-

هل أكل لحم الإبل ينقض الوضوء

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

حكم الوضوء من لحوم الإبل

اختلف الفقهاء في الوضوء من لحم الإبل (الجزور) على قولين، ولكلّ قولٍ منهما أدلةٌ تدلّ على صحّة قوله، وفيما يأتي بيان ذلك:[1]

  • القول الأول: يجب الوضوء من لحم الإبل، وهو قول الإمام الشافعي في مذهبه القديم، والمشهور عند الإمام أحمد، ومذهب أهل الحديث، واستدلوا بأدلةٍ كثيرةٍ؛ منها: الدليل الأول قول النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بما يتعلّق بالوضوء منها: (إنْ شِئْتَ فتوضَّأْ وإنْ شِئْتَ فلا تتوضَّأْ)،[2] وأجاب المخالفون بأنّ قصّد النبي-صلّى الله عليه وسلّم- بالوضوء في الحديث السابق ليس الوضوء الشرعي؛ وإنّما قَصَدَ غَسل اليدين فقط، والدليل الثاني قول النبي: (وسُئِلَ عنِ الوُضوءِ مِن لُحومِ الإبِلِ، فقالَ: تَوَضَّؤُوا)،[3] وأُجيب عن هذا الدليل؛ بأنّه حديثٌ منسوخٌ.
  • القول الثاني: وهو قول الجمهور؛ بأنّه لا يجب الوضوء من لحم الإبل، واستدلوا بقول الرسول: (كان آخرُ الأمرَينِ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ تركُ الوضوءِ مما مستِ النارُ)،[4] وَرُدَّ عليهم؛ بأنّ هذا حديثٌ عامٌ وحديث النبي في لحم الإبل خاصٌ، والخاص مقدمٌ على العام، ويُرجح الوضوء من لحم الإبل؛ لقوة الأدلة.

الحكمة من الوضوء من لحوم الإبل

اختلف أهل العلم في حكمة الوضوء من لحم الإبل؛ فقال بعضهم إنّها خُلقت من الشياطين وعند نفورها تُصبح تُشبه الشياطين؛ وذلك بسبب لحمها الذي يُسبّب القسوة وفي الوضوء تَخفيفٌ لتلك الحالة، وهذا قولٌ ليس عليه دليلٌ؛ والصحيح أنّ الحكمة في ذلك؛ أنّها أمرٌ تعبديٌ غير معلوم الحكمة، فعلى المؤمن أنّ يَمتثل أمر الله ورسوله وإنّ لم يعرف العلّة، مثل الحكمة من جعل صلاة الظهر أربعاً.[5]

الشك في اللحم المأكول

إذا أكل الإنسان لحماً وشكّ في نوعه هل هو لحم إبلٍ أم غيره؛ فالأصل البقاء على اليقين وهو الوضوء؛ لأنّ اليقين لا يزول بالشك، فإذا توضأ الإنسان وشكّ بعد ذلك بزوال الطهارة، فليس عليه أن يُعيد الوضوء؛ فقد سُئل النبي عن الرجل يَشكُّ في صلاته بخروج شيءٍ منه، فقال: (حتَّى يَسْمع صَوْتاً أوْ يَجِدَ رِيحاً).[6][7]

المراجع

  1. ↑ دبيان محمد الدبيان (3/11/2011)، "خلاف أهل العلم في الوضوء من لحم الإبل"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-2-2019. بتصرّف.
  2. ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج صحيح ابن حبان، عن جابر بن سمرة، الصفحة أو الرقم: 1124، إسناده صحيح.
  3. ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن جابر بن سمرة، الصفحة أو الرقم: 20955، صحيح لغيره.
  4. ↑ رواه الطحاوي، في شرح معاني الآثار، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 1/67، صحيح.
  5. ↑ "سبب نقض لحم الإبل للوضوء"، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 26-2-2019. بتصرّف.
  6. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن زيد، الصفحة أو الرقم: 137، صحيح.
  7. ↑ "وضوء من شكّ في اللحم الذي أكله هل هو لحم إبل أو لحم غنم"، www.islamweb.net، 11-5-2009، اطّلع عليه بتاريخ 26-2-2019. بتصرّف.