اختلف العلماء في حكم استخدام قطرة العين في رمضان للصائم، وهل يفسد استخدامها الصيام أم لا، فقال بعضهم أنها تفسد الصيام إذا وصل شيء منها إلى الحلق باعتبار أنّ العين تعتبر منفذاً، وقد تبنى هذا الرأي علماء المالكية والحنابلة، بينما ذهب علماء آخرون منهم شيخ الإسلام ابن تيمية إلى القول بجواز استخدام قطرة العين في نهار رمضان للصائم حتى لو وصل شيء منها إلى الحلق، وهذا هو الرأي الصحيح الراجح، وإن كان الأولى للمسلم أن يؤخرها إلى وقت الليل حيث يكون مفطراً، فإن لم يتمكن من ذلك استخدمها في النهار، وإذا أحس بشيء منها في حلقه تفله.[1]وهذا الحكم المتعلق بقطرة العين ينطبق أيضاً على استخدام المرهم أو الكحل للعين.[2]
أما علة إباحة استخدام قطرة العين للصائم في رمضان فتتمثل في كون العين ليست منفذاً للطعام والشراب، كما لم يرد النص في كون القطرة من المفطرات، وهي بالإضافة إلى ذلك قدرها صغير ويقل عن المقدار المعفو عنه في المضمضة، وإنّ مادة تلك القطرات يتم امتصاصها في القناة الدمعية قبل أن تصل إلى البلعوم، وإنّما يشعر المريض بطعمها بعد امتصاصها كما بيّن ذلك الأطباء.[3]
قد ذهب جمهور العلماء إلى القول بعدم جواز استخدام قطرات الأنف والأذن في نهار رمضان للصائم لأنها تصل إلى الجوف من منفذ، وينبغي للصائم أن يؤخر استخدامها إلى ما بعد الإفطار، فإذا لم يستطع ذلك خوفاً من زيادة مرضه أو تأخر شفاؤه جاز له استخدامها ويكون مفطراً بسبب مرضه، وقد أجاز علماء آخرون استخدامها لأنها ليست في حكم الأكل والشرب، وبسبب أنها لا تدخل من منفذ طبيعي، وفرّق الشيخ ابن عثيمين بين قطرة الأنف وقطرات العين والأذن، فأجاز قطرات العين والأذن، ومنع استخدام قطرة الأنف قياساً على نهي النبي عن المبالغة في الاستنشاق واستثنى من ذلك قطرة الأنف التي لا تصل إلى الجوف.[4]