-

هل العسل يعالج الحروق

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

العسل

يعتبر العسل مادةً حلوةً سائلةً تشبه القطر، وينتجه النحل من خلال جمع رحيق النباتات المُزهرة، ثمّ تهضم النحل هذا الرحيق، وتمتصه إلى داخل الخليّة لصناعة العسل، ويتمّ تخزينه في قرص العسل الذي يشبه تركيبه مادة الشمع، ثمّ يجمعه الإنسان لاستخدامه، وهنالك العديد من أنواع العسل التي تختلف وِفقاً لطريقة استخلاصها والمصدر النباتي لها، ومن الجدير بالذكر أن العسل يمكن أن يأتي بعدّة أشكال ومنها؛ الخامّ، أو المبستر، كما أنه توجد عدة أنواع لهذا العسل؛ مثل: عسل الأفوكادو، وعسل الحنطة السوداء، وعسل التوت، وغيرها.[1]

فوائد العسل لعلاج الحروق

استخدم العسل في العديد من علاجات الطب الشعبي للمساعدة على شفاء جروح الجلد، كما تعالج الحروق الملتهبة، حيث يُعتقد بأنّه أفضل ضماد طبيعيّ، وذلك يعود لخصائصه المضادة للبكتيريا والالتهابات، كما يثبط العسل من نمو الميكروبات المسببة للعدوى، بالإضافة إلى قدرته على تغذية الأنسجة المُحيطة بالجروح، وقد أشارت إحدى الدراسات إلى أنّ تطبيق عسل المانوكا (بالإنجليزيّة: Manuka honey) على قروح القدم عند مرضى السكري (بالإنجليزيّة: Diabetic foot ulcers) كان فعّالاً بشكلٍ مُشابه لضمادات الجروح التقليديّة، وقد عزّز الشفاء بنسبة تصل إلى 97% من التقرّحات، كما تشير دراساتٍ أخرى إلى أنّ العسل يمكن أن يساعد على علاج حالات أخرى؛ مثل: التهاب الجلد (بالإنجليزيّة: Dermatitis)، والهربِس (بالإنجليزيّة: Herpes)، والصدفيّة (بالإنجليزيّة: Psoriasis)، ومن جهةٍ أخرى فقد وجدت إحدى الدراسات أنّه يكون أكثر فعاليّة في علاج الحروق جزئيّة العمق (بالإنجليزيّة: Partial-thickness burns)، والجروح المُلتهبة بعد الخضوع للجراحة،[2][1][3] وفيما يأتي فوائد العسل في علاج الجروح:[4]

  • يُحفّز الدم على تحرير الأكسجين: حيث يُعد تحرير الأكسجين مُفيداً لشفاء الجروح؛ وذلك لأنّ العسل يعتبر من الأغذية الحمضيّة التي تتراوح درجة حموضتها (بالإنجليزيّة: PH) ما بين 3.2 و4.5، كما تقلّل الحموضة من وجود إنزيم البروتياز (بالإنجليزية: Protease) الذي يعدّ من المواد التي تبطئ شفاء الجروح.
  • يمتلك تأثيراً إسموزيّاً: (بالإنجليزيّة: Osmotic effect)؛ أي أنّ العسل يسحب الماء من الأنسجة التالفة؛ ممّا يقلّل من انتفاخها، ويُحفّز تدفّق اللمف (بالإنجليزية: Lymph) لتعزيز شفاء الجروح، وبالإضافة إلى ذلك تسحب السكريات الموجودة طبيعياً في العسل الماء من الخلايا البكتيرية، ممّا قد يساعد على الحدّ من تكاثرها.
  • يمتلك تأثيراً مضادّاً للبكتيريا: فعادةً ما توجد بعض أنواع البكتيريا في الجروح؛ مثل: المُكوّرة العقديّة الذهبيّة المُقاوِمة للميثيسيلين (بالإنجليزيّة: MRSA)، والمعوية الطيرية المقاومة للفانكوميسين (بالإنجليزية: Vancomycin-resistant Enterococcus)، وتبين أن العسل يُعتبر مضاداً لهذه البكتيريا.

طريقة استخدام العسل لعلاج الحروق

يتمّ عادةً استخدام عسل المانوكا الذي يُستخرج من أشجار المانوكا لعلاج الجروح، وذلك لاحتوائه على مركّب الميثيل غلايوزال (بالإنجليزيّة: Methylgloxal)؛ وهو من المركبات السامة للخلايا (بالإنجليزيّة: Cytotoxic)، وتتكوّن هذه المادة من جزيئات صغيرة قد تنتقل بسهولة إلى داخل الجلد، والبكتيريا، ومن جهةٍ أخرى فإنّه يمكن استخدام العسل لعلاج العديد من أنواع الجروح؛ مثل: الدمامل، والتقرّحات، وأكياس الشعر (بالإنجليزيّة: Pilonidal sinus)، بينما توجد عدّة خطوات يُنصح باتّباعها لاستخدام العسل في علاج الحروق، وفيما يأتي أهم هذه الخطوات:[4][2]

  • سكب الماء على الحرق مباشرة؛ وذلك لتقليل درجة حرارة الحرق.
  • تنظيف اليدين قبل البدء بتطبيق العسل، كما يُنصح باستخدام قطن وشاش مُعقّمين.
  • وضع العسل على قطعة من الضماد، ثمّ وضع الضمادة على الحرق، وإذا كان الجرح عميقاً فإنّه يُنصح بملء الجرح بالعسل قبل تضميده، ومن الجدير بالذكر أنّه يمكن شراء الضمادات المُشبّعة بالعسل.
  • وضع ضمادة نظيفة فوق ضمادة العسل ويُفضّل في هذه الحالة استخدام الضِماد الإِطباقيّ (بالإنجليزيّة: Occlusive dressing) أو الضمادات الماصة؛ للحد من تسرّب العسل إلى الخارج.
  • تغيير الضمادة عند تشبّعها بالإفرازات، وتجدر الإشارة إلى أنّه مع بدء شفاء الجرح يقلّ تكرار تجديد الضماد.

مضاعفات استخدام العسل لعلاج الحروق

يمكن أن يسبّب استخدام العسل على الجلد بعض المُضاعفات، ومن الجدير بالذكر أنّ العسل قد لا يساعد على شفاء الجرح؛ وفي هذه الحالة يمكن تكرار تطبيقه على الجرح للحصول على نتائج، كما أنّ هناك تخوّف من استخدام العسل الخام غير المفلتر على الجروح، وذلك لأنّه قد يسبب الإصابة بالعدوى، إلّا أنّ هذه المخاوف غير مؤكّدة، بالإضافة إلى أن العسل قد يسبب بعض ردود الفعل التحسّسية مسبباً بذلك عدّة أعراض؛ مثل: الدوخة، وصعوبة التنفّس، والغثيان، والانتفاخ، وحرقةٍ في الجلد، والقيء، وفي حال الإصابة بهذه الأعراض يُنصح بمسح العسل عن الجلد، والذهاب إلى الطبيب.[4]

الفوائد الصحيّة للعسل

يقدّم العسل العديد من الفوائد الصحيّة للجسم، وفيما يأتي أهمّ هذه الفوائد:[3]

  • يمكن أن يقلل خطر الإصابة ببعض أنواع مرض السرطان، والنوبات القلبيّة، والسكتات الدماغيّة، كما يمكن أن يُحسن صحّة العين؛ وذلك لاحتواء العسل عالي الجودة على مُضادات الأكسدة، مثل: مُركّبات الفينولات (بالإنجليزيّة: Phenolic compounds) كالفلافونويد (بالإنجليزيّة: Flavonoid)، والأحماض العضويّة.
  • يمكن أن يساعد على تقليل ضغط الدم؛ حيث أشارت الدراسات التي أجريت على الإنسان والحيوانات بأنّ هذا النوع من الغذاء يقلّل ضغط الدم بشكلٍ معتدل، وتجدر الإشارة إلى أنّ ضغط الدم يعدّ من إحدى عوامل الخطر المؤدّية لأمراض القلب.
  • يمكن أن يساعد تناول العسل على تحسين مستويات الكوليسترول في الجسم، كما أنّه يقلّل مستويات الكوليسترول الضارّ، ويزيد من مستويات الكوليسترول الجيّد، وقد ربطت العديد من الدراسات بين تناول العسل بشكلٍ منتظم وامتلاك مستوياتٍ أقلٍ من الدهون الثلاثيّة.
  • يمكن أن يساعد العسل على توسيع الشرايين، وبالتالي زيادة تدفق الدم للقلب، وقد يقلل خطر الإصابة بالجلطات؛ ويعود ذلك لاحتوائه على مضادات الأكسدة، كما أشارت إحدى الدراسات التي أجريت على الفئران إلى أنّ هذا الغذاء يحمي القلب من الإجهاد التأكسدي.
  • يمكن أن يستخدم العسل كعلاجٍ فعّال للسعال لدى الأطفال، وقد أشارت إحدى الدراسات إلى أنّ استخدامه فعالٌ أكثر من بعض الأدوية المخصّصة لعلاج هذه الحالة، وأظهرت دراسة أخرى أنّه يقلّل أعراض السعال، كما يُحسّن النوم لدى الأطفال أكثر من تلك الأدوية.

القيمة الغذائيّة للعسل

يبيّن الجدول الآتي محتوى ملعقة كبيرة واحدة؛ أي ما يعادل 21 غراماً من العسل من العناصر الغذائيّة:[5]

العنصر الغذائي
الكمية
السعرات الحراريّة
64 سُعراً حرارياً
الماء
3.59 مليلترات
البروتين
0.06 غرام
الكربوهيدرات
17.30 غراماً
السكريات
17.25 غراماً
الكالسيوم
1 مليغرام
الحديد
0.09 مليغرام

المراجع

  1. ^ أ ب Rachael Link (22-1-2019), "Is Honey Good for You, or Bad?"، www.healthline.com, Retrieved 28-1-2019. Edited.
  2. ^ أ ب M. Subrahmanyam (30-9-2007), "Topical Application of Honey for Burn Wound Treatment - an Overview"، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 30-1-2019. Edited.
  3. ^ أ ب Kris Gunnars (5-9-2018), "10 Surprising Health Benefits of Honey"، www.healthline.com, Retrieved 28-1-2019. Edited.
  4. ^ أ ب ت Rachel Nall (16-11-2018), "How, When, and Why Honey Is Used for Wound Care"، www.healthline.com, Retrieved 28-1-2019. Edited.
  5. ↑ "Basic Report: 19296, Honey", www.ndb.nal.usda.gov, Retrieved 28-1-2019. Edited.