-2019. Edited.