حلم الكلب
تفسير ابن سيرين لرؤية الكلب في المنام
اختلف في تأويل الكلاب؛ منهم من قال هو عبد، وقيل هو رجل طاغ سفيه مشنع إذا نبح، والأسود عربي، وهو عدو ضعيف صغير المروءة، والكلبة امرأة دنيئة فإن عضته ناله منه مكروه، ومن مزق الكلب ثيابه فإن رجلاً دنيئاً يمزق عرضه، ومن أكل لحم كلب ظهر على عدو وأصاب من ماله وشرب لبنه خوف، ومن توسد كلباً فالكلب حينئذٍ صديق يستنصر به ويستظهر به، ويدل الكلب على الحارس، ويدل على ذي البدعة، ومن عضه كلب فإن كان يصحب ذا بدعة فتنه، وإن كان له عدو أو خصم شتمه أو قهره، وإن كان له عبد خانه أو حارس غدره، وإن كان ذلك في زمن الجوع ناله شيء منه ثمّ على قدر العضة ووجعها، والكلبة امرأة دنيئة من قوم سوء، والجرو ولد محبوب.[1]
وسواد الجرو سؤدد على أهل بيته وبياضه إيمانه، وقيل إنّ جرو الكلب لقيط رجل سفيه قومه من الزنى، والكلب رجل سفيه وكلب الراعي مال يناله من رئيس، والكلب عدو ظالم، والكلب معلم ينصر صاحبه على أعدائه لكنّه دنيء لا مروءة له، وقيل إنّ صاحب هذه الرؤيا ينال سلطاناً أو كفاية في المعيشة، وقال بعضهم إنّ الكلاب في التأويل دالّ على الضرّ والبؤس والمرض والعدة إلا في موضع واحد، وهو الذي يتخذ للعب والهرش فإنه يدل على عيش في لذة وسرور، والكلب المائي رجل باطل وأمر لا يتمّ، وكل أجناس الكلاب تدل على قوم خبثاء، ومن تحول كلباً علمه الله علماً عظيماً ثمّ سلبه منه لقوله تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا).[2]، [3]
تفسير ابن شاهين لرؤية الكلب في المنام
أمّا الكلب فإنّه يؤول على أوجه؛ فمن رآه فإنّه عدو بلا همة، ولكن له شفقة في عدوانه، والأنثى امرأة بلا رأي، والكلب الأسود عدوّ من العرب، والكلب الأبيض عدوّ من العجم، ومن رأى كلباً نبح عليه فإنّه يدل على استماع كلام دون من عدوّ دنيء الأصل بلا همة بحيث يحصل له من ذلك كراهية، ومن رأى أنّ كلباً عضه فإنّه يدل على حصول ألم وملامة وضيق صدر ومشقة من عدوه، ومن رأى قماشه تلوث من لعاب فمه فإنّه يدل على كلام سمعه من الأعداء فيؤذيه ويؤلمه، ومن رأى أنّ قماشه قد شقه كلب فإنّه يدل على نقصان ولحم الكلب يؤول بمال العدو، خصوصاً إن أكل منه فإنّه يظفر بعدوه.[4]
قال الكرماني: من رأى أنّه يحيل كلباً على كلب فإنّه يحيل عدواً منه لدفع عدو آخر ويحصل، ومن رأى أنّه أطعم الكلب خبزاً فإنّه يدل على اتساع رزقه، ومن رأى كلباً نائماً ووضع تحت رأسه وسادة فيعتمد على عدو بلا همة ومضرة في الأشغال وحليب الكلب فزع وجزع وخصومة مع عدو، ومن رأى أنّ الكلب يهرب منه فإنّ عدوه يهرب ويحذره كل الحذر، وقال إسماعيل بن الأشعث: كلب الصيد إذا رؤي أنّه يصطاد به فإنّه يؤول بحصول منفعة من عالم يدعي بالعداوة، ولحم كلب الصيد يؤول بالميراث، ومن رأى أنّه أبعد كلب صيد فإنّه يبعد عدواً يحصل منه فائدة.[4]
قال أبو سعيد الواعظ: الكلب يؤول على وجهين؛ عبد يملكه وعدو ينصر عليه، والكلب المضر فهو رجل مضرّ لصاحب الرؤيا، والكلب الذي يتخذ للعب والهراش فإنّه يدل على لذة وسرور، ومن رأى أنّ كلباً يزق عصفوراً ونحوه فإنه يؤول برجل فاسق بأحد من أولاده، أو من صغار خدمه، ومن رأى أنّ كلباً ينبح على أحد فإنّه يؤول برجل يتكلم لغيره بسوء ولكن لم تبق مصاحبة ذلك، وقال بعض المعبرين: رؤيا نبح الكلب الأسود تؤوَّل بالحمى لأنّي جربت ذلك مراراً.[4]
رؤية الكلب في المنام عند ابن غنام
الكلاب في المنام عند المسلمين عبيد، وفي الحديث أنّ الكلب من المسوخ، وتأوّله المعبرون رجلاً عضاضاً مجترئاً على المعاصي، وإذا نبح فهو سفيه طمع مشنع، ومن رأى كلباً عضّه أو خدشه ناله من عدوه هم بقدر الألم وربما مرض، ومن رأى كلباً مزق ثيابه فإنّ سفيهاً يعاتبه، وإن لم يسمع نبحه فهو عدو يترك عداوته بشيء يسير، والكلبة في المنام امرأة دنية من قوم معاندين، والجرو ولد مجنون؛ فإن كان أبيض فهو مؤمن، وإن كان أسود فإنّه يسود قومه، وقيل جرو الكلب لقيط رجل سفيه الكلب أيضاً، ومن رأى كلب راع نال فائدة من ملك أو والٍ.[5]
والكلب الذي يصاد به ملك وولاية لمن رآه وكان أهلاً لذلك، ويصير إليه شيء ليستغني، لقوله تعالى: (وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ ۖ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ)،[6] والكلب الصيني في المنام يدل على مخالطة قوم من الأعاجم غير مسلمين، ومن رأى كأنّه يصيد بالكلاب فإنّه يبلغ شهوته وينال مناه، وقال أرطاميدورس: من رأى كلاب الصيد خارجة فهو دليل خير لطالب الرزق والخدمة، وإذا رآها داخلة من الصيد فإنّها تدل على البطالة والكلب الحارس في المنام يدل على صيانة الزوجة والمال، وقيل الكلاب في المنام تدل على الحمى بسبب الكوكب الذي يسمى الكلب، وهو الشعر اليمانية، فإنّها تدل على عمل لا يتمّ ورجاء كاذب.[5]
كلّ أجناس الكلاب تدل على قوم أذلة، ومن رأى كأنّه صار كلباً فإنّ الله قد أتاه علماً فنسيه، لقوله تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ)،[7]، إلى قوله: (فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ)،[8] وقيل الكلاب تعبّر بغلمان الشرطة، والكلب عدو ضعيف لتحوله من جوهر السباع ثم يصير صديقاً بعد العداوة، لقصة آدم عليه السلام؛ إذ هبط إلى الأرض فاحتوشته السباع، ولم يخشَ منها كخشيته من الكلب، فنودي من السماء لا تخف وامسح بيدك عليه ففعل آدم ذلك، فتملق الكلب ثم أشلاه آدم على الباع ففرقها، فجعل عدواً في التأويل، ثمّ يرجع صديقاً.[9]
المراجع
- ↑ محمد بن سيرين ( 135هـ - 1940م)، تفسير الأحلام - منتخب الكلام في تفسير الأحلام، مصر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، صفحة 378، جزء الأول.
- ↑ سورة الأعراف، آية: 175
- ↑ محمد بن سيرين، تفسير الأحلام - منتخب الكلام في تفسير الأحلام، مصر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، صفحة 379- 380.
- ^ أ ب ت خليل بن شاهين الظاهري، الإشارات في علم العبارات، بيروت: دار الفكر، صفحة 814.
- ^ أ ب إبراهيم بن يحيى بن غنام، تعبير الرؤيا (مخطوط)، الأردن: صورة مخطوطة - مكتبة الجامعة الأردنية، صفحة 258.
- ↑ سورة المائدة، آية: 4.
- ↑ سورة الأعراف، آية: 175.
- ↑ سورة الأعراف، آية: 176.
- ↑ إبراهيم بن يحيى بن غنام، تعبير الرؤيا (مخطوط)، الأردن: صورة مخطوطة - مكتبة الجامعة الأردنية، صفحة 258- 259.