-

هل الملح يرفع الضغط

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الملح

يُشار عادةً إلى محتوى الملح على كمية من الصوديوم؛ وهو العنصر الموجود في جميع الأطعمة تقريباً، ويوجد بشكلٍ طبيعيّ في العديد منها، ويضاف إلى بعضها الآخر أثناء عملية التصنيع، ويستخدم كنوعٍ من التوابل في المنازل والمطاعم، ويعتبر الصوديوم عنصراً غذائياً أساسياً يجب الحصول عليه بالكميات المناسبة للمحافظة على صحة الجسم والقيام بوظائفه بالشكل السليم، ويجدر التنبيه إلى أنَّ استهلاكه بكمياتٍ تفوق الحد المُوصى به يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالعديد من المشاكل الصحية.[1]

علاقة الملح برفع الضغط

يُعدّ تقليل كمية الملح المستهلكة يومياً هي إحدى طرق خفض ضغط الدم المرتفع، وعادةً ما يستهلك الأشخاص كمياتٍ كبيرةٍ جداً من الملح، والتي يأتي معظمها من الوجبات السريعة، والأطعمة المُعلبة، ومن الجدير بالذكر أنَّ تناول الملح يزيد من احتفاظ الجسم بالسوائل، ممّا يزيد من إمكانية ارتفاع ضغط الدم عن طريق زيادة حجم الدم، كما يزيد من عبء العمل على القلب، ويمكن الوقاية من ارتفاع ضغط الدم عن طريق تقليل كمية الصوديوم، والحصول على الكميات الكافية من البوتاسيوم؛ وهو عنصرٌ يساعد الكلى على إزالة السوائل الزائدة من الجسم، كما أنَّ هناك بعض العوامل التي لا يمكن التحكم بها لضبط ارتفاع ضغط الدم؛ كالعمر، والعامل الوراثي، وفيما يأتي توضيح لبعض العوامل التي تؤثر في ضغط الدم:[2]

  • العامل الوراثي: حيث إنّ استهلاك الصوديوم بشكلٍ مفرطٍ لا يعتبر هو السبب الوحيد لارتفاع ضغط الدم؛ حيث تلعب الوراثة دوراً كبيراً في ذلك، لذا فإنَّ كيفية استجابة ضغط الدم لكميات الملح العالية تتحدد وراثياً؛ وذلك اعتماداً على العِرق؛ فمثلاً تزيد احتمالية إصابة الأمريكيين من أصلٍ إفريقي بضغط الدم عند تناول طعام عالي بالملح.
  • العمر: حيث يؤثر العمر بشكلٍ كبيرٍ على ضغط الدم، ومع تقدم العمر تزيد احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم الناتج عن تناول كميةٍ كبيرةٍ من الملح، إذ تتناقص قدرة الكلى على القيام بوظائفها، مما يزيد من صعوبة إفراز الملح الزائد خارج الجسم.
  • عوامل أخرى: توجد عدّة عوامل تؤثر في ارتفاع ضغط الدم، ومن أهمّها؛ الوزن الزائد، وقلة ممارسة التمارين الرياضية.

تأثير الملح على أعضاء الجسم

يمكن أن يسبب الملح زيادة تخزين السوائل في الجسم، وبالتالي ارتفاع الإجهاد على الكليتين، والشرايين، والقلب، والدماغ، وفيما يأتي توضيح لتأثير الملح الزائد على أعضاء الجسم:[3]

  • الكلى: حيث تقوم الكليتين بإزالة السوائل الزائدة عن طريق تصفية الدم، وتتم هذه العملية عن طريق التوازن الدقيق بين الصوديوم والبوتاسيوم، إذ يؤدي تناول الملح بكمياتٍ كبيرةٍ إلى تدمير هذا التوازن، مما يقلل من قدرة الكلى على إزالة السوائل الزائدة، ويرفع ضغط الدم، ويزيد من الإجهاد على الأوعية الدموية الدقيقة المؤدية إلى الكليتين، ومع مرور الوقت يمكن أن يزيد خطر الإصابة بأمراض الكلى.
  • الشرايين: حيث يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم الناجم عن تناول الملح بكمياتٍ كبيرةٍ إلى زيادة الضغط داخل الشرايين، وللتغلب على الإجهاد تصبح العضلات الصغيرة في جدران الشرايين أقوى وأكثر سمكاً، مما يقلل المساحة داخل الشرايين ويزيد ارتفاع ضغط الدم، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة ضغط الدم، ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه التغيرات تحدث ببطء، ومع مرور الزمن قد يحدث انفجار في الشرايين أو أنّها تُسدُّ تماماً.
  • القلب: حيث يمكن أن يؤدي ضغط الدم المرتفع الناجم عن تناول الملح الزائد إلى تلف الشرايين المؤدية إلى القلب، ويسبب ذلك في البداية الذبحة الصدرية، ومع مرور الوقت يمكن أن يتعرض الشخص للنوبة القلبية نتيجةً لعدم وصول الأكسجين، والعناصر الغذائية التي يحتاجها القلب للعمل بشكلٍ سليمٍ.
  • الدماغ: حيث يمكن أن يؤدي ضغط الدم المرتفع الناجم عن تناول الملح الزائد إلى تلف الشرايين المؤدية إلى الدماغ، وقد يؤدي الانخفاض الطفيف في كمية الدم الواصلة إلى الدماغ إلى الإصابة بالخرف الوعائي (بالإنجليزيّة: Vascular dementia)، ومع مرور الوقت يمكن أن يصاب الشخص بالسكتة الدماغية، مما يؤدي إلى فقدان القدرة على القيام بالوظائف التي يتحكم بها الدماغ.

يوضح جدول المعلومات الغذائية الموجود على ملصقات المواد الغذائية النسبة المئوية للكمية الموصى بها من الصوديوم، وتعتبر الأطعمة التي تحتوي على ما نسبة 5% أو أقل منخفضةً بالصوديوم؛ وهي الأطعمة التي ينصح باختيارها، وفيما يأتي توضيح للكمية الموصى بها من الملح:[4]

  • توصي المبادئ التوجيهية الغذائية بتجنب استهلاك ما يزيد عن 2300 مليغرامٍ من الصوديوم يومياً؛ أيّ ما يقارب ملعقةً صغيرةً من ملح الطعام، وعادةً ما توضّح الملصقات الغذائية كمية الصوديوم عوضاً عن الملح؛ وذلك لأنَّ عنصر الصوديوم في الملح هو الأكثر تأثيراً على صحة الإنسان.
  • توصي المبادئ التوجيهية بالحد من استهلاك الصوديوم إلى 1500 مليغرامٍ من الصوديوم يومياً بالنسبة للأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم، والأشخاص البالغين في منتصف العمر، وكبار السن، ولكن توجد استثنائات على هذه المبادئ بالنسبة للأشخاص الذين وَضَع لهم مقدم الرعاية الصحية نظاماً غذائياً يحتوي على كميات أقل أو أكثر اعتماداً على وضعهم الصحي.

نصائح لتقليل تناول الملح

يمكن تقليل كمية الملح المستهلكة يومياً باتباع مجموعة من النصائح، ونذكر منها:[5]

  • تناول الأطعمة الطازجة: إذ تعتبر معظم الفواكه والخضروات الطازجة منخفضة بشكلٍ طبيعيّ بالصوديوم، كما تحتوي اللحوم الطازجة على كمية صوديوم أقل مقارنة باللحوم المصنّعة؛ كالسجق، واللحم المقدد، لذا ينصح بشراء اللحوم والدواجن الطازجة أو المجمّدة التي لم يتم حقنها بمحلولٍ يحتوي على الصوديوم.
  • اختيار المنتجات المنخفضة بالصوديوم: ينصح باختيار الأطعمة التي تحمل علامة منخفض بالصوديوم (بالإنجليزيّة: Low sodium) في حال استهلاك الأطعمة المصنّعة، كما يفضّل شراء الأرز والمعكرونة من الحبوب الكاملة عوضاً عن المنتجات التي تحتوي على التوابل المضافة.
  • الحدّ من استخدام بعض أنواع الصلصات: إذ تحتوي عادةً صلصة الصويا، والكاتشب، والخردل، وصلصات السلطة، والأنواع الأخرى على كميةٍ مرتفعةٍ من الصوديوم.
  • استخدام بدائل الملح: حيث تحتوي بعض بدائل الملح أو الأملاح الخفيفة على مزيجٍ من ملح الطعام ومركباتٍ أخرى، كما تحتوي العديد من بدائل الملح على كلوريد البوتاسيوم؛ فبالرغم من أنّ البوتاسيوم قد يساعد على تخفيف بعض المشاكل الناتجة عن الإفراط في تناول الصوديوم؛ إلا أنَّه قد يكون ضاراً عند استهلاكه بكمياتٍ كبيرةٍ.
  • استخدام التوابل: حيث يمكن استخدام الأعشاب الطازجة والتوابل لإضفاء نكهةٍ لذيذةٍ، ولتقليل كمية الملح في الطعام؛ كاستخدام الكاري، والكركم، والقرفة، وخل التفاح، والميرامية، والبابريكا، والزعتر، وغيرها.[6]

نصائح لخفض ضغط الدم

يعتبر ارتفاع ضغط الدم حالةً خطيرةً، وتبيّن النقاط الآتية مجموعة من النصائح لخفض ضغط بشكلٍ طبيعيٍ:[7]

  • المشي وممارسة الرياضة بانتظام.
  • تقليل كمية الكافيين المتناولة.
  • تخفيف التوتر عن طريق التأمل، والتنفس العميق.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • تجنّب السكر والكربوهيدرات المكررة.
  • تناول الأطعمة التي تساعد على تقليل ضغط الدم؛ كالخضروات الورقية، والشمندر، والتوتيات، والشوفان، والموز، والأسماك الدهنية، والثوم، والرمّان، والشوكولاتة الداكنة.[8]
  • قراءة الملصقات الغذائية لمعرفة محتوى المنتجات من الصوديوم.[9]
  • اختيار التوابل والبهارات الخالية من الصويوم؛ كاستخدام مسحوق الثوم.[9]

المراجع

  1. ↑ Gavin Walle (5-12-2018), "How Much Sodium Should You Have per Day?"، www.healthline.com, Retrieved 2-2-2019. Edited.
  2. ↑ Melanie Winderlich (19-11-2009), "The Facts About Salt and High Blood Pressure"، www.everydayhealth.com, Retrieved 14-2-2019. Edited.
  3. ↑ "Salt's effects on your body", www.bloodpressureuk.org, Retrieved 14-2-2019. Edited.
  4. ↑ "Lowering Salt in Your Diet", www.fda.gov, Retrieved 14-2-2019. Edited.
  5. ↑ "Sodium: How to tame your salt habit", www.mayoclinic.org,16-4-2016، Retrieved 14-2-2019. Edited.
  6. ↑ "Shaking the Salt Habit to Lower High Blood Pressure", www.heart.org, Retrieved 17-2-2019. Edited.
  7. ↑ Kerri-Ann Jennings (31-7-2017), "Fifteen natural ways to lower your blood pressure"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 14-2-2019. Edited.
  8. ↑ Mary Ellen Ellis and Rachel Nall (2-5-2017), "13 Foods That Are Good for High Blood Pressure"، www.healthline.com, Retrieved 17-2-2019. Edited.
  9. ^ أ ب "Top 10 Tips for Reducing Salt in Your Diet", www.kidney.org, Retrieved 20-2-2019. Edited.