-

ظاهرة الجفاف في المغرب

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

ظاهرة الجفاف

ظاهرة الجفاف هي حالة من غياب الأمطار وانعدامها خلال فترة زمنيّة طويلة، ممّا يتسبّب في نقص الموارد المائيّة للدولة، مع عدم قدرتها على تغطية كافة الاحتياجات المائيّة للمزارع والمناطق السكنيّة الممتدّة على مساحات جغرافيّة واسعة لفترة زمنيّة غير معروفة، وتمكّنت ظاهرة الجفاف من غزو العديد من الدول في العالم لفترات طويلة من الزمن امتدت لعشرات السنين، الأمر الذي تسبّب في جفاف الأراضي الزراعية وتصحّرها وقلّة مواردها وانتشار المجاعات.

ظاهرة الجفاف في المغرب

شهدت المغرب تقلّباً في الأحوال المطريّة خلال العقود الأخيرة الماضيّة، والتي عرفت بقلّتها في بعض المناطق وانعدامها الكلي في مناطق أخرى من البلاد، خاصّةً الأجزاء الشرقيّة والجنوبيّة منها، والتي أصيبت بالجفاف والتصحّر بسبب غزو الجفاف لها لعدّة مرات متفاوتة، الأمر الذي تسبّب في ارتفاع معدّل العجز المائيّ لأحواضها ما بين 82% و97%، وتمكّنت ظاهرة الجفاف من فرض تأثيرها أيضاً على المناطق التي تشهد هطول جيد للأمطار، ممّا أدّى إلى جفاف العديد من عيون الماء، وانخفاض مستوى المياه في بعض عيونها وآبارها وواحاتها، كما امتدّ تأثيرها السلبيّ ليشمل العديد من الأودية التي شهدت تراجعاً ملحوظاً في مواردها المائيّة.

الآثار السلبية للجفاف في الغرب

تسبّب الجفاف والتوسّعات الديمغرافية في التراجع الكمّي والكيفيّ للإنتاج الفلاحي، كما تسبّب ذلك في تناقص المخزون المائيّ المستمرّ في المدن والبوادي، ومن أكثر المناطق المغربيّة تضرراً بهذه الظاهرة منطقة سوس ماسة، حيث أدّى الاستهلاك المفرط لمصادر الماء في تفاقم مشكلة شحّ الماء فيها وخاصّةً في منطقة الكردان، بالإضافة إلى سدّ عبد المومن الذي شهد تناقصاً كبيراً في مستوى مياهه مع تراجع قدرته في تغطية الحاجات المائية للمناطق السقوية المحيطة به. بيّنت إحدى الدراسات القائمة في هذا المجال أنّ مقدار المياه الجوفيّة في المغرب قد وصل إلى أدنى مستوياته، مع تناقص حجم المياه التي توفّرها السدود بمعدّل 32%.

محاربة ظاهرة الجفاف في المغرب

تبذل الحكومة المغربيّة جهوداً كبيرة من أجل التخفيف من الأضرار التي يلحقها الجفاف باقتصاد البلاد خاصةً في المناطق القرويّة والفلاحيّة، حيث قامت الحكومة بإنشاء مرصد وطنيّ للجفاف من أجل التمكن من علاج تأثيرات الجفاف واتخاذ القرارات المناسبة لحاها والحدّ منه، ومن أهمّ الإجراءات التي قام بها المرصد الوطني للجفاف:

  • توفير الاحتياجات الأوليّة لسكان القرى والمناطق المصابة بالجفاف، مثل الماء المناسب للشرب وتزويد الأسواق بالحبوب والخضار والفاكهة الضرورية للعيش.
  • توريد المواشي وإغاثتها عبر توفير العلف والشعير لها، ونشر التغطية الصحيّة الخاصّة بها.
  • إنعاش الدخل المادي لأهالي القرى، من خلال توفير أعمال مناسبة لهم، وإعادة جدولة ديونهم.
  • حماية الثروة الطبيعية والمحافظة على الثروة الغابية.